حفل اشهار وتوقيع كتاب المسيحيون العرب والقدس للدكتور رؤوف ابو جابر

المدينة نيوز - اكد اكاديميون وباحثون ورجال دين ان المسيحيين العرب ليسوا اقلية، وانهم تعايشوا مع اخوتهم المسلمين على الارض بشكل ودي وانساني وحضاري ينهض على الثقة والمواطنة والاحترام المتبادل.
واشار الدكتور عبدالكريم غرايبة في حفل اشهار وتوقيع كتاب (المسيحيون العرب والقدس) لمؤلفه الدكتور رؤوف ابوجابر الذي نظم مساء امس الثلاثاء في المكتبة الوطنية، الى ان النصرانية ظهرت هنا على الارض العربية قبل ظهور الاسلام، حيث شيدت في بلاد العرب اول كنيسة واول رهبانية.
واوضح غرايبة ان الوجود المسيحي في بلاد العرب اصيل وممتد دفع فيه المسيحيون ثمنا غاليا لصبرهم وتمسكهم بالارض، فقد تعرضوا للخطر الصهيوني مثل اخوتهم من المسلمين.
وتحدثت الدكتورة بارباره بورتر عن الكتاب وعن الوجود المسيحي العربي في مدينة القدس، مشيدة بالكتاب الذي يبرز هذا الوجود المتجذر في المدينة والتعايش المسيحي الاسلامي في المنطقة والذي مضى عليه الالاف السنين فمثلت القدس مدينة للتسامح والتعايش للاديان.
وقال مؤلف الكتاب الدكتور ابو جابر ان القدس ظلت منذ العهدة العمرية مدينة عربية اسلامية مسيحية، لها مكانة خاصة في قلب كل عربي نظراً لقدسيتها ومكانتها الدينية، واستمر الوجود المسيحي فيها بعد تسليم البطريرك صفرونيوس مفاتيح المدينة الى الخلفية العادل عمر بن الخطاب، مواكباً للوجود الاسلامي بحيث اصبحت المدينة المقدسة عنواناً للتعددية والوسطية والعيش المشترك.
واوضح أن كتابه يشتمل بعد الحديث عن الاوضاع العامة في القدس في بداية القرن التاسع عشر وفترة الحكم المصري وعودة الحكم العثماني بعد خروج المصريين من بلاد الشام، على دراسة عن الكنائس المسيحية سواء كانت الشرقية القديمة والغربية الوافدة، واشتداد المنافسة بينها، وقيام النهضة الشعبية الجديدة في اواخر القرن التاسع عشر، سواء في الحقول الاقتصادية والتعليمية والصحية والثقافية، بحيث ان المدينة اصبحت من مدن بلاد الشام الرائدة بالنسبة لهذه المزايا حتى اذا جاءت الحرب العظمى الاولى تعرضت فيها القدس لمعاناة خاصة بعد ان توقف مجيء الحجاج الى مزاراتها ولكن المعاناة الحقيقية وقعت بعد الاحتلال الانجليزي للمدينة عام 1917، وترتيبات الاحتلال المخادعة لتنفيذ وعد بلفور.
وقال ابو جابر ان التاريخ سيذكر أن فترة الحكم الاردني للقسم العربي من مدينة القدس بين 1948 الى 1967 كانت فترة انفتاح وادارة ناجحة بحيث اصبحت المدينة عنواناً للعيش المشترك بين المسلمين والمسيحيين بأسمى المعاني .
واضاف ان المسلمين والمسيحيين من ابناء هذا البلد انطلقوا معا نحو هدف معين هو التفكير في مصير وطنهم وأمتهم وهم يسيرون في هذا المضمار على نهج واحد انهم متقاربون كل القرب من حيث الاخلاق والطباع ومن حيث المبادئ الاساسية والاجتماعية ايضاً وقد قاوموا الانتداب البريطاني والاستيطان اليهودي.
وقالت الدكتورة فدوى نصيرات التي ادارت الاحتفالية انه منذ اواخر القرن التاسع عشر بدأ العرب في القدس وفلسطين يشعرون بالخطر الداهم الذي اخذ يتهدد عيشهم وحياتهم فبدأوا يتلمسون سبل المقاومة المجدية، وبدت الالفة الوثيقة التي جمعت بين ابناء القدس بشكل خاص وفلسطين بشكل عام عندما بدأوا يؤسسون الجمعيات الاسلامية المسيحية للدفاع عن المصالح العربية، وايقاف بيع الاراضي والعقارات للمستوطنين الصهاينة، موضحة أن هذا الامر استمر حتى اذا وقع الاحتلال الاسرائيلي للقدس الغربية عام 1948 وللقدس الشرقية عام 1967 بدأت هذه المحافل العربية اسلامية ومسيحية في الدفاع عن الحقوق.