اغتيالات...واقتلاعات
كارثة ألمّت بلبنان.. ولكنها ليست الاولى.. وبكل تأكيد ليست الاخيرة!
اغتيالٌ لأي شخص يشكل تهديداً لمجموعة او فئة او حزب معين، ليس هدفهم الاغتيال بحد ذاته بل الاقتلاع من الجذور لكل من تسوّل له نفسه ان يقف امام أهدافهم او يكشف مخططاتهم ويفضح ألاعيبهم.
أساليب قذرة وطرق حقيرة لا تنمّ عن رجولة وشهامة، بل عن وضاعةٍ واحتقار وجبن عن مواجهة وإعلان عن مسئولية.
اغتالوا بكل جبن مسئول الأمن الداخلي بطريقة لا تترك لهم أثراً او هكذا ظنوا.
وحتى يعرف الناس حقيقتهم انظر لكمّ المتفجرات التي استخدمت في التفجير والتي لم يراعوا فيها انها قد تقتل صبياً او شيخاً او امراةً ًاو ان تصيب ماراً، ساقه قدره ان يكون قريباً من الموقع، او جيران في منازلهم آمنين مطمئنين بين أولادهم وأهلهم، هالهم الانفجار وأرعب أطفالهم ودمّر منازلهم. لا يتورعون عن قتل الآمنين في سبيل تحقيق غاياتهم وان قتلوا العشرات .
وهذا يدل على انعدام المبادئ الانسانية لديهم، وان هذا الشعب لا يعنيهم لا من قريب ولا بعيد.
وكما يقال في المثل" كثرت البكاء تعلم النواح"، فان كثرة الاغتيالات في لبنان تعلمنا وتدلّنا على ماهية هؤلاء القتلة.
فلو فنّدنا جميع الاغتيالات التي تمت في خلال السبعة سنين الماضية والتي تربو عن عشرين اغتيالاً، اشهرها اغتيال رفيق الحريري وآخرها وسام الحسن لوجدنا ان هناك قاسماً مشتركاً بين كل الاغتيالات قد نستطيع ان نصل لفاعله!
ولقد امسك الحسن بهذه الخيوط واقترب من فضح مخططاتهم والكشف عن جرائمهم، ولكنه وصل الى الخط الأحمر الذي ليس بعده الا معرفتهم، وبلا تردد صدرت الأوامر بتصفيته اليوم قبل غداً.
لقد وصل من فرنسا صبيحة يوم التفجير وكانوا له بالمرصاد! فكيف عرفوا تحركاته؟ وكيف كشفوا سيارته؟ وكيف وضعوا العبوة بهذه السرعة؟ ومن أشار عليه ان يسلك ذلك الطريق؟ أسئلة كثيرة تدور وتبحث عن إجابات.
وعجبت لمن يحمل اسرائيل المسئولية، ويعلل انه كشف العديد من الشبكات التجسسية في لبنان وأنها قد تكون من استهدفته!!
وهذا كلام يدل عن عقمٍ في التفكير، اسرائيل رغم ان لها يدٌ قذرة وباع طويل في الاغتيالات الّا انها اكبر واعقل من ان تقدم على هذا، لان اسرائيل بكل بساطة تقتل وتغتال كل من يهدّد كيانها ومواطنيها، فتراها تغتال في الشرق وفي الغرب وفي اوروبا وفي غزة، ولم نسمع يوماً انها اغتالت من يكشف شبكاتها التجسسية.
ان من اغتال الحسن يعرف حق المعرفة ان عامل الوقت ليس من صالحه، وانه لو كشف عن منفذ عملية واحدة لفرطت سبحة الاغتيالات واحدةً تلو الاخرى لان منفذيها هم نفس الفئة ولا شك في ذلك.
وقد يقدمون في سبيل عدم كشف مخططاتهم على قتل كل من يهددهم او يحاول ان يميط اللثام عنهم، فليس مستغرباً ان تسمع ان هذا الوزير ميشال سماحة قد وجد مقتولاً في محبسه، او منتحراً في زنزانته.
ولا يغيب عن الأذهان مدى علاقة النظام السوري الذي يذيق أهلنا شتّى انواع العذاب بحزب الله في لبنان .
ومدى الارتباط القوي بينهما في الاهداف ووحدة المصير والعقيدة لان سقوط بشار ونظامه هو نهاية حزب الله، ولان القوى المختلفة في لبنان من مسلمين ونصارى تقف بجانب الشعب السوري ماعدا حزب اللات ومناصريه، فهم عرضةٌ للمؤامرات والاغتيالات ولا بد ان يحاسب على وقفته في وجه النظام السوري ولابد من تصفية من يقف لكشف مخططاتهم باي طريقة ووسيلة لا يهمهم موت شعب او دمار بلدٍ.
وأخيراً لا نغفل عن الدور الإيراني والسوري بذراعهم حزب اللات عن اي اغتيال في لبنان وألّا تخدعنا دموع التماسيح التي تبكي نهراً من الدموع وتحمل في جنباتها خداعاً ونفاقاً، وعلى رأي المثل " يقتل القتيل ويمشي في جنازته".
فالأمر جليٌ والأمور واضحة ولا تحتاج الا الى قليل من التفكير بكل هدوء حتى يعرف الجاني.
والى ان نلتقي لكم تحيتي