الاردن يحتفي باستقلاله الاحد مسنودا بدولة ديمقراطية حديثة
المدينة نيوز - على الرغم من توسطه منطقة مضطربة قطع الاردن الذي يحتفي الاحد المقبل بعيد استقلاله الثالث والستين اشواطا كبيرة في بناء دولة مدنية حديثة، يتعاظم حضورها في شؤون المنطقة بفضل القيادة الهاشمية التي تستلهم نهجا سياسيا ديمقراطيا يجد صداه في تحسين شروط الحياة ونوعيتها ، وهو ما تؤكده أرقام دولية تعنى بقياس مؤشرات التنمية الشاملة.
فعبر عقود استقلال المملكة الذي اعلن في 25 ايار عام 1946 تسنى للاردن الدولة محدودة الامكانيات بناء مؤسسات مدنية واقتصادية مستقرة اسهمت في ترسيخ المملكة دولة فاعلة سياسيا حافظت على استقرارها وامنها بفضل القيادة الهاشمية التي تستلهم التحديث ديدنا في بناء الدولة العصرية.
وتظهر ارقام رسمية ان سياسات التعليم والصحة والاقتصاد وادارة المجتمع احدثت تحولات عميقة في البنى الاجتماعية وادوارها ما عزز حضور الانسان والمجتمع في رفد الدولة بطاقات متجددة تسهم في اعادة تعريفها بوصفها مظلة وطنية تعزز التسامح وتحسن شروط حياة الناس وحفزهم للمشاركة في بناء المستقبل.
ففي العام 1950 كان عدد المدارس 328 مدرسة ارتادها 61425 طالبا وطالبة وقام عليها 1454 معلما ومعلمة، فيما ارقام العام الحالي تظهر 5705 مدارس يقوم عليها 82620 معلما ومعلمة ويرتادها 6 ر 1 مليون طالب وطالبة.
واطلقت وزارة التربية والتعليم مشروع التطوير التربوي نحو اقتصاد المعرفة، في مسعى لإعادة توجيه أهداف السياسة التربوية واستراتيجياتها من خلال الإصلاح الحكومي والإداري، وتغيير البرامج والممارسات وتطويرها لتحقيق مخرجات تعلمية تنسجم مع اقتصاد المعرفة، و توفير الدعم اللازم لتجهيز بيئات تعلمية مناسبة تتميز بالجودة، وتنمية الاستعداد المبكر للتعلم منذ الطفولة المبكرة.
وأوضح وزير التربية والتعليم تيسير النعيمي أن الأمية انخفضت الى 7 ر7 بالمئة اواخر العام الماضي بعدما كانت 88 بالمئة في العام 1952، لافتا الى اهتمام الوزارة بفتح مراكز لمحو الأمية وصل عددها العام الحالي الى 511 مركزا منها 29 للذكور، و 482 للاناث.
وأضاف أن تقرير الرصد العالمي للتعليم للجميع للعام الماضي أظهر أن الاردن كان الأول عربيا والرابع عالميا في مؤشر يقيس الاحتمالية المتوسطة لتحقيق أهداف التعليم للجميع.
وقال ان الأردن كان الأول عربياً في الدراسة الدولية( تمس) في العلوم للعام 2003، وكان الأول عربيا في الدراسة الدولية( بيزا) للعام 2006 لمبحثي العلوم والرياضيات ومستوى القرائية .
وتظهر ارقام دولية أن نسبة القيد الإجمالي في التعليم الأساسي والثانوي الاردني أعلى من المعدلين العالمي والعربي، حسب النعيمي الذي أوضح أن المملكة حققت هدف إزالة أوجه التفاوت بين الجنسين في التعليم الأساسي والثانوي .
تقرير للبنك الدولي صدر اخيرا حول التنمية في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا يؤكد أن الأردن أفضل دولة عربية في مؤشرات المساواة والكفاءة والجودة في التعليم، مسنودا بنظام تعليمي قيم متمحور حول الطالب، فضلا عن أنظمة لتقييم نواتج التعلم بهدف التخطيط والمساءلة والتقييم والمتابعة ومنح الحوافز.
وأوضح النعيمي أن مبادرة التعليم الأردنية التي أطلقها جلالة الملك عبد الله الثاني تسعى لجعل الأردن الأول عالميا الذي ينفذ مبادرة تمثل شراكة القطاعين العام والخاص في توظيف تكنولوجيا التعليم، لافتا الى ان الأردن كان أول دولة نفذت هذه المبادرة بعد مؤتمر دافوس 2003 لتوفير البنية التحتية لتمكين المعلمين من اعتماد أساليب جديدة تسهل التعلم والإبداع والمشاركة الفاعلة في التنمية الاقتصادية وتعزز شراكة القطاعين العام والخاص لتطوير المناهج الإلكترونية .
وفي قطاع الشباب تجسد الاهتمام والتوجيه الملكيان بانشاء عدد من المنشات الشبابية في مناطق مختلفة من المملكة، أبرزها مراكز شباب وشابات غور الصافي والقويرة والصالحية في البادية الشمالية والطفيلة والحسينية والجفر والجيزة والريشة.
