نشامى فعل وكلمة : من قصص مرشحي أهل الهمة

تم نشره الأحد 24 أيّار / مايو 2009 01:58 صباحاً
نشامى فعل وكلمة : من قصص مرشحي أهل الهمة
الدستور

المدينة نيوز- أرادت أن تساهم وتترك بصمتها على المجتمع وفقاً لمهاراتها ، والامور التي تستمتع بالقيام بها ، وبعد استشارة طبيب العائلة وتشجيع والدتها بدأت غيا ارشيدات عام ألفين وواحد بالعزف للمرضى في جمعية الملاذ ومركز الحسين للسرطان وللأطفال المعنفين في دار الأمان في أبو نصير بهدف إخراجهم من حالة صعبة عاشوها نتيجة المرض أو لظرف اجتماعي أو أسري أثر على حياتهم.

تستخدم الموسيقى كأداة لتشجيع الاطفال على الرسم والتعبير عما يجول في داخلهم ، وتقوم بعد ذلك بعرض ما رسموا على الأخصائي النفسي للوصول إلى علاج يريحهم.

وما يجعل غيا تستمر حتى اليوم في مساهمتها ، قصة تلك السيدة التي شاهدتها تصارع مرض السرطان في جمعية الملاذ وحيدة دون سؤالْ من قريب أو من بعيد. بالإضافة إلى أن الأطفال الذين تعمل معهم أصبحوا متعلقين بها وينتظرون مجيئها بفارغ الصبر لدرجة أنها عندما تأخرت مرة عليهم ، انتظروها وبيد كل واحد منهم وردة اقتطفها من حديقة الدار.

تحدت رفض البعض والاستهانة بما يمكن أن تغير في حياة هؤلاء الاطفال والمرضى ، والتي عادة ما كانت تأتي من بعض أهالي المرضى الذين مروا برحلة طويلة وشاقة من الألم والعلاج. كذلك واجهت صعوبة في البداية في التعامل مع الأطفال المعنفين الذين قد يأتون من بيئة فقيرة ، أو أن الثقافة أو الفن أو الموسيقى ليست جزءاً من حياتهم التي قد لا يتوفر فيها أحياناً أهم أساسيات الحياة مثل الغذاء والدواء والحب والاستقرار ، ما يجعلهم غير مهتمين وغير مدركين لتأثير الموسيقى التي تعزفها غيا على الأشخاص الذين يعانون من ظروف معينة في حياتهم.

إلا أن ذلك لم يثبط من عزائمها: فاصرارها وإدراكها بأنها من خلال العزف الذي تجيده وتحبه ، ولرغبتها في مساعدة الاطفال والمرضى ستتمكن من عمل وتغيير الكثير في حياة من حولها ومن تساعدهم للتعبير وإخراج مكنونات أنفسهم إلى السطح. لتستطيع بالتالي التعامل معها ومواجهتها بوجود خبراء في الرسم والتحليل النفسي مرافقين لها يساعدونها على تحليل الحالات ومعرفة كيفية التعامل معها بطريقة توصلهم إلى حالة أكثر استقراراً نفسياً.

في بداية الطريق ، خصصت غيا ثلاثة أيام لمساهمتها ، وفي الوقت الحالي تقوم بزيارة دار الامان كل يوم سبت. وتعمل أحيانا مع إحدى صديقاتها التي تتطوع معها في الرسم. واستطاعت أن تساعد المئات في المراكز التي تتطوع بها.

تتمنى غيا أن تكبر دائرة المتطوعين في مجالها ، وتتمنى أن تعلم الموسيقى للأطفال العاملين والبائعين على الإشارات الضوئية ، ليستفيدوا ويملكوا مهنة قد تنفعهم يوما ما ، وليعلًّموا غيرهم ما تعلموه. كذلك تتمنى أن تتغير نظرة البعض للفن ، أن ينظروا حولهم ويحاولوا مساعدة من هو بحاجة.

