رثاء الحاج فؤاد عبد الكريم ( أبو العبد ) رحمه الله
كم كنا نرفض ذلك اليوم … وكنا نرفض تلك اللحظة... ولكن شاءت إرادة الرحمن ..
فاختارك كما تخير الأخيار من قبلك .. ففاضت العيون وانفطرت القلوب.. وسالت دموع العين ..
سنفتقد ضحكتك ... كرمك .. طيبتك .. حنانك .. ولكن طيفك باقٍ لا محالة .. حبك باقٍ لا جدل ..
ولسوف يبقى الحزن فينا حتى النخاع … لا يرحل أبداً مادامت ذكراك وبراعمك تشرق دائماً ..
قبلات الوداع من زوجتك أم العبد تدعو لك بالرحمة والمغفرة..
وتخبرك كم تحبك .. وكم ستشتاق لك...
تبكيك دارين ... وفي همس شفتيها ملامة وتقول لك أبي لما استعجلت الرحيل ..
عبود يبكي كطفلٍ صغير وصعوبة الفراق تحرقه .. وأنس يقبل رأسك وفي عيونه رفض الوداع ..
أحمد الصغير ما عاد صغير يفكر ببعد ويقف وبقلبه ووجه دهشة الفراغ الذي سوف يكون ..
شّيعتك القلوب وأنت فيها الحبيب الطاهر العفيف النقي ..
لقد بكى الصغير والكبير .. البعيد والقريب.. وجار البيت ورفيق المسجد .. الأخوة والأخوات يبكون كطفلً رضيع ..
القريب .. الصديق .. النسيب الكل يبكي.. ويبكون .. ويبكون..
ولما لا فالكل يحزن والكل فارق.. فِراقٌ وامقٌ وامق ..
ولكن ها قد شاءت إرادة الرحمن واختار من اختار … كنا جميعاً نلتمس الصبر ..
عندما ارتحلت عنا وفاضت روحك على بساط الطهارة والنقاء لتذهب إلى بارئها.. لتنشد السكينة.. يعصرنا الحزن ويحترق القلب وتأكل الحسرة النفس رغم الإيمان بخالقها …
ولكن القلب يحزن والعين تدمع على فراقك أبو العبد ...
وإذ نستأذن القلوب الحزينة والأنفس الملوعة … أن نحزن أكثر منها .. وأن نبكي أكثر ..
من ذلك الفراق العميق .. ومن تلك الوحدة القاتمة …
وتلك البصمات التي لا يمحوها الزمن …. تلك البصمات المباركة التي تزهو يوماً بعد يوم .. كشجرةٍ مباركة أصلها في الأرض وضلعها في السماء … عشت عصامياً ومت عصامياً ..
نم أبـو العبد … فما تركت إلا مَن يدعو إليك رافعين أيديهم إلى السماء طالبين الرحمة والمغفرة … ويقرءون آيات مباركات والسبع المثاني على روحك الطاهرة والى جنات الخُلد أبو العبد مع الصديقين والأبرار ...
وإنا لله وإنا إليه راجعون ...
د.خالد علي جبر الزبيدي