تضامن : النساء يشكلون النسبة الأعلى... 99% من سكان العالم بدأوا بمعرفة قيمة أصواتهم
المدينة نيوز -اصدرت جمعية معهد تضامن النساء الاردني " تضامن " بيانا وصل المدينة نيوز نسخة منه وتاليا نصه ك
يحتفل العالم يوم غد الإثنين 10/12/2012 بيوم حقوق الإنسان الذي يمثل تاريخ إعتماد الإعلان العالمي لحقوق الإنسان عام 1948 ، وهو الإعلان الأهم على مستوى العالم حيث التزمت به جميع الدول ويعتبر الوثيقة الأكثر عالمية فترجمت ديباجته ومواده الثلاثون الى أكثر من 380 لغة ولهجة ، ويركز الإحتفال كل عام على موضوع معين بإبرازه والدفاع عنه ، والدعوة بشكل عام الى وجوب تمتع كل إنسان بكامل حقوقه التي نص عليها الإعلان.
وتشير جمعية معهد تضامن النساء الأردني "تضامن" الى إختيار موضوع "الإدماج والحق في المشاركة في الحياة العامة" لإحتفال عام 2012 ، إضافة الى الحقوق المرتبطة به كحرية الرأي والتعبير والحق في التظاهر السلمي وحرية تكوين الجمعيات ، والحق في الترشح والإنتخاب.
وعلى الرغم من النصوص الصريحة في الإعلان العالمي لحقوق الإنسان والمواثيق الدولية وأغلب القوانين المحلية التي تعطي لكل إنسان الحق في إبداء رأيه والمشاركة في صنع مستقبل مجتمه وبلده ، إلا أن الكثيرون حول العالم لا يتمتعون بهذا الحق لأسباب مختلفة ، فالبعض منهم تقرر حكوماتهم ما هو المناسب لهم دون إستشارتهم ، وآخرون لا يجدوا في ممثليهم من صناع قرار وراسمي السياسات والبرلمانيين على أنهم الفئة القادرة على تحقيق مطالبهم وطموحاتهم أو تلبية إحتياجاتهم.
وتشكل النساء الفئة الأكبر من بين الذين لا يمارسون حقوقهم ولا تسمع أصواتهم ، فعلى الرغم من المساواة في الحقوق للجميع التي كفلتها مختلف المواثيق والقوانين ، إلا أن أستبعاد النساء كونهن نساء لا زال ممارساً بشكل ملحوظ ، وإستبعاد الأقليات وذوي الإحتياجات الخاصة ، أو بسبب المعتقد الديني أو السياسي ، أو المبني على إستبعاد السكان الأصليين أو المهاجرين أو الفقراء والمهمشين لا زال يشكل تحدياً كبيراً.
وتؤكد "تضامن" على حقيقة تنامي ظاهرة الإنكار لحقوق هؤلاء جميعاً ، لا بل يتعرض من يطالب منهم بحقوقه الى مضايقات وتهديدات وتعذيب وسجن بل قد يصل الأمر الى حد القتل ، ويواجه المدافعين عن حقوق الإنسان نفس الإنتهاكات وهم يحاولون الدفاع عن تلك الفئات. وأصبحت أحلامهم وآمالهم لا تتجاوز حدود قوتهم اليومي وبقائهم على قيد الحياة.
وتشير "تضامن" الى أن النساء يعانين أكثر من الرجال في هذا الخصوص ، فعلى الرغم من تمتع أغلب النساء بحق التصويت والترشيح إلا أن وصولهن الى مواقع صنع القرار والمجالس التشريعية والإدارات العليا لا زال ضعيفاً ، وتعاني النساء ذوات الإعاقة من إنتهاكات مضاعفة، وتستخدم النساء في النزاعات المسلحة واللاجئات كأداة ووسيلة ضغط بممارسة الإعتداءات الجنسية والإغتصاب ، والنساء الفقيرات لا يمكنهن الوصول الى الخدمات الأساسية ولا يتمتعن بالحد الدنى من الحقوق.
وتنوه "تضامن" الى أن تجاهلهم من قبل الحكومات وتفضيل المصالح الشخصية على المصلحة العامة وحرمانهم من أبسط حقوقهم ، أدى الى موجة من الإحتجاجات بدأت قبل عدة سنين في مختلف مناطق العالم تطالب بالحقوق المدنية والسياسية ، الإقتصادية والإجتماعية والثقافية. وقد إنطلقت الحملة العالمية "إحتلوا" من مبدأ أن 99% من سكان العالم يجب أن يكون صوتهم مسموعاً ومؤثراً ، حيث أصبح الممثلون المنتخبون لا يلبون مطالب الناس ولا يكترثون لإنتهكات حقوق الإنسان ، لذا لا بد من العمل معاً ومن القاعدة للأعلى لإحداث التغيير المطلوب وتحقيق المساواة.
وبدأت التحركات الشعبية تحدث تغييرات جذرية فأسقطت أنظمة دول ونفذت إصلاحات سياسية وإقتصادية وإجتماعية بدول أخرى ، ففي 17/12/2010 أحرق محمد بوعزيزي نفسه في تونس رداً على مضايقات الشرطة في بلدته سيدي بوزيد ، مما أدى الى إحتجاجات واسعة أسقطت نظام الحكم في تونس. وفي 25/1/2011 إنطلقت إحتجاجات في مصر تم الترتيب لها من قبل شباب وشابات بإستخدام شبكات التواصل الإجتماعي والإتصالات الفردية تطالب بالإصلاحات أدت الى سقوط نظام الحكم فيها ، وكذلك الحال في كل من اليمن وليبيا. وفي 25/5/2011 إنطلقت إحتجاجات عنيفة ضد سياسات التقشف التي أعلنتها الحكومة اليونانية . وإنطلقت في 17/9/2011 إحتجاجات بإسم "إحتلوا وول ستريت" في نيويورك لوضع حد لنفوذ الشركات التجارية في الحياة السياسية الأمريكية. والعديد من الأمثلة لا مجال لسردها حدثت وتحدث في دول عربية وأجنبية على حد سواء.
وتؤكد "تضامن" على أن إختيار الأمم المتحدة للإحتفال بيوم حقوق الإنسان شعار "لصوتي قيمته" ما هو إلا إعتراف بأهمية وضرروة تمتع كل الناس رجالاً ونساءاً وفي أي مكان في العالم ، وهي دعوة لجميع الحكومات ومؤسسات المجتمع المدني للدفاع عن هذا الحق والتوعية بأهميته وضرورة إستخدامه لما فيه مصلحة للرجال والنساء والمجتمعات.