الكاتبة سناء ابو شرار تصدر روايتين ادبيتين
المدينة نيوز - صدر عن دار الهلال المصرية رواية " مدينة في الروح " للكاتبة سناء ابو شرار ، وتقع الرواية على 150 صفحة من القطع المتوسط ، علماً أنه قد تم بيع جميع نسخ الرواية خلال اسبوع واحد من اصدارها .
تتناول الرواية سيرة حياة صحفي يعاني من فقد الهوية والفقر وعدم وجود مساحة للتعبير عن رأيه الشخصي ، وفقدانه لأشخاص أحبهم في حياته والإقتلاع من وطن أحبه حتى آخر لحظة من وجوده ؛ الرواية انسانية الأبعاد تم التركيز من خلالها على مشاعر الصحفي الانسان كراصد للحياة وحامل لفكر معين وأيضاً كشخص عادي يعاني من ظروف معيشية صعبة ، فهو قد يبدو بنظر المجتمع صاحب امتياز لكونه صحفي ولكنه يعاني من صعوبات متعددة بحياته ومعقدة أيضاً ، الرواية تُعيد للصحفي هويته الانسانية وأنه ليس انعكاس لما يدور للمجتمع بل قد يكون محور المعاناة ومحور الألم وقد تكون معاناته أشد وطأة لأنه يحمل همه الذاتي ويحمل هم الناس من حوله.
تُعيد الرواية للصحفي صفته الانسانية بالدرجة الأولى لأنه خلف مكتبه البسيط المنزوي في مكان ما من المدينة يحمل الجرح والألم ، الفقر والقهر ، إسكات صوت الضمير أو بيعه ، وأن يكون ذاته قبل أن يكون صحفي لا يملك من الحياة سوى قلمه وفكره وضميره الحي الذي لا يموت رغم الفقر والتهجير وفقدان الأحباء. الرواية مكتوبة بلسان الرجل الصحفي رغم كون الكاتبة امرأة ، وهو ما يؤكد أن المشاعر الانسانية لا تميز بين الرجل والمرأة خصوصاً في المعاناة في اطارها العام وليس الضيق والخاص. يكمن جمال الرواية في دقة وصف مشاعر انسانية تعتري الانسان بغض النظر عن جنسه أو المكان الذي يعيش به ، لذلك كان أسمها مدينة في الروح .
كما صدر عن دار الهلال المصرية رواية " الألم ...ذلك الآخر" وتقع الرواية على 250 صفحة من الحجم المتوسط علماً بأنه قد تم بيع 3000 نسخة منها خلال اسبوع من اصدارها .
هذه الرواية عبارة عن روايتين في رواية واحدة لأنها تتبع حياة عائلة قررت العيش في قرية نائية تقع بين الجبال وامتزجت أحداث الرواية بوصف لجمال الجبال الطبيعي ، وبذات الوقت تمتزج أحداثها بأحداث أخرى لأحد أبطال الرواية والذي يتم وصف حياته بدقة كطفل عاش في الشوراع وما يتعرض له أطفال الشوراع من مخاطر ووصف لما تتطور إليه شخصياتهم لاحقاً ليتحولوا لخطر يهدد المجتمع إن لم يتم أحتوائهم ، ما يميز هذه الرواية هو دقة الوصف الشعوري والمكاني ودقة الربط بين الأحداث لأنها رواية تسير باتجاهين مختلفين تماماً .
تعمدت الكاتبة مزج الأحداث بالجمال الطبيعي للجبال مما أضفى على الرواية أجواء جماليه عالية .
هذه الرواية تتبع خطوط الألم في ذات الانسان وأنه غالباً ما يأتي من الآخر ، ولكن الأشد صعوبة هو انتظار السعادة من الآخر وعدم القدرة على إيجادها في أعماق الذات الانسانية بعيداً عن تأثير الآخر ، وأن أجمل أنواع السعادة هي النابعة من أعماق الانسان مهما كانت الحياة من حوله جافة وقاسية وأن يرى الانسان الجمال الإلهي بذاته أولاً ثم يبحث عنه في الآخر لأنه إن لم يجدها بذاته بدايةً لن يتعرف عليها لدى الآخر فيتحول الآخر لمصدر الألم .