تواصل المؤتمر الدولي للفكر التنويري

المدينة نيوز - بدأت في المركز الثقافي الملكي الأحد جلسات المؤتمر الدولي الخامس لتأصيل الفكر التنويري "الاعتدال والتعايش الديني حرية وديمقراطية" الذي ينظمه المجلس الأعلى للشباب وافتتحه أمس دولة رئيس الوزراء الدكتور عبدالله النسور، بمشاركة خمسة آلاف شاب وشابة من جميع محافظات المملكة، إلى جانب وفود وعلماء وأكاديميين من عشر دول عربية وإسلامية.
في الجلسة الأولى للمؤتمر التي أدارها مساعد أمين عام المجلس د. رشاد الزعبي، قدّم النائب الإسلامي السابق د. محمد الحاج ورقة حول "ظاهرة العنف المجتمعي ومفهومه وأسبابه وظواهره وموقف الإسلام منه"، وروح التسامح، أشار فيها أن هناك نظريتان تعالجان الأسباب المؤدية للعنف، هما نظرية الإحباط المؤدية إلى العدوان، ونظرية الضغوط الهيكلية، منوها أن الإسلام وضع عدد من الإجراءات الاحترازية لتلافي العنف من ضمنها الزكاة التي تعالج الفروق الاقتصادية بين الأفراد، ما يخفف الاحتقان ويلغي الحسد والنقمة من المجتمعات.
كما قدم النائب في البرلمان اليمني د. شوقي القاضي، ورقة عمل حول القيم والمثل المشتركة مع الآخر "موقف الديانات السماوية من منظومة القيم والمثل في العلاقات الإنسانية"، تناول فيها التعايش الديني وأثره على تطور المجتمعات وكيف رسخ الإسلام هذه القيمة بإقراره مبدأ الاختلاف، حيث عمل الإسلام على ترسيخ قيم الاحترام ووحدة الأديان وحق التدين، وحرية العقيدة والصلح والسلام وإعلاء قيمة الإصلاح واعتماد قيمة الحوار كوسيلة.
وفي الجلسة الثاني التي أدارها المستشار في المجلس عارف اسحاقات، قدمت المستشارة د. شهيناز أبو تايه ورقة حول "العنف ضد المرأة"، أكدت أن تعرض المرأة للعنف وغياب حقوقها، يؤثر على إنسانيتها مما يسبب بانتفاء دورها المجتمعي، مشيرة أن إحدى الدراسات خلصت إلى أن نسبة النساء المعنفات لدينا تصل إلى 47%، وأن للعنف عدة أشكال منها ما هو جسدي ونفسي ولفظي ومادي وجنسي.
بدورها، أكدت رئيسة لجنة المرأة في حزب الوسط الإسلامي د. رويدة ريالات، أن أهم أسباب العنف الموجه للمرأة يكمن في الابتعاد عن العقائد السمحة وإلى التقاليد والموروثات الخاطئة، وغياب الوعي لدى المجتمع بأهمية دور المرأة، مشيرة إلى رأي الإسلام في العنف من خلال عدد من الأحاديث النبوية التي حثت على احترام المرأة، وأعلت من تقديرها، كما قدم مدير عام صندوق الحج في وزارة الأوقاف د. وائل عربيات ورقة بعنوان "الانحلال الأخلاقي وآثاره على المجتمعات"، وأهمية المزاوجة ما بين الأصالة والحداثة ومحاربة السلوكيات الضارة عند الشباب.
إلى ذلك يختتم المؤتمر اليوم الثلاثاء فعالياته، بإقامة جلستين الأولى: تشتمل على ورقتين حول الحوار والتعاون مع الآخر يقدمها د. حمدي مراد، فيما يقدم وزير الإعلام د. سميح المعايطة، ورقة بعنوان دور الإعلام في حياة مجتمعية فاعلة و"دور الإعلام في المحافظة على منظومة القيم والمثل الأخلاقية، وإبراز الصورة الحقيقية للإسلام"، وفي الجلسة الثانية سيتناول الأب رفعت بدر مفاهيم المواطنة والولاء والانتماء، ويتناول د. محمد القضاة جدلية مفهوم الهوية الدينية والمواطنة بين الواقع والوهم.