اكياس بلاستيكية صديقة للبيئة تسهم في الحد من التلوث
المدينة نيوز - تغزو الاكياس البلاستيكية جميع المنازل والمحلات التجارية ويكاد لا يخلو مكان في المجتمع من وجودها نظرا لخفة وزنها ورخص ثمنها وقابليتها للتشكيل لتتلاءم واغراض استعمالها .
الا ان مخلفاتها يصعب التخلص منها ما يجعلها عبئا كبيرا على البيئة وخطرا يهدد حياة الانسان وفقا لمتخصصين , مشيرين الى ان التقدم التكنولوجي والصناعي الحديث قدم لنا منتجات من البلاستيك قابلة للتحلل بعد اجراء العديد من الأبحاث العلمية والمعملية ودراسات تقييم اثبتت انها غير ضارة بصحة الانسان .
مدير ادارة المواد الخطرة والنفايات بوزارة البيئة الدكتور محمد الخشاشنة يقول لوكالة الانباء الاردنية ( بترا ) ان الاكياس البلاستيكية مضرة بالبيئة خاصة انها مادة ثابتة لا تتحلل بسرعة وتحتاج بين 30 الى 50 سنة لتحللها الامر الذي يؤدي الى الاضرار بالقطاع الزراعي .
اذ تعمل هذه الاكياس كما يضيف على عزل التربة أي عدم تثبيت الكربون والنيتروجين فيها اضافة الى سد مصارف المياه ونفوق الحيوانات من جهة , وتشويه بصري من جهة اخرى ما يضر بالناحية الجمالية والسياحية كما نشاهده على الطرقات الخارجية والاسوار والاشجار .
ويوضح الخشاشنة ان معدل استهلاك الفرد اليومي في المملكة من الاكياس البلاستيكية يبلغ (كيس ونصف الكيس) , وفي العام يستهلك الفرد حوالي خمسمئة كيس , ووفقا للعدد الاجمالي للمملكة فان معدل الاستهلاك اليومي للسكان من هذه الاكياس يبلغ عشرة ملايين , اي انه وفي العام الواحد يبلغ معدل الاستهلاك 5ر3 مليار كيس .
ويقول انه اذا قمنا بحساب 30 عاما وفقا لنسبة مكوث كيس البلاستيك في البيئة للتحلل فانه سيصبح لدينا مئة مليار كيس الامر الذي يشكل خطورة حقيقية على البيئة ويلحق اضرارا بجميع القطاعات المنتجة مشيرا الى ان تسعين بالمئة من هذه الاكياس يذهب الى مكب النفايات ليعاد تدويره والباقي يبقى متناثرا على الطرقات والاسوار .
ويضيف ان الوزارة وضمن سياستها اعتمدت (تقييم الاثر القانوني ) والمتمثل بوضع خطة اعلامية شاملة للمملكة تنفذها جميع الدوائر والمؤسسات والقطاعات اضافة الى تغيير مواصفات الكيس البلاستيكي من حيث المواد الداخلة بالانتاج والمقاسات التي تتراوح بين سنتمتر واحد و50 سنتمترا مشيرا الى انه وفي حال تطبيقها بشكل كامل فانها سترفد الحكومة بحوالي 22 مليون دينار في العام .
وحول الاكياس البلاستيكية السوداء حذر الخشاشنة من استخدامها كونها تحوي 75 بالمئة من مواد معاد تدويرها , ويجب عدم استخدامها لاحتوائها على ملوثات كيميائية تضر بصحة الانسان .
المدير التنفيذي لجمعية البيئة الاردنية المهندس احمد الكوفحي "يؤشر الى المخاطر الصحية التي تسببها المواد البلاستيكية كونها تحتوي على مواد هيدروكربونية ، وهي أحد منتجات البترول ، وتحمل في طياتها بعض العناصر الثقيلة والخطرة التي تسبب أمراضاً للإنسان ، خصوصا إذا تعرضت لظروف مناخية شديدة مثل الحرارة والرطوبة، فضلا عن أنها تشكل خطرا على الإنسان إن تم تخزين بعض المواد الغذائية فيها، وقد تسبب بعض انواع السرطانات ".
ويضيف "إن أكياس البلاستيك تحتوي على مواد كيماوية تذوب في الغذاء وتسبب أمراضاً في الكبد والرئة، واستخدامها يؤدي إلى وجود متبقيات من مواد التصنيع في دم الإنسان، والتي تعتبر مسبباً أساسياً في وجود أخطر الأمراض الخبيثة ".
ويشير الى ان هناك خطوات عملية يمكن القيام بها للحد من خطر هذه الأكياس، ومساعدة البيئة, أهمها عدم رميها في أي مكان واستخدام الاكياس الصديقة بالبيئة، التي تتحلل بسهولة وتختلط في الأرض لتصبح أسمدة .
ويلفت الكوفحي الى ان كلفة انتاج الاكياس الصديقة للبيئة مرتفع جدا نظرا لاستخدام مواد طبيعية في مكوناتها مشيرا الى انه لا يوجد في المملكة قانون لادارة النفايات المدعوم بنظام الحوافز الامر الذي يشكل عائقا امام شركات الاستثمار في هذا المجال .
ويقول ان الجمعية وانطلاقا من رسالتها الهادفة الى بيئة نظيفة خالية من التلوث تقوم بنشر الوعي بين طلبة المدارس مبينا انها ستنظم مؤتمرا طلابيا وطنيا خلال شهر شباط المقبل بعنوان ( مؤتمر الطلاب البيئي الثاني ) حول البلاستيك , بالشراكة مع مدارس خاصة حيث سيقدم الطلبة اوراق عمل لمناقشتها من قبل المسؤولين والمعنيين في هذا المجال .
من جهته يدعو مدير جمعية اصدقاء البيئة الدكتور باسم برقان الجهات المعنية الى توزيع (بروشورات) تفيد بمدى الاضرار التي تترتب على استخدام والقاء تلك الاكياس في الاماكن المختلفة .
ويوضح ان رسالة الجمعية تهدف الى ايجاد جيل واع بيئيا وتعزيز روح العمل الجماعي عن طريق اتباع أساليب تربوية تنمي روح الإبداع والفكر ، وتشجيع القطاع الخاص على المساهمة برفع مستوى الوعي البيئي وتفعيل دوره في دعم المشروعات المقدمة من الطلبة .
مديرة دائرة الجودة في المستشفى التخصصي الدكتورة سحر المصري تقول ان استخدام الاكياس الصديقة للبيئة التي يستخدمها المستشفى منذ حوالي العام تقريبا يسهم في المحافظة على البيئة ويخفف من الاثار الضارة التي تسببها الاكياس البلاستيكية الاخرى مشيرة الى ان استخدام المستشفى لهذه الاكياس ياتي انطلاقا من مسؤوليته الوطنية وكونه حاصلا على شهادة للمحافظة على البيئة .
مدير قسم المبيعات في الشركة البيئية المتخصصة - وكلاء المواد الصديقة للبيئة (دي تو دبليو )- فادي حنانيا يقول ان الاكياس البلاستيكية الصديقة للبيئة تتكون من مادة (دي تو دبيلو ) القابلة للتحلل بوجود الاوكسجين مشيرا الى انه وبعد مضي 18 شهرا من تصنيع الكيس وتعرضه للحرارة واشعة الشمس وبوجود الاوكسجين تبدا عملية التحلل بحسب سماكة وحجم الكيس .
ويضيف انه وبعد عملية التحلل ومضي 2 الى 4 سنوات يتحول الكيس الى ثاني اوكسيد الكربون والماء ومواد اخرى غير سامة للتربة والبيئة مبينا ان الاكياس الصديقة للبيئة تصنع باضافة 10 كيلوغرامات من مادة (دي تو دبيلو ) لكل طن من المواد المستخدمة في صناعة المواد البلاستيكية الاخرى.
-- ( بترا )