يقوم الدكتور احمد نايل الغرير منذ عام تسعة وتسعين إلى جانب مائة متطوع مدربين على يده بزيارة البيوت والمدارس والجمعيات التي يحتاج أفرادها إلى إرشاد أو دعم نفسي.

عندما يعلم بوجود حالات تحتاج الدعم كالإعاقات الذهنية أو الحركية لدى الأبناء مما يجعل الآباء يُحبطون ولا يدْرون الكيفية التي يجب أن يتعاملوا بها مع المريض وباقي أفراد المنزل ، أو نية الانتحار أو السير وراء عادات سيئة تضر أفراد الأسرة والمجتمع.

وعند زيارتهم الاسرة ، يجلس المتطوعون والدكتور مع أفرادها ويستمعون إلى مشاكلهم ويحاولون تقديم الحلول المناسبة ، وتستمر متابعتهم للحالة إلى أن يتأكدوا من أن الفرد أصبح في حالة جيدة.

كانت بداية المبادرة عندما جاءت للدكتور أحمد طالبة أخبرته بأن اخوتها مصابون بإعاقات حركية ومنها ما هو وراثي ، فذهب لزيارتهم ورأى أن بامكان بعضهم أن يتعلموا مهناً وأموراً أخرى يمكن أن تجعلهم منتجين بدل أن يبقوا عاجزين وعالة على أسرتهم ومجتمعهم ، والآن يوجد منهم من يعمل ومنهم من تعلم القراءة والكتابة وأصبحوا يجيدون مهارات أساسية بالحياة لم يجيدوها من قبل.

استطاع الدكتور أحمد أن يحرّك ويحفّز العديد من الطلاب والشباب الذكور والإناث من كافة فئات المجتمع للعمل التطوعي. وفي البداية كان يقدم تكاليف المواصلات من جيبه الخاص إلى أن عَرف المتطوعون ذلك فبدأوا يشاركونه التكاليف وأصبح الجميع يقدّم من ماله تكاليف التنقّل. وأصبحوا يساعدوه في الجلوس مع من هم بحاجة للدعم والارشاد وإعطاء الحلول المناسبة لهم وتقديم تقارير دورية للدكتور أحمد.

من خلال عملها في عدد من المناطق وهي لواء الكرك ، غور المزرعة ، غور حديثة ، غور الصافي ، الطفيلة و معان ، استطاعت المجموعة أن تساعد حوالي سبعمائة أسرة.

يخصص الدكتور أحمد وأعضاء المجموعة والمتطوعون من ثلاث إلى أربع ساعات يومياً ، يبحثون ويسألون عن المنازل التي تحتاج المساعدة ويهبون لزيارتهم والجلوس معهم ودعمهم والرفع من معنوياتهم.

تواجه المجموعة بعض الصعوبات التي تتعلق بعدم تعاون المسؤولين أحياناً ، ورفض المجتمع أحياناً اخرى ، وشح الموارد ، إلى جانب عدم توفر الدعم والاعتماد على ما تقدمه المجموعة نفسها. ولكن برغم الصعوبات والتحديات استطاعت المجموعة أن تساعد في منح من يجلسون معهم الثقة بالنفس ، ومنع أسر كثيرة من التفكك نتيجة الطلاق الذي كان محتماً لو لم يزوروهم ، بالاضافة الى حماية شباب وشابات من الانتحار و تحويلهم إلى منتجين ومفيدين بالمجتمع.

كما طورت المجموعة موقعاً الكترونياً (www.drgrirgroup.com) ليكون حلقة وصل بينهم وبين من يخجلون ولا يرغبون في طرح مشاكلهم في جلسات مباشرة.

تتمنى المجموعة أن تتغير نظرة المجتمع في الاردن إلى الارشاد النفسي ، لأنها كما تشير المجموعة للأسف مرتبطة بالجنون. كما تتمنى المجموعة أن يدرك الجميع أهمية الارشاد النفسي ورفع المعنويات والتي تصل إلى أن تكون حاجة لدى كل البشر.

