انطلاق فعاليات الموسم الثقافي لمجمع اللغة العربية الأردني
المدينة نيوز - انطلقت في مجمع اللغة العربية الاردني الثلاثاء فعاليات الموسم الثقافي الثلاثــين للمجمع بعنوان (مؤتمر سبل النهوض باللغة العربية ) الذي ينظمه المجمع ويستمر ثلاثة ايام .
وأكد رئيس المجمع الاستاذ الدكتور عبدالكريم خليفة ان إصدار قانون اللغة العربية الذي يرتكز على المادة الثانية من الدستور الأردني التي تنص على أن الإسلام دين الدولة والعربية لغتها ووضعه موضع التنفيذ هو وحده القادر على تطبيق وسائل النهوض باللغة العربية ، وأن تنفيذه بصدق هو الكفيل بالانتقال إلى مجالات حية في الإبداع العلمي والأدبي والفكري.
وقال إن المجمع اختار موضوع المؤتمر إسهاماً منه في تنفيذ قرار مجلس جامعة الدول العربية على مستوى القمة في دورته العادية العشرين التي عقدت في دمشق عام 2008، ووافق فيها على مشروع النهوض باللغة العربية للتوجه نحو مجتمع المعرفة، فتمت الموافقة على تشكيل لجنة وطنية أردنية للنهوض باللغة العربية نحو مجتمع المعرفة برئاسة رئيس المجمع وعضوية عشرة من الأساتذة الأعلام من أعضاء المجمع ومن خارجه.
واضاف إن اللغة العربية، تواجه معركة مريرة من التحديات الخارجية والداخلية، يمكن إجمالها في مجالات تتمثل بالتحديات الداخلية للغة العربية من حيث هي لغة، من أجل تيسير تعلمها وتعليمها وتطوير مناهجها وتحديثها، وتطوير أساليب تدريسها في خضم ثورة المعلوماتية والاتصالات واستعمال التقنيات الحديثة، والتحديات الخارجية الاستعمارية، وإن كانت تتنكر بأزياء مختلفة، إضافة إلى القضايا التي تواجهها اللغة العربية من حيث الواقع ودراستها ميدانيا وتحليلها واقتراح الحلول المناسبة.
وبعد ذلك بدأت الجلسة الأولى التي عقدت برئاسة الدكتور إسحق أحمد فرحان عضو المجمع، تحدث فيها الدكتور خالد الكركي في بحث بعنوان اللغة هوية الأمة، بين فيه عدم الفصل بين الأمة ولغتها مستشهدا بالفيلسوف الألماني (فيخته) الذي طالما نادى بأن اللغة هي مصدر قوة الأمة.
وتساءل: ما الذي نريده في ظل تعدد اللهجات , وهل نريد العربية الفصيحة أم السليمة ؟ وقال انّ الجهل الأثقَلَ على الروح هو الجهل بـ (روح ) اللغة ,بـ (هُويّتها )، وإن استقام اللّسان..
واعتبر الكركي أَنَّ السياسَةَ فِعْل مُؤَقَت، وَالثَّقافَة رُؤْيَة راسِخَة وَالتّاريخُ ثابِتٌ لا يَتَبَدَل , ورأى أنه لَيْسَ لَنا لُغَتانِ جَديدَةٌ وَقَديمَةٌ، وما مِنْ لُغَةٍ فَصيحَةٍ وَأُخْرى شِبْهِ فَصيحَةٍ، وَلَيس لنا عَصْر صَب وَآخَر سَهل، بَلْ لَنا لغة هِيَ حَياتنا، لُغَة أَنْشَد الدَّهر بِها قَصائِده، ثُمَ نامَ مِلْء جُفونِهِ "يَسْهَر الْخَلْق جَرّاها وَيَخْتَصِم" .
واختتم بقوله: لا بُدَّ أَنْ يَرْتَقي النّاسُ مَعَ اللُّغَةِ وَبِها إِلى آفاقَ جَديدَةٍ تَنْقلهمْ مِنْ مجرَد التَّعليمِ إِلى فَضاءاتٍ مِنَ الثَّقافَةِ، وَالْفِكرِ، وَالإِبْداعِ، وَتُذَكِّرُهُم بِدَوْرِهِمْ في الْمَشْهَدِ الإِنْسانِيِّ الّذي كانَتْ لَهم فيهِ صَوْلاتٌ وَجَوْلاتٌ.
