كوريا الشمالية تهدد جارتها الجنوبية بهجوم عسكري ..و"الدول الكبرى"تشدد العقوبات بحقها
المدينة نيوز- صعدت كوريا الشمالية الاربعاء لهجتها بالاعلان انها لم تعد ملزمة بهدنة 1953 مع كوريا الجنوبية وتهديدها سيول بهجوم عسكري، ما ادى الى تفاقم حدة التوتر بعد يومين من اعلان بيونغ يانغ عن تجربة نووية اثارت الاستنكار في العالم.
واكد النظام الشيوعي انه يعتبر القرار الذي اعلنته سيول الثلاثاء بالانضمام الى المبادرة الامنية لمكافحة اسلحة الدمار الشامل بمثابة "اعلان حرب" في بيان للجيش اوردته وكالة الانباء الكورية الشمالية.
ودعا الرئيس الكوري الجنوبي لي ميونغ باك الى "ردود فعل هادئة" في مواجهة هذه التهديدات.
واكدت وزارة الدفاع انه لم يتم ارسال اي تعزيزات عسكرية كورية جنوبية حتى الان الى الحدود بين البلدين.
في غضون ذلك، اكد دبلوماسي غربي الاربعاء ان الدول الدائمة العضوية في مجلس الامن الدولي اتفقت على تشديد العقوبات الدولية المفروضة على كوريا الشمالية بسبب انشطتها النووية والبالستية.
وقال الدبلوماسي للصحافيين طالبا عدم الكشف عن هويته "هناك تصميم واضح في مجموعة 5+2 على المضي نحو فرض عقوبات".
وتضم مجموعة 5+2 الدول الدائمة العضوية في مجلس الامن التي تمتلك حق النقض "الفيتو" وهي الولايات المتحدة وروسيا والصين وبريطانيا وفرنسا، بالاضافة الى اليابان وكوريا الجنوبية. وتسعى هذه المجموعة الى الاتفاق على مشروع قرار بشأن كوريا الشمالية تمهيدا لعرضه على باقي اعضاء مجلس الامن لاقراره.
واكد الدبلوماسي الغربي ان روسيا والصين، اللتين غالبا ما تحاولان فرملة مساعي الغرب عندما يتعلق الامر باصدار ادانة لبيونغ يانغ او فرض عقوبات عليها، لن تبدي هذه المرة اي "تحفظ".
وقال "ما يجري بحثه هو نوع العقوبات" التي سيتم فرضها على بيونغ يانغ، وليس مبدأ فرض هذه العقوبات ام عدمه.
من جانبه، قال المتحدث باسم البيت الابيض الاربعاء ان كوريا الشمالية تزيد عمق عزلتها عن المجمع الدولي بالتهديدات والحديث عن الحرب واعتبر التصعيد الكوري محاولة "للفت الانتباه اليهم من جديد".
واثر الاعلان الاثنين عن تجربة نووية ثانية بعد الاولى التي جرت في العام 2006، دانها مجلس الامن الدولي، قامت كوريا الشمالية الاربعاء باطلاق صاروخ جديد قصير المدى، ما يرفع الى خمسة عدد الصواريخ التي اطلقتها منذ الاثنين، وفق وزارة الدفاع الكورية الجنوبية.
وذكرت الصحف الكورية الجنوبية الاربعاء ان كوريا الشمالية عاودت تشغيل موقعها لاعادة معالجة الوقود النووي الذي يمكن استخدامه لصنع قنبلة.
ولم تكن كوريا الجنوبية تحظى من قبل سوى بوضع المراقب في المبادرة الامنية التي اطلقتها الولايات المتحدة في 2003 وانضمت اليها 90 دولة. وتجيز هذه المبادرة تفتيش السفن في عرض البحر التي يشتبه بنقلها مواد نووية واسلحة دمار شامل اخرى.
وكانت كوريا الشمالية احد اكبر مصدري الصواريخ خلال الاعوام الاخيرة.
وحذرت بيونغ يانغ من ان "اي عمل معاد تجاه جمهوريتنا، خصوصا توقيف سفننا او تفتيشها (..) سيؤدي الى رد عسكري قوي وفوري".
وقالت متوعدة "ان اولئك الذين استفزونا سيواجهون عقابا بلا رحمة لا يمكن تصوره" محملة واشنطن وسيول المسؤولية.
واضاف البيان "ان جيشنا لن يكون ملزما باتفاقية الهدنة مع ادخال الولايات المتحدة دمى (كوريا الجنوبية)" الى المبادرة الامنية لمكافحة انتشار اسلحة الدمار الشامل".
وفي غياب معاهدة سلام عقب هدنة 1953 التي وضعت حدا للحرب الكورية (1950-1953) لا تزال الكوريتان رسميا في حالة حرب. وحذر الجيش ايضا من انه ان اعتبرت بيونغ يانغ انها لم تعد ملزمة بهدنة 1953، "فان شبه الجزيرة الكورية ستصبح مجددا في حالة حرب".
واعلن النظام الشيوعي ايضا انه "لا يضمن الوضع القانوني" لخمس جزر كورية جنوبية واقعة في البحر الاصفر في منطقة متنازع عليها بين الشمال والجنوب، سبق ان شهدت مواجهات بحرية العامين 1999 و2002 ادت الى مقتل جنود كوريين شماليين وجنوبيين.
واعتبر شيونغ سيونغ شانغ الباحث في معهد سيجونغ ان تهديدات بيونغ يانغ "ستؤجج التوتر بين الكوريتين، ويمكن ان تندلع مواجهة بحرية على الساحل الغربي".
ويستعد مجلس الامن الدولي لاصدار قرار يفترض ان يتضمن عقوبات جديدة على بيونغ يانغ.
لكن وزير الخارجية الفرنسي برنار كوشنير رأى الاربعاء انه لن يصدر قرار قبل نهاية الاسبوع، مشددا على ضرورة اتخاذ "قرار دولي" لادانة الكوريين الشماليين.
واوضح نظيره البريطاني ديفيد ميليباند ان لندن تسعى الى "اكبر قدر ممكن" من الوحدة داخل مجلس الامن، فيما اعتبر رئيس الوزراء الياباني تارو اسو ان "من المهم ان يتضمن القرار عقوبات جديدة".
ولم تنجح نحو ست سنوات من المحادثات السداسية الحثيثة بين الكوريتين والصين والولايات المتحدة وروسيا واليابان، الى اقناع بيونغ يانغ بالتخلي عن برنامجها النووي. وقد توقفت المحادثات منذ ان انسحبت منها كوريا الشمالية احتجاجا على ادانتها في الامم المتحدة بعد تجربة اطلاق صاروخ بالستي في الخامس من نيسان/ابريل الماضي.