أول جـامعة عـربية في " إسرائيل "
المدينة نيوز - إحتفل فلسطينيو الداخل الاربعاء ، بوضع حجر الأساس لأول جامعة عربية في إسرائيل بعد مماطلات وعراقيل إسرائيلية عطلت المشروع لسنوات بدوافع سياسية.
وبمشاركة مختلف الفعاليات السياسية والاجتماعية والثقافية ومقاطعة إسرائيلية رسمية، احتفل في مدينة الناصرة -المدينة الفلسطينية الأكبر داخل أراضي 48 - بوضع حجر الأساس للجامعة العربية الأولى.
وعبّرت مجموعة من قيادات فلسطيني الداخل في أحاديث عن فرحتهم ببناء صرح أكاديمي وطني في إطار مشروع عصامي يقوم على تبرعات الجمهور.
وستباشر الجامعة تدريس الكيمياء والإعلام والