هل قتلت سيجارة عادية الزعيم الفلسطيني ياسر عرفات؟
المدينة نيوز - نشرت مجلة ويرد فرضية جديدة حول وفاة الزعيم الفلسطيني ياسر عرفات، و قد تدين هذه الفرضية شركات تصنيع السجائر بسبب إخفائها وجود عنصر البولونيوم في السجائر.
تحت عنوان "ياسر عرفات والسيجارة المشعة" كتبت ديبورا بلوم في مجلة ويرد، عن فرضية جديدة حول وفاة الزعيم الفلسطيني ياسر عرفات مشيرة إلى سم البولونيوم الموجود أصلا في السجائر. وتشير بلوم إلى أن العينات التي أخذت من جثة عرفات ستخضع للاختبار بحثا عن دلائل تسمم بالعنصر المشع بولونيوم 210. ونالت فرضيات وشائعات تفيد بوقوف كيان إسرائيل وراء موت عرفات بالسم بعد أن أظهرت فحوصات أجريت العام الماضي على متعلقات عرفات، معدلات عالية من سم البولونيوم 210 المشع.
أثيرت الشبهات حول وفاة عرفات بسبب ندرة العثور على العنصر المشع المذكور إلا من عمليات تصنيع أسلحة نووية وهي متوفرة في إسرائيل والولايات المتحدة وروسيا، ولا تخزن هذه الدول هذا العنصر غير المستقر وشديد التطاير لكنها دول لديها أماكن يمكن العثور فيها على كميات مكثفة منه، ويعتقد أن ذات العنصر استخدم لقتل المشنق الروسي الكسندر ليتفينيكو في بريطانيا عام 2006، من خلال دسه بكوب شاي.
وبينما تجرى حاليا الاختبارات على العينات التي أخذت من جثة عرفات في كل من فرنسا وسويسيرا وروسيا وسيتطلب الحصول على النتائج بضعة أشهر، تشير الكاتبة إلى احتمال وفاة عرفات بفرضية أخرى وهي سيجارة عادية. تقول الكاتبة إن عنصر البولونيوم 210 موجود في الطبيعة بكميات ضئيلة جدا (بحسب منظمة الصحة العالمية) إلى جانب توليده في الأسلحة النووية. وتشير منظمة الصحة العالمية إلى أن التسمم بهذه المادة يستدعي ابتلاعها لكي تلحق الضرر نظرا لأن عنصر البولونيوم ينفث جزيئات ألفا المشعة التي يمكن للباس والجلد أن يصدها دون أي تأثير يذكر، لكن إن اخترقت هذه الجزيئات داخل الجسم عن طريق التنفس أو الابتلاع أو الهضم فسوف تتحول إلى عامل مميت، نظرا للنشاط الإشعاعي العالي والنفث المتواصل للجزيئات وهي سبب عمر البولونيوم القصير.
تشير منظمة الصحة العالمية أن عنصر البولونيوم أقوى إشعاعيا من اليورانيوم بحوالي خمسة آلاف مرة. وتلفت الكاتبة إلى وثيقة منظمة الصحة العالمية التي تؤكد صعوبة إصابة الأشخاص الآخرين بالتلوث بهذا العنصر في حال التواجد بالقرب من شخص تناول سم البولونيوم ما لم يبتلعوا أو يستنشقوا سوائل من الشخص المصاب به، إذ تكفي خطوات النظافة الشخصية من غسيل لليدين والفاكهة للتخلص من بقايا هذا العنصر. تشير الكاتبة إلى أن هذه الكفاءة الموجهة لسم البولونيوم لا ترجح حدوث تسمم عرضي به وكذلك فإن احتمال تلقي جرعة مميتة منه عن غير قصد أي بالتلوث هو أمر غير وارد تماما. ولكن يمكن تناول جرعة ضارة منه من خلال التدخين الزائد، حيث تشير هيئة السيطرة على الامراض والوقاية منهاCDC، إلى أن أكبر مصدر للإشعاعات التي يتعرض الأمريكيين لها هي السجائر، ومن خلال عنصر البولونيوم فيها والذي جرى كشفه في دم وبول المدخنين.
تمتص نباتات التبغ الذي تصنع منه السجائر، عنصر البولونيوم من الهواء والتربة فضلا عن الأسمدة التي تحتوي على مادة راديوم التي تتحول إلى بولونيوم.
شركات تصنيع السجائر تعرف سرا وجود المواد المشعة في السجائر منذ خمسينيات القرن الماضي وجرى إخفاء لدراسة تكشف أن فلاتر السجائر لا تزيل العناصر المشعة من دخان السجائر، وتكشف الوثائق (التي كشف عنها خلال تسوية قضائية) أن شركات التبغ أخفت هذه الحقائق حتى التسعينيات.
تعتبر مخاطر التعرض للتسمم بالبولونيوم 210 عالية مع المدخنين النهمين ممن يدخنون علبة ونصف يوميا (30 سيجارة) وتقدر بعض الدراسات أن التدخين الزائد يوازي التعرض لحوالي 300 صورة بأشعة إكس سنويا.
هناك باحثون يرون أيضا أن عنصر بولونيوم 210 هو العامل الأساسي لخطر الإصابة بسرطان الرئة لدى المدخنين. لا غرابة في إثارة البعض لفرضية تلوث متعلقات عرفات بالبولونيوم، على أنه ناتج من مجرد تعرضها لدخان السجائر، حيث من المعروف أن عرفات وزملاءه كانوا من المدخنين.
توضح الكاتبة أن نظرية السجائر العادية هي مجرد تذكير بأن كشف المصدر الدقيق للبولونيوم بعد 8 سنوات على وفاة عرفات ، هو عمل بالغ التعقيد وتفتح الباب أمام تفسيرات بديلة. لكن الكاتبة تشير إلى أن ما يتناقض مع نظرية السجائر العادية على أنها مصدر البولونيوم، هو أن كيان إسرائيل كان يمنع السجائر عن عرفات كعقوبة له وأنه كان محروم منها أصلا. وستبقى نتائج فحص العينات واعدة بكشف تفاصيل جديدة ومثيرة، ولا ضرر في كشف مصدر خطر مميت في السجائر.(أريبيان بزنس)