ثقافة محاربة الفساد

هل من الممكن أن نهزم الفساد ؟
ثمة من يراهن على أن المعركة مع الفساد قابلة للحسم ، خلال فترة قصيرة 0
فيما كثيرون يعتقدون أن ( ثقافة الفساد ) انتشرت إلى الدرجة التي يصعب معها إعلان منطقة ما خالية من الفساد !
في الحالتين 00 لا أحد يحب أن نقف مكتوفي الأيدي في مواجهة هذه الظاهرة العالمية ، والتي نعاني منها بصورة أكثر من بعض الدول 00وأقل من البعض الآخر .. لكنها تبقى معاناة تترك أثارها على المجتمع والاقتصاد وكل مناحي الحياة
السـؤال المهـم 000
هل نفعل ما يكفي لمحاربة الفساد ؟!
القصة وما فيها أن آليات مكافحة الفساد خلال الفترة السابقة تمت ، وتتم بأدوات محدودة ، ومتكررة ، بينما أخذ الفساد يتلون ، بحيث اصطبغ في حالات كثيرة بألوان نكاد نظن أنها ليست أكثر من لون طبيعي في لوحة عامة تغرق في ذكر التفاصيل 0
فالمواطن يشعر بأنه يلامس الفساد بشكل يومي ، ويحتك به حتى وصل مرحلة ( تقبله ) إلى درجة ما 0
وهذا أخطر ما يمكن أن نعاني منه 000 أي أن يشعر أحد ما وجود الفساد حالة طبيعية ومقبولة ! 0
ومسؤولية مكافحة الفساد ، وإن كانت تقع أولاً ، وبصورة رئيسية على عاتق أجهزة الدولة ، فإن المواطن ـ كلٌ من موقعه ـ يستطيع أن يقدم خدمة ما في مجال الحد من الفساد 0
لكن البعض يُؤثر أن يدخل في مجادلات من أين نبدأ في مكافحة الفساد 00
هل نبدأ من الفساد الكبير 00 فساد الكبار ! أم الفساد العميم ، وهو فساد الصغار !
لا شك أن متاهة ( من الأكثر خطراً ) تبدو جدلية مربكة 00 فالمهم أن نحارب الفساد بكل أصنافه وأنواعه وبغض النظر عن مرتكبيه ، سواء كانوا صغاراً أم كباراً 00 تجاراً أم مسؤولين !
ومن الواضح تماماً أن ثمة إرادة عليا في مكافحة الفساد ، أعلنت عن جديتها في أكثر من مجال وبأكثر من صـورة 0
ولأننا لا نملك مقاييس معينة عن حجم الفساد ، وبالتالي حجم ما تم محاصرته ، فإن مؤشرات كشف قضايا الفساد توضح بأن عملية المكافحة أخذت تؤتي أكلها 0
ولا يجوز أن نتغاضى عن دور المجتمع في منع تنامي الفساد ، خاصة إذا أصبحت محاربة الفساد جزءاً من ثقافة جديدة تقوم على مبدأ عدم الاستسلام لأي من مظاهره 0
لكن الدور الرئيسي المنوط بأجهزة الدولة يحتاج إلى مناقشة الأسباب ، ومعالجة جذور الحالات ، وليس الاكتفاء بنواتجها
كما أنه من المهم جداً أن نركز على دور القضاء في معالجة الظاهرة ، وأجهزة الرقابة ، والإعلام ، بحيث لا يكون أي طرف منها جزءاً من الفساد 00 بل ركن مهم وقوي في محاربته 0
على أي حال 00 ما نشهده ليس طفرة أو حملة مؤقتة 00 إنما هو نهج يترسخ ويتطور بالممارسة والمتابعة 0