خنفر بالجارديان:المعارضة المصرية تحركها الأحقاد وليس الديمقراطية
المدينة نيوز - إنتقد الإعلامي ومدير عام قناة الجزيرة الإخبارية السابق، وضاح خنفر، المعارضة المصرية متهماً إياها بمنح فلول النظام المخلوع الفرصة للعودة إلى مركز الأحداث.
وقال خنفر أن المعارضة سمحت لخوفها من جماعة الإخوان المسلمين بأن يسيطر عليها وغلبت كراهيتها للإسلاميين على حبها للديموقراطية، وانها تبدو على إستعداد لإرتكاب أكثر الأفعال شناعة بالتحالف مع قوى النظام السابق وغض الطرف عن عنف البلطجية من أجل رغبتها في إسقاط حكم الإخوان، وهو ما إعترف به أحد قادة جبهة الإنقاذ الوطني، أسامة الغزالي حرب، يوم الأحد الماضي.
وأشار خنفر في مقال بصحيفة الجارديان البريطانية أن المعارضة إرتكبت خطأ جسيما برفضها دعوات الرئيس مرسي للحوار، مؤكداً على أن ذلك جعلها تبدو مصممة على المواجهة وأكدت إتهامات مؤيدي الرئيس لها بأنها تسعى للإطاحة بالرئيس المنتخب ديموقراطياً.
وأضاف أن هذا الإنطباع ترسخ أكثر بدعوة المعارضة للمزيد من المواجهات على الرغم من إلغاء الإعلان الدستوري المثير للجدل، داعين لتأجيل الإستفتاء على الدستور أيضاً، وهو ما إعتبره العديد من المصريين إزدراء لإرادة الشعب، مشيراً إلى أن إقتراح الكاتب علاء الأسواني بمنع غير المتعلمين من التصويت أكد ذلك الإنطباع.
وإنتقد خنفر مطالب تأجيل الإستفتاء على الدستور، مشيراً إلى أنها لا تستند على إعتراضات جوهرية على الدستور، كما أن العديد من رموز المعارضة شاركوا في صياغته قبل إنسحابهم من الجمعية التأسيسية، بالإضافة إلى أن الرئيس مرسي تعهد بأن يطلب من البرلمان الجديد تعديل البنود محل الخلاف وفقاً لحوار وطني دعا لبدءه فوراً.
وأوضح أن المعارضة تدرك جيداً أن غالبية الشعب المصري ستصوت بنعم على مسودة الدستور، وأن هذا من شأنه تجديد شرعية الرئيس مما يعني هزمية المعارضة، لذلك فهي تحاول تجنب ذلك بالإصرار على التأجيل، ولكنها من غير المرجح أن تنجح في ذلك، على حد قوله.
ويرى خنفر أن هذه المعركة على الأرجح لن تكون الأخيرة في فترة الإنتقال السياسي التي تمر بها مصر، فالساحة السياسية الداخلية معقدة، وتزداد تعقيداً بالتدخلات الخارجية سواء من قبل أولئك الذين يخشون من أن نجاح مصر قد طموحاتهم التوسعية أو الإستعمارية في المنطقة، أو أولئك الذين يخشون من أن يشجع ذلك شعوبهم على الثورة.
وشدد على ضرورة بناء توافق حول قواعد السلوك السياسي على أساس الإعتراف بالتنوع السياسي ورفض العنف، مؤكداً أنه على المعارضة أن تعتاد على حقيقة أن الإسلاميين هم جزء أساسي من الحياة السياسية المصرية، وأن محاولات إستبعادهم لن تدفع بالليبراليين أو القوميين إلى السلطة ولكنها ستغرق البلاد في العنف والتطرف.
أما بالنسبة لجماعة الإخوان المسلمين فعليها أن تصبح أكثر إرتياحاً حيال المشاركة السياسية، وعليها ان تنفتح لجميع مكونات المجتمع لطمأنة المتشككين أنها لا تنوي تغيير قواعد السياسات الديموقراطية، وتقديم تأكيدات على أنها لن تستحوذ على السلطة في مصر حصرياً لصالحها هي وحلفائها، مؤكداً على أن الأكثرية العددية في الديموقراطية الوليدة لا تعد تفويضاً للإستبداد.