بعد اغتيال الحسن : مسلحون ملثمون يطلقون النار ويقطعون أوصال المدن والمعارضة تطالب باستقالة الحكومة
المدينة نيوز - ما أن وصل خبر استشهاد العميد وسام الحسن في انفجار الأشرفية، حتى اشتعل عدد من المناطق غضباً من شمال لبنان إلى جنوبه، ومن بقاعه إلى العاصمة.
فقد عاشت طرابلس حالاً من الإرباك والخوف، وشهدت شوارعها تحركات شعبية واضطرابات أمنية تخللها تقطيع لأوصال المدينة بالإطارات المشتعلة، فيما اتجهت الأنظار إلى المناطق الساخنة في التبانة والقبة والمنكوبين وجبل محسن، التي شهدت تجمعات وإطلاق نار كثيف من قبل شبان غاضبين، وسُمع بين الحين والآخر دوي قنابل يدوية قام البعض برميها في نهر أبو علي.
وأطلق بعض الشبان النار في التبانة والملولة والبداوي والأسواق، ورددوا التكبيرات والهتافات.
وأشارت المعلومات الى انفجار قنبلتين في شارع سوريا، وقنبلة في ساحة كرامي بالقرب من مكتب الوزير محمد الصفدي للخدمات الاجتماعية.
كما سيطر الغضب في البداوي وصولاً إلى المنية. وخرج الشبان إلى الطرق. وقاموا بقطع العديد منها مستخدمين الإطارات المشتعلة والعوائق الحديدية والحجارة، ما أدى الى عزل طرابلس عن محافظة عكار والحدود الشمالية مع سوريا.
وتجمع عشرات الشبان على الطريق الدولية في المنية، وقاموا بركن سياراتهم وسط الطرق ما أدى إلى أزمة سير خانقة.
وفي البداوي، حيث تجمع عشرات الشبان وقطعوا الطريق بالإطارات والعوائق، وسط ظهور مسلح بين عدد من المحتجين وغياب لأي جهة أمنية.
أما عكار، فقد عزلت عن محيطها، حيث خرج العشرات من الشبان الغاضبين وقطعوا كل الطرق الرئيسة والفرعية في مختلف أرجاء المحافظة، بالأتربة والإطارات المشتعلة.
كما سجل ظهور مسلح كثيف في بلدة البيرة أمام منزل الشيخ أحمد عبد الواحد، وفي مدينة حلبا، حيث سمعت عدة طلقات نارية.
وتداعى رؤساء بلديات من مختلف المناطق العكارية إلى عقد اجتماع موسع في مبنى بلدية حلبا. ودعا المجتمعون إلى "الإضراب الشامل والعام في منطقة عكار أيام السبت والأحد والاثنين".
وفي الكورة، عمد بعض من الشبان إلى قطع مختلف مداخل المدينة وطرقها، لا سيما عند مفرق بتوراتيج – العذارية – ضهر العين، مدخل انفه عند جسر زكرون بالاتجاهين، ومفرق البلمند عند مشروع الحريري، وذلك بالإطارات المشتعلة.
وفي البقاع، عمد عدد من أهالي قرى سعدنايل، ومجدل عنجر، وقب الياس، إلى إقفال الطرق الرئيسة والداخلية.
وسجلت ظاهرة مشاركة مسلحين ضمن الأهالي المتجمعين بأعداد كثيفة، خصوصا في سعدنايل التي شهدت إقفال طرق بالإطارات المشتعلة. كما أقفل مسلحون مقنعون طريق المصنع، وقطع محتجون طريق ظهر البيدر جديتا.
كما حاول مئات المحتجين اقتحام مكتب "منظمة شباب الاتحاد"، التابع للوزير السابق عبد الرحيم مراد، في منطقة برالياس. وحصل تلاسن بين المحتجين وبين عناصر المركز الذين أطلقوا النار في الهواء. وحاول المحتجون إحراق المكتب، ولكن الجيش اللبناني منعهم من ذلك.
