الندوة الفكرية لمهرجان المسرح الاردني الـ 19 تواصل اعمالها
المدينة نيوز- واصلت الاثنين فعاليات الندوة النقدية المصاحبة لمهرجان المسرح الاردني الـ 19 والتي تحمل عنوان: اللغة المسرحية.
وقال المخرج المسرحي السوداني يحيى الحاج إبراهيم ان ورقته البحثية تنطلق من الساكن إلى المتحرك بشأن منهج البحث في أمر اللغة المسرحية لكونها تشكل أساس الحراك المسرحي وصناعة المشهد الدرامي الفرجوي من خلال عدة لغات وطُرق تؤدي إلى خلق وتعميق العلاقة الجوهرية بين الممثل والجمهور المُتلقي من خلال الخطاب المسرحي المفعم بالدلالات والإشارات والرموز والأفعال وردود الأفعال، إلا أن اللغة المسرحية في المرحلة الأولى، هي لغة المؤلف المسرحي الواردة ضمن "النص المسرحي الأدبي" شعراً كان أم نثرا.
وسلط الحاج الضوء على ولادة النص المسرحي الخاضع لشروط فنية وتقنية تتعلق بمنهج وحرفية الكتابة للمسرح كما تناول لغة العرض المسرحي، لغة المخرج المبدع والمفكر والمفسر، لغة الممثل صاحب الذاكرة الخلاقة والمهارة في الأداء التمثيلي المتميز والمتألق .
وقدم الكاتب والناقد يوسف الشايب من فلسطين ورقة نقدية حملت عنوان (اللغة المسرحية الفلسطينية .. ما بين الأسر والهوية والواقع) قال فيها يقع عديد الكتاب والباحثون والنقاد في فخ تعريف "اللغة المسرحية"، عبر الخلط ما بين لغة حديث الممثلين على خشبة المسرح، وما بين "اللغة المسرحية"، التي هي كما أراها معرفة، وتعرف، وإدراك، وفهم، وتذكر، وتخيل، وانفعال، وتغير، ومزج بين شخصيات، وأفكار، ومشاعر، وصور، بل هي الحياة تتجمع لنا من خلال أدوار مشخصة ممزوجة بين الخيال والواقع، قبل أن تتحول من خلالها الخشبة إلى أرضية شاسعة تتلاقح فيها ثقافات وحضارات، وتخلق لنا صورة ننغمس في عمقها بمشاعرنا، بتداخل ما بين الأداء، والتلقي، والتخيل، والاستمتاع، بغض النظر عن شكل العرض المسرحي، ونوعه، ومضمونه، ولغته، ومدرسته، وهنا نجد أنفسنا نتحدث بشكل أو بآخر عن السينوغرافيا، أو ما يتقاطع معها.
ووضصف الشايب الدراسات المتعلقة باللغة المسرحية الفلسطينية بالقليلة، خاصة إذا ما تعلق بموضوع الهوية.
وقدم الناقد الفلسطيني نادر قاسم ورقة بحثية قال فيها: مما لا شك فيه أن حرفة أو فن الإخراج واحدة من الحرف الفتية نسبياً. فهذه الحرفة لا يتجاوز عمرها الـ 200 عام، ولكن مع ذلك عاشت تغييرات وتبدلات أقل ما يمكن أن يقال عنها أنها جوهرية.
كما سلط الضوء على بداية ظهور مفهوم المخرج تاريخيا وتناول بالتعريف ومن هو المخرج مؤكدا إن الاختلاف في توصيف المخرج هي ظاهرة صحية، مستعيرا تعبير ستانيسلافسكي الذي يتحدث فيه عن القراءة الأولى للمسرحية، مشيرا الى أن اختيار النص هو فعلاً بمثابة اختيار شريكة الحياة، وزوجة المستقبل.
وقدم الدكتور محمد زعيمه من مصر ورقة حملت عنوان "لغة المسرح بين التجريب وما بعد الحداثة" قال فيها ان المسرح لا يتوقف عند حدود اللغة المنطوقة وتناول اهمية اللغة المسرحية في معالجة النص المسرحي كما وتطرق للتطور التكنولوجي في العصر الحديث واثره الكبير في تطور لغات المسرح خاصة اللغة الصورية، مؤكدا ان اهمية اللغات العديدة للمسرح يتم في لقاء حي مباشر بين الممثل والجمهور وفي مكان يجمعهما .
وقال ان المسرح الحديث كان الابرز في التصدر للغة الصورة خاصة في مسرح ما بعد الحداثة.
وتناول حضور الممثل والاداء كلغة في ما بعد الحداثة التي تضع يدها من خلال تطور المسرح التجريبي، مفاهيم الجسد في مسرح ما بعد الحداثة، ومفاهيم الصورة المسرحية كلغة، وارتباط الصورة بالجسد وبالتالي بالحضور والاداء للممثل مع الاعتماد على الاضاءة واللون والفنون التشكيلية، بالاضافة الى اوجه الاختلاف ما بين المسرح المعاصر والقديم.
(بترا)