وقدم الأستاذ الدكتور زياد الزعبي من جامعة اليرموك ورقة حول اللغة فكر وثقافة وتكوين حضاري، أكد فيها أن العربية ليست لغة إقليمية محصورة في أطر زمانية أو مكانية محددة، وتطرق إلى حال اللغة العربية والظواهر الكبرى في مساراتها التاريخية وفي بناها الفكرية والثقافية الراهنة التي تمثل حالا من السعي إلى الحفاظ على حضورها في المشهد العالمي، وإلى مواجهة موجة المد الضخمة التي تمثل تحديا حقيقيا لهذه اللغة ودورها في البنى الفكرية والحضارية كافة.
وتحدث في الجلسة الثانية التي ترأسها الدكتور عبد اللطيف عربيات عضو المجمع الدكتور عودة أبو عودة عضو المجمع حول الأمة واللغة الأم : أيهما يصنع الآخر، قال فيها ان اللغة هي التي تصنع الأفراد مستدركا أن المحيط الذي يستقبل الفرد العربي منذ ولادته هو الذي يشكل القواعد الأساسية التي تبنى عليها لغته ، منبها إلى أن المرحلة الأولى في حياة الفرد هي أخطر فترات حياته من حيث اكتساب اللغة والمعرفة والثقافة.
واستهجن أبو عودة من يزعمون أن اللغة العربية تحتضر وقد تكفل الله سبحانه وتعالى بحفظها في كتابه العزيز.
واكد أن نهضة هذه اللغة لا تكون إلا بالعودة إلى القرآن الكريم ليكون المصدر الأول لتعلم اللغة .
ورأت الدكتورة إيمان الكيلاني من الجامعة الهاشمية في بحثها الاعتزاز باللغة العربية أساس في تشكيل شخصية الفرد أن ثمة حقيقتين متبادلتين هما أن اللغة سلوك وأن هدفها خلق سلوك، وأن اللغة والفكر وجهان لعملة واحدة .
وعالجت في بحثها جدلية العلاقة بين اللغة والفرد واللغة والفكر، ورأت أنه لا بد لرفع الكفاية اللغوية من إحياء كل أصوات الفصيحة وفق خطة عملية في الحياة العامة وتيسير النحو بما لا يخل بالأصول بأخذ المستعمل منها واقعا لتقريب اللغة من أبنائها.
وتضمنت الجلسة الثالثة التي ترأسها الدكتور بشار عواد عضو المجمع ، ورقة للباحث صائب الحسن ، المدير العام لهيئة شباب كلنا الأردن بعنوان الشباب وأثرهم في التوعية اللغوية والاعتزاز باللغة العربية ألقاها بالنيابة عنه منسق محافظة الزرقاء عبدالرحيم الزواهرة، نبه فيها إلى أهمية اكتساب الملكة اللسانية لأنها الرائد في البنية الاجتماعية التي ينشأ فيها الشباب مؤكداً على أثرهم الكبير في نهضة لغتهم وأمتهم ودور الثروة اللغوية في التواصل الاجتماعي واكتساب الخبرات وتنشيط اِلإبداع والإنتاج الفكري، وأن فقدان هذه الثروة أو ضعفها له آثار سلبية متمثلة في العزلة الاجتماعية واضطراب الشخصية وضيق الأفق الثقافي والفكري وضحالة الإنتاج الإبداعي.
وأكد مدير التعليم العام في وزارة التربية والتعليم الدكتور منذر الشبول في ورقته حول المدرسة ودورها في اكتساب المهارات اللغوية، أن تنشئة الأجيال هي وظيفة المدرسة الرئيسية، مبينا دور المدرسة في اكتساب الطلبة للمهارات اللغوية ومدى تلبيتها لذلك، والسبل المقترحة لتفعيل دورها في هذا المجال من وجهة نظر المعلمين والمديرين. ( بترا )