امسية للشاعر سميح الشريف بالزرقاء
المدينة نيوز - تطرح القصائد التي قرأها الشاعر سميح الشريف مساء في فرع رابطة الكتاب الاردنيين في الزرقاء، الموت كإشكالية لا يقدر وعي الشاعر على استيعابها في اطار ثنائية "البشري والانساني" التي تسيطر على نفسه المتفكرة والمتفلسفة.
واستهل الشريف الامسية بقراءة قصيدة بعنوان (شمس) التي انطلق فيها من علاقته الذاتية مع العشيقة وما فيها من تجاذبات اللقاء والهجر والاشتياق الى علاقته الجدلية مع الكون والوجود، حيث تعبر صوره الشعرية ومفرداته الشفافة عما يجيش بداخله من انفعالات واسئلة تبحث عن اجابات.
فيما قرأ مقاطع شعرية من قصيدته (دم ودمى) التي تمتزج فيها معاني الوطن والام والارض في صياغة شعرية مبتكرة تتسم بالبساطة المحتشدة بالتراكيب الشعرية المتتالية ضمن بناء شعري يغص بالمفردات التي تفيض بالجماليات، اعقبها بقصيدة (عند توهج الاصيل) التي يشتبك فيها الشعر مع الفلسفة ضمن ايقاع رزين لا يشعر به المتلقي، بل ينجذب الى الصور الشعرية الأخاذة والمليئة بالجماليات والافكار التي تلامس مخيلته.
وقال الناقد مجدي ممدوح ان الشريف يطرح الموت كإشكالية بعد بلوغ الوعي والعقل قمة نضوجه وعنفوانه بينما يكون الجسد قد نال منه التعب وبات يتوق الى الفناء، مبينا ان تلك الاشكالية نلاحظها بوضوح في قصيدته ( وجه في المرآة).
واضاف ان اشكالية الموت حاضرة في قصيدته (عند توهج الاصيل) التي يخاطب فيها نفسه في اطار هذه الثنائية "البشري والانساني"، لافتا الى ان كل هذه الحكمة التي يضج بها شعر الشريف تدخل في صميم مشروعه الشعري بوصفه من شعراء الخمسينيات الذين وقع على عاتقهم عبء نقل الحداثة الى العالم العربي.
بدوره قال رئيس فرع الرابطة الشاعر جميل ابو صبيح "ان ما قرأه الشريف يعتبر كشفا لما هو مخفي ومستور في شعره"، مبينا ان شعره يتضمن صورا شعرية شفافة بأسلوب شعري سلس ورقيق بعيدا عن الالفاظ والمفردات المزركشة.
وجرى في ختام الامسية التي ادارها عضو نادي اسرة القلم الثقافي كاظم الحلحولي وحضرها جمع من الكتاب والنقاد والشعراء والمهتمين، حوار حول جماليات القصائد المقروءة.(بترا)