الذكرى الخمسون لرحيل حمد بن جازي
يصادف يوم السبت 8-12 الذكرى الخمسون لرحيل المناضل والزعيم الوطني حمد بن جازي شيخ مشايخ الحويطات ,واحد اقطاب الثورة العربية الكبرى ومن رجالات الأردن الكبار الذي كان رمزا وطنيا ومناضلا كبيرا يشار اليه بالبنان.
والجازي احد رجالات الرعيل الأول الذين اثروا تاريخ الاردن وساهموا بتأسيس مؤسساته وثوابته من خلال وجوده في المجلس التشريعي ثم النيابي من 1929م حتى وفاته 1962 م
ولد المغفور له بن جازي,في الرشادية عام 1886م وهو ابن الامير عرار بن جازي شيخ مشايخ الحويطات الذي اورثه زعامة القبيلة فنشأ حمد في قبيلة اردنية عشقت ثرى الوطن وحب الجهاد والكرم والجود ,نشأ فارسا اردنيا عربيا يرى الجهاد سبيلا للخلاص من اعداء الامة فلم يتوانا يوما من تقديم الغالي والنفيس لنصرة قضايا الامة العربية ابتداءا بنضاله في الثورة العربية الكبرى التي اقسم فيها بأن يضحي بنفسه في سبيل القضية العربية وقد حاز على وسام الثورة الذي جاء تقديرا للدور العظيم الذي قام به بتحقيق واجب البلاد واستقلال قومه و دعم النهضة العربية والذي جاء بمرسوم ملكي اصدره الملك الحسين بن علي سنة 1919م وامتد نضاله الى فلسطين فقاد الجموع إلى جانب المناضلين في فلسطين فأبلوا البلاء الحسن فيها وكــرّسوا لها حياتهم ووضعوا أرواحهم على الاكف رخيصة ليقدموا الشهيد تلو الشهيد ومنهم ابنه الأكبر نايل الذي روى بدمه الطاهر ارض فلسطين في معركة باب الواد , كما وكان الجازي ملاذا لثوار فلسطين يأوون إلى بيته ومضارب عشيرته هربا من قمع الإنجليز أو طمعا في دعم أو سلاح.
يعتبر الجازي من اشهر قضاة البادية الاردنية فهو قاضي قلطة "مشرّع" ساهم بدعم حقوق الانسان بأحكامه المختلفة وخاصة التي تخص المرأة عندما عدلّ بعض العادات السيئة السائدة بحقها وانقذها من عبودية قد فرضتها عليها العادات الجائرة والتقاليد الباليه.
واستمر رحمه الله في خدمة الأردن بكل إخلاص وتفان التزاما بالشخصية العربية الأصيلة النابعة من دينه وتراثه وقيمه التي ورثها عن الآباء و الأجداد , وان غيب الموت الجازي فلن يغيب عن الاردنيين الشرفاء تاريخه الناصع الذي حفل بالبطولة والتضحية والفداء, وستبقى مناقب الفقيد الكبير وسيرته الحافلة بالبذل والتضحية والعطاء على المدى صفحة مضيئة في تاريخ الاردن والامة.