صدقت فأنت الأقوى...!!!
دولة الرئيس أنت الأقوى لما فعلته وتفعله ، فلم يقوى أحد على ذلك قبلك ولا بعدك ، نعم أقوى من المخابرات العامة التي لم تستمع لنصيحتها ( فسبحان من غير الاحوال ) وأقوى من الأجهزة الأمنية جميعها والمسؤول عن تقاريرها ، وأقوى من الشعب بجرأتك الرهيبة على حرمانه ، لقد صدقت في أن دخول الربيع العربي هو خيار الشعب في نقطتين ، أما الأولى فهي أنك فصلت نفسك عن الشعب ( فأنت لست منا ) والثانية أن القرار لنا وليس لك ( فالتتذكر ذلك ).
دولة الرئيس أذا كان قرار رفع الدعم عن المحروقات لمصلحة البلاد وواجب وطني وقومي ، فأن التراجع عنه بات أوجب وطنيا وقوميا وأمنيا وإجتماعيا وإقتصاديا ودينيا أيضا . وإذا كان الحفاظ على عدم إنهيار الدينار هام جدا ، فأن الحفاظ على عدم إنهيار الشارع أهم ، فما فائدة قيمة الدينار إذا عاث الفساد في الأرض ، والأولى من رفع الدعم عن المواد الأساسية كان إسترجاع مقدرات الوطن التي سلبت ونهبت في زمن الخصخصة ، والأوجب من هذا كله هو الحفاظ على كرامة الوطن والنظام والمواطن .
ألا يعلم رئيسنا ما آل اليه حال الوطن ، ألا يعلم بأن قراره هذا الذي تم إرجائه من قبل ، بإيعاز مباشر من جلالة الملك ، فلماذا يعيد تدويره بعد أن أصبح في الماضي ولماذا يصر عليه ، ألا يعلم أن العناد والإصرار على رفع الدعم لن يكون في مصلحة الوطن ، بل سيكون القشة التي سقصم ظهر البعير ، وأن إفقار الشعب ومحاربته في لقمة عيشه لن يكون عمل مشرّف ولن يحمده أحد عليه .
ألا يدرك الرئيس بأنه السبب في إرتفاع سقف الشعارات وأن أسلوبه في كسب التعاطف ، قد ولى منذ زمن بعيد وأن المواطن الأردني لم يعد يقبل تحدي ذكائه بأرقام وهمية وجدت فقط من أجل مخاطبة عقول البسطاء .
في هذا الوقت العصيب يطل علينا الرئيس في كل يوم وفي أكثر من قناة فضائية ليكرر لنا الإسطوانه المعهودة نفسها معلنا مسؤوليته عن قراره (يعني أن القرار جاء من رأسه ) مؤكدا ضرورة رفع الدعم وإحتساب كلفة الدعم الحكومي ( وبالأرقام الحكومية الدقيقة ) وبالتفصيل الممل ولم يبقى إلا أن يقوم الرئيس بتسجيلها على (سي دي لتوزع على دوار الداخلية ) حتى نحفظها عن ظهر قلب ونُسمّعها له في كل يوم حتى لا ننسى ( خمسة مليارات ونصف ) والنصف أهم من الخمسة حفاظا على الدقة (ثلاثة مليارات عجز الموازنة+ مليارين ونصف محروقات ) ولو أنه في الوقت الذي إعتكف لدراسة العجز (المهووول) في الموازنة والذي يصل الى 20 مليار ، إعتكف أيضا ليوم واحد فقط ، ليعطينا الأرقام الحقيقية للأموال التي نهبت على أيدي الفاسدين والذين نعرفهم نحن ويعرفهم هو فرداً فرداً ، ولا تحتاج منا نحن المواطنين إلا خمسة دقائق لحسبه تقريبية للتوصل لأرقام ما قد سرق ونهب وخصص وأهدر .
فلا أدري كيف أنه يطلب من العاقل منا أن يثق به ويصدقه وهو يتهم المعارضة والحراكات والأحزاب بأنها تحمل أجندات خاصة وهو كان قبل ثلاثة وثلاثين يوماً فقط يطالب بما يطالبون به .
فهل من المنطق 33 يوما يمضيها بالترويج لِملّحمته الإقتصادية ( ويا ليتها مشروعه ) متناسيا أن الأزمة الإقتصادية يرافقها أزمات ..... سياسية وإجتماعية وإنتمائية .