محمد عيد الدمانية

«أصبح العديد من أطفال البدو الرحل يجيدون القراءة والكتابة مع أن العادة جرت بأن يهتموا بالماشية ولم تكن القراءة والكتابة من اهتماماتهم أو أولوياتهم»

 

بدأ محمد الدمانية التطوع لتدريس أطفال وشباب البادية وحتى الكبار منهم ممن يرغبون في تعلم القراءة والكتابة والحساب في البادية الجنوبية في الاردن عام أربعة وثمانين ، دون أن ينتظر أي مقابل.

ويتقدم الطلاب بعد حصولهم على التعليم على يده إلى فحص مستوى في التعليم العام التابعة لمديرية تربية البادية وبناء على امتحان المستوى ينسبون إلى المدارس القريبة من مكان سكنهم وفي الصفوف التي تتناسب مع مستواهم التعليمي.درّس محمد الطلاب والطالبات في الرويشد والصفاوي والهاشمية "الزرقاء" ومعاد والمدورة ومناطق أخرى لا يوجد فيها مدارس ، وساعد أبناءها على تغيير حياتهم.

أراد أن يعلم أبناء البادية ، فأصبح يرتحل مع البدو كلما شدوا الرحال طلباً للماء والزرع الذي يكفيهم وحلالهم ، ولأي مكان كان. كان محمد ولايزال ملازماً لهم ، ملتزماً برسالته في التعليم ليحمي أطفال وشباب وشُياب البدو من الأمية ليقينه بأن العلم وأصحابه يرتقون بالجيل الصاعد الذي سيرتقي بدوره بأمته وشعبه ، وهذه الفكرة بحد ذاتها هي سبب استمراره في مبادرته طوال هذه السنين دون كلل أو ملل.

في أثناء تنقله في البادية التي هي مسقط رأسه ، كان محمد يسمع المواضيع المختلفة التي يتناولها ويطرحها الناس هناك ، والتي كانت في أغلب الأحيان لا تتعدى نطاق الماشية والترحال. فقرر أن يساهم بإعطاء العلم الذي منحته إياه شهادة الثانوية العامة التي حصل عليها للأجيال الصاعدة من أبناء البدو ، وذلك حتى يملك الجيل الأصغر فرصة لأن تتنوع المواضيع التي سيناقشوها عندما يكبرون و ليكونوا متعلمين ويتقنون القراءة والكتابة ، ولفتح المجال لمن يرغب في إكمال دراسته الجامعية.يواجه محمد بعض التحديات مثل التنقل الدائم ، وفي البداية معارضة بعض أهالي البادية لفكرة تعليم الفتيات إلا أنه استطاع إقناعهم بأهمية تعليمهن ، والآن فإن صفوفه التي يحيطها بيت الشعر والحلال والرمال تضم الفتيات ولم يعد العلم ميزة يتمتع بها الذكور فقط في البادية. وأصبح أهالي المنطقة وأهالي الطلاب يدركون ويقدرون ما يقوم به وما يساهم في تغييره من خلال عمله التطوعي.

ساهمت مبادرة محمد في مساعدة الكثيرين لإكمال دراستهم في المدارس بشكل نظامي ، ومنهم من أكمل تعليمه الجامعي والبعض الآخر توجه إلى الالتحاق بالقوات المسلحة الأردنية.

يتطوع محمد بأغلب ساعات اليوم للعمل التطوعي ، يعلم الفتيان والفتيات ومن يرغب في الحصول على التعليم. وصفه أحد طلابه بأنه الشمعة التي أنارت الظلام في الصحراء.يتمنى محمد أن يصبح للبدو الرحل مقرات دائمة ، وأن يتوفر لهم غرف صفية مع مرافقها للتدريس ويتوفر فيها الأدوات التي تسهل من حياة الطلاب وتعلمهم وتشجعهم على الانخراط في التعليم وتزيد من رغبتهم في الحصول على المعرفة والعلم.
 



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات