جينات أهل غزة

أجزم أن جينات أهل قطاع غزة ،مختلفة عن باقي الجينات الأخرى لبني البشر، و عندما قال الله سبحانه و تعالى ( أفلا ينظرون إلى الإبل كيف خلقت ؟) صدق الله العظيم، ثبت أن ذلك  كان إعجازا، بعد  أن تم اكتشاف  أن كافة كريات الدم الحمراء، تتكون من خلايا، وأن كل خلية لا يوجد فيها نواة  , أي أن  شكل الخلية  يبدو كالبساط , إلا الإبل، فإن هناك نواة  في خلايا كريات دمها الحمراء ،ناهيك عن الإعجازات الأخرى في الابل كالبصر و طريقة المشي و غير ذلك من ميزات تتميز بها وحدها .

و هذا الإعجاز ينطبق  في كليته على أهل غزة , فما قامت به المقاومة الفلسطينية ،مدعومة بصمود هذا الشعب العظيم الذي لم يبد أي من أبناءه اعتراضا ولو بسيطا على أداء المقاومة الباسلة ،كونها جاءت في الأساس دفاعاً و رداً على اعتداءات الكيان الصهيوني الغاصب  على المدنيين من أبناء الشعب الفلسطيني في القطاع. و كان الثمن دفع الأرواح و الجرحى و التدمير من قبل هذا العدو .

ما بات واضحا في هذه المرحلة ،هو أنه سيسجل لتاريخ القضية الفلسطينية ما بعد حرب الأيام الثمانية ،عل وعسى أن ينشطب ما علق في ذاكرة الأجيال عن حرب الأيام الستة التي وقعت في حزيران 1967 وخسرنا فيها الضفة الفلسطينية وهصبة الجولان وأراض عربية أخرى ،و ما قبلها  .

 لم يحدث في تاريخ القضية الفلسطينية أن تقوم مقاومة من داخل أصغر بقعة في العالم العربي وأكثرها هشاشة ، كتلك الموجودة في قطاع غزة، و المحاصرة إسرائيليا و عربيا ( إلا من رحم ربي )  و كذلك دوليا ،و هي ارض منبسطة لا يوجد فيها مرتفعات و تبدو مكشوفة للتكنولوجيا الإسرائيلية و لجواسيسها , لا بل أن تكون هذه المقاومة الباسلة قادرة على هز هذا الكيان في أرضنا المحتلة ( في تل أبيب و القدس و ما بعدهما ) و أن تصيب الإسرائيليين جميعهم و على رأسهم رئيس كيانهم الغاصب و طاقم حكومته بالهلع و الذعر و الهروب إلى الملاجىء .

أدى توازن الرعب هذا ،الى اضطرار العدو إلى إغلاق مطار بن غوريون  الرئيسي في اللد ، خوفا من هروب  المستوطنين اليهود إلى  بلدانهم الأصلية التي أتوا منها مضللين ،خاصة وانهم ما يزالون يحملون جنسيات وجوازات سفر هذه الدول ،بمعنى أن المستوطنين في إسرائيل يحملون جنسياتهم الأصلية إضافة إلى الجنسية الإسرائيلي.

و كما جرت العادة فلإن هذا الكيان  وعندما تنقلب الموازين إلى غير صالحه يضطر إلى اللجوء لإستجداء القوى العالمية  من أجل التدخل و التوسط لدى المقاومة الفلسطينية لوقف القتال , وكما هو واضح فقد أجبر في النهاية على قبول إملاءات المقاومة الفلسطينية في غزة في الإتفاق الأخير .

ولأن الشيء باشيء يذكر،فإن زيارة وزراء الخارجية العرب و أمين عام جامعة الدول العربية السيد نبيل العربي و وزير الخارجية التركي أحمد داوود أوغلو، ناهيك عن وحدة الصف الفلسطيني في قطاعه و ضفته , و الدعم الشعبي العربي ،كل ذلك يعد شرفا عظيما، أعطى انطباعاً قوياً مفاده أن هذا المسمار الذي دق في نعش المحتل الإسرائيلي، ويعتبر من المؤشرات المهمة التي تؤكد على زوال هذا الاحتلال المجرم .

إن العمل الصحيح و المخلص و المتقن ،لا يحتاج إلى عدة و عتاد كبيرين أو صغيرين, بقدر حاجته إلى توافر  مثل هذه الجينات الربانية كتلك الموجودة عند أهل قطاع غزة .

الشكر و الحمد لله رب العالمين و من ثم للمقاومة الشريفة الباسلة و من خلفها ذالك الشعب المكافح و الداعم لحق المقاومة في الرد و الدفاع عن حقوقه .