كما انشئ اثنا عشر مبنى لهيئة شباب كلنا الأردن في مختلف المحافظات بالتعاون مع المجلس الأعلى للشباب و3 مقرات للأندية هي اتحاد الرمثا والرمثا والسلط وملعب كرة قدم في كل من غور الصافي ومنطقة الريشة.
و قال رئيس المجلس الأعلى للشباب عاطف عضيبات ان جلالة الملك يحرص باستمرار على التواصل مع الشباب وتعريفهم بخبرات وتجارب الشباب العالمي باصطحاب كثير من الشباب المتميز في جولاته الخارجية لنقل التجربة الشبابية الأردنية وعرضها وتبادلها مع الشباب العربي والدولي.
واوضح عضيبات ان خطة المجلس في العام الحالي أخذت بالاعتبار ترجمة وتنفيذ توجيهات جلالة الملك عبدالله الثاني بالاهتمام بالشأن الشبابي ، ووضعها على رأس قائمة الأولويات، ما سيطلق مبادرات نوعية جديدة وأنشطة مختلفة لخدمة الشباب، مبينا ان المجلس يراعي في خططه بلورة هوية شبابية ناضجة وواضحة المعالم.
وقال ان المجلس نفذ مبادرات نوعية شبابية ابرزها مبادرة تدريب الشباب الجامعي على مبادئ المواطنة الحقة، ومبادرة التربية الوطنية وفرسان التغيير لأعضاء المراكز الشبابية، ومبادرة التمكين السياسي للشابات، والتدريب الإعلامي للشباب والشابات، ومعسكرات الحسين للعمل والبناء التي شكلت نقلة نوعية في العام 2007.
والمجلس يشرف ويدير 104 مراكز شبابية في المملكة وسبع مدن شبابية في عمان واربد والزرقاء والكرك والعقبة و11 مجمعاً شبابياً و8 معسكرات شبابية و10 بيوت للشباب.
وفي مجال الصحة العامة قال تقرير رسمي ان المملكة حافظت على خلوها من امراض وبائية، مثل الكوليرا والملاريا وشـلل الأطفال والدفتيريا، مشيرا الى ادخال نظام الرصد الالكتروني للأمراض السارية، واستحداث مديرية للأمراض غير السارية.
واوضحت وزارة الصحة ان نسبة تغطية التأمين الصحي بانواعه ارتفعت في مطلع العام الحالي الى 5 ر 86 بالمئة بشمول فئات جديدة من سكان مناطق جيوب الفقر وذوي الدخل المتدني ضمن شبكة الأمان الاجتماعي، اضافة الى الاشتراك الاختياري لغير المؤمّنين.
ووقعت الوزارة اتفاقية موحدة لعلاج المؤمنين صحيا من الدرجة الاولى مع الخدمات الطبية الملكية والمركز الوطني للسكري والغدد الصم والوراثة ومستشفيي الجامعة الاردنية والملك المؤسس، اضافة الى مستشفياف خاصة.
وتمكنت المملكة من بلوغ نسبة 98 بالمئة في تغطية مطاعيم الأطفال الرضع دون السنة، فضلا عن ادخال مطاعيم جديدة في البرنامج الوطني للتطعيم، شملت المطعوم الفيروسي الثلاثي وأنفلونزا المستديمة النزلية وشلل الأطفال.
وفي قطاع المرأة اشادت المديرة العامة لمؤسسة نهر الاردن فالنتينا قسيسية برؤية جلالة الملك عبدالله الثاني وجلالة الملكة رانيا العبدالله لتمكين المراة الاردنية وتاهيلها واشراكها في التنمية وبرامجها، مؤكدة اهمية دور المجتمع المدني في تمكين المراة اقتصاديا واجتماعيا وسياسيا وجعلها منتجة ومشاركة في التنمية الشاملة .
اما مديرة البرامج في اتحاد المراة الاردنية هيفاء حيدر فبينت ان هناك تقدما في مسيرة المراة الاردنية يظهر في بلوغها مواقع صنع القرار الرسمية وغير الرسمية.
وفي القطاع الزراعي اكد تقرير رسمي ان الإعلان الملكي اعتبار العام الحالي عاماً للزراعة يجسد الإرادة السياسية والرغبة الشعبية بإعادة الاعتبار للقطاع الزراعي ودوره في تحقيق الأمن الغذائي، والحد من البطالة والفقر عبر برامج عملية قابلة للتنفيذ.
واشار التقرير الذي اعدته وزارة الزراعة باحتفالات المملكة بعيد الاستقلال الى انشاء صندوق لإدارة المخاطر الزراعية، والشركة المتكاملة لمنتجات زيت الزيتون وتخصيص قطعة أرض لكل نقابة لإنشاء غابة، والصندوق الهاشمي لتنمية البادية وتأسيس شركة البحر الأحمر للأسماك .