وفي راشيا والبقاع الغربي، قطع شبان غاضبون الطرق بتلال الأتربة والإطارات، حيث سدت المنافذ من عزة الرفيد، إلى كامد اللوز، جب جنبن غزة، وكفريا. وترافق ذلك مع اعتصام نفذه محازبون للجماعة الإسلامية عند مثلث الرفيد راشيا الوادي.
وفي إقليم الخروب، قطع عدد من الشبان الأوتوستراد الساحلي بين صيدا وبيروت في منطقة السعديات، بالإطارات المشتعلة والعوائق. وتكرر الأمر قرب مفرق بلدة برجا.
كما تم إقفال مسربي الأوتوستراد في الناعمة، وجدرا، ووادي الزينة.
وفي صيدا، جال ثلاثة شبان شوارع المدينة في سيارة، وأطلقوا النار في الهواء، بدءاً من الأولي شمالاً حتى الكورنيش البحري الجنوبي للمدينة. كما قطعت أوصال المدينة، بالإطارات المشتعلة.
وشهدت بعض شوارع العاصمة ليل أمس اعمال قطع وحرق اطارات، قبل أن تتدخل القوى الأمنية لفتحها، فيما واصل بعض الشبان تجمعهم حتى ساعة متاخرة ليلا في ساحة الشهداء.( السفير )
وطالبت المعارضة اللبنانية باستقالة الحكومة اثر التفجير الذي أدى الجمعة إلى مقتل رئيس فرع المعلومات في قوى الأمن الداخلي العميد وسام الحسن، بحسب ما جاء في بيان لقوى المعارضة.
وأورد البيان الذي تلاه أحمد الحريري، الامين العام لتيار المستقبل احد ابرز احزاب المعارضة، "هذه الحكومة مطالبة بالرحيل ورئيس الحكومة (نجيب ميقاتي) مدعو شخصيا إلى تقديم استقالته فورا"، وذلك اثر اجتماع طارىء عقدته قوى المعارضة مساء الجمعة في منزل رئيس الوزراء السابق سعد الحريري في وسط بيروت.
واعتبرت المعارضة الممثلة بقوى 14 اذار ان بقاء الحكومة "يشكل اعلى درجات الحماية للمجرمين لتغطية هذا المخطط الاجرامي"، محملة رئيسها "بالدور الذي ارتضاه لنفسه، مسؤولية دماء العميد الشهيد وسام الحسن ودماء الابرياء الذين سقطوا في الاشرفية".
وكان الحسن قتل في انفجار استهدفه اليوم في منطقة الاشرفية في شرق بيروت، وادى ايضا الى مقتل سائقه وستة اشخاص آخرين، واصابة 86 شخصا بجروح، بحسب مصدر حكومي.
واتهمت اطراف في المعارضة اللبنانية المناهضة لسوريا نظام الرئيس بشار الاسد بالوقوف خلف الاغتيال، لا سيما منها رئيس الوزراء السابق والزعيم السني سعد الحريري، اضافة الى الزعيم الدرزي وليد جنبلاط.
وقال سعد الحريري ردا على سؤال "اتهم بشار حافظ الاسد".
من جهته قال جنبلاط "اتهم علنا بشار الأسد ونظامه بقتل وسام الحسن"، مشيرا الى ان النظام السوري "خبير في الاغتيال السياسي ويجب ان يكون ردنا سياسيا".
وادى فرع المعلومات دورا في التحقيق في سلسلة من الجرائم التي استهدفت شخصيات سياسية لبنانية معارضة لسوريا بين العامين 2005 و2008، ابرزهم رئيس الوزراء الاسبق رفيق الحريري في 14 شباط/ فبراير 2005.
وسبق لضباط كبار في الفرع ان استهدفوا بتفجيرات، آخرهم الرائد وسام عيد الذي اغتيل في كانون الثاني/ يناير 2008 ويعزى اليه الفضل في التقنية التي كشفت شبكة من الأرقام الهاتفية التي يعتقد ان حامليها مسؤولون عن تنفيذ اغتيال رفيق الحريري.(أ.ف.ب)