القاعدة تهدد بإعدام الرهائن إذا قررت فرنسا الحرب على مالي
المدينة نيوز - هدَّد أمير منطقة الساحل والصحراء فى تنظيم القاعدة فى بلاد المغرب الإسلامي يحيى أبو همام، بأن أى تدخل عسكرى فى شمال مالى، سيعنى التوقيع على قرار إعدام الرهائن الفرنسيين لدى القاعدة.
وقال أبو همام: "أود أن أرسل رسالة إلى ذوى الأسرى الفرنسيين المحتجزين لدينا، إن قرار الحرب الذى يبدو أن هولاند قد اتخذه، يعنى بالضرورة أنه وقع على إعدامهم وعليه أن يتحمل مسئولية قراره، وأما مطالبنا فقد بلغناها لهولاند مكتوبة عبر وسطائه".
وأوضح فى مقابلة مع وكالة نواكشوط للأنباء، أن الرئيس فرنسوا هولاند يقوم بالتصعيد ضد القاعدة، وأنه وعد بتحرير الرهائن دون التفاوض معهم، مشيرا إلى أن سلفه ساركوزى جرب خيار القوة، وكانت النتيجة معروفة، مذكرا بمقتل الرهينة ميشال جارمانو ومقتل رهينتين أخريين فى النيجر.
وأشار إلى أن الغرب ينتهج سياسة التوريط والحرب بالوكالة بعد الهزائم المتكررة التى تلقتها أمريكا وحلفاءها فى أفغانستان والعراق، وما نتج عنها من استنزاف اقتصاديات هذه الدول، وأصبحوا لا يحبذون التدخل المباشر، في الوقت الذي أدركت فيه القاعدة أن الأسلوب الأفضل والأنجع هو جرهم إلى المواجهة المباشرة، لأن المعركة الحقيقية معهم، وليست مع وكلائهم.
وشكك أبو همام في بقاء موريتانيا على الحياد فى هذه الحرب التي تستعد لها "المجموعة الاقتصادية لغرب أفريقيا"، حتى وإن أكد الرئيس المويتانى محمد ولد عبد العزيز فى أغسطس الماضى أنه لا ينوى المشاركة فيها، وقال "إذا أرادت الحكومة الموريتانية أن تبقى خارج دائرة استهدافنا فهى تعرف أكثر من غيرها ما يتوجب عليها فعله".
يذكر أن الرئيس الموريتانى كان قد أمر بشن غارات جوية على معسكرات القاعدة فى مالى فى 2010 و2011.
وأشار أبو همام إلى خلافات بين القاعدة وتنظيمين إسلاميين آخرين فى شمال مالى: "أنصار الدين" و"حركة التوحيد والجهاد فى غرب أفريقيا"، رغم اتفاق الثلاثة على تطبيق رؤيتهم المتشددة للشريعة الإسلامية.
وأوضح أن أنصار الدين يقصرون نشاطهم على منطقة أزواد فى شمال مالى فى حين أن القاعدة تتبنى "الجهاد العالمى"، أما بالنسبة للتوحيد "فأعضاؤها المؤسسون هم فى الأصل من تنظيم القاعدة، وقد اختاروا أن يكونوا تنظيما مستقلا، ونحن لم نوافقهم على ذلك، وهذه هى نقطة الخلاف بيننا وبينهم، ومع ذلك فالاتصال بيننا والسعى المشترك لإزالة هذا الخلاف قائم".
ويجرى حاليا التحضير لتشكيل قوة مسلحة قوامها ثلاثة آلاف رجل من دول المجموعة الاقتصادية لغرب أفريقيا بتفويض من الأمم المتحدة، وبمساعدة فرنسية لقتال الإسلاميين شمال مالى.(مفكرة الاسلام)