ثوار سوريا يقبلون بحذر مساعدة المقاتلين الأجانب فى حربهم ضد نظام الأسد
المدينة نيوز - يثير وجود متشددين إسلاميين أجانب يقاتلون النظام السورى المخاوف من ضخ تأثير القاعدة إلى الحرب الأهلية الدائرة فى البلاد، وينتاب ثوار سوريا بعض هذه الهواجس.
إلا أنهم أيضا يرون فى المتطرفين الأجانب دفعة مرحبا بها: فهم مقاتلون يتمتعون بالخبرة القتالية ومنضبطون، وقتالهم الباسل لقوات النظام السورى جيد التسليح يعد أسطوريا.
ولا شىء يجسد هذه المعضلة أكثر من جبهة النصرة - وهى مجموعة غامضة تحمل فكر القاعدة جاء مقاتلوها من ليبيا وتونس ومصر والعربية السعودية والعراق ودول البلقان وأماكن أخرى، أغلبهم مقاتلون خبروا حروبا سابقة جاءوا إلى سوريا للمشاركة فى ما يعتبرونه "جهادا" جديدا ضد الأسد.
وحظيت هذه المجموعة بسمعة سيئة لقيام مقاتليها بعدد من التفجيرات الانتحارية خلال الصراع الدائر منذ تسعة عشر شهرا مستهدفين مؤسسات النظام وجيشه. وحاول ثوار سوريا النأى بأنفسهم عن التفجيرات لخشيتهم تلطيخ انتفاضتهم بوصمة تنظيم القاعدة، إلا أن المئات من مقاتلى جبهة النصرة شكلوا قيمة إضافية إلى صفوف الثوار فى قتالهم المتواصل منذ ثلاثة أشهر للسيطرة على حلب، أكبر المدن السورية.
وسمعتهم فى ساحات المعارك انتشرت بين ثوار حلب كالنار فى الهشيم. وما أن شنت قوات المعارضة هجومها على حلب فى يوليو حتى دفعتهم القوات الحكومية خارج حى صلاح الدين الرئيسى - حينها اندفع أربعون مقاتلا من جبهة النصرة إلى الجبهة ليجبروا القوات الحكومية على الفرار، وفقا لرواية العديد من الثوار.
ولعب مقاتلو الجبهة دورا مماثلا على طول خطوط القتال التى تقسم المدينة التى يقطنها ثلاثة ملايين نسمة، حيث قوات النظام والثوار فى حالة جمود، يقاتلون من شارع لشارع إلا أنهم غير قادرين على تحقيق نصر حاسم. ويتحدث الكثير من الثوار عن براعة مقاتلى جبهة النصرة وخاصة قناصيهم.
وقال أحد الثوار "اندفعوا لإنقاذ خطوط الثوار التى تتعرض إلى ضغط وحافظوا عليها، إنهم يعرفون ما يفعلون وهو منضبطون للغاية. إنهم مثل قوات خاصة لنا فى حلب"، إلا أنه أضاف "عيبهم الوحيد أنهم متطرفون".(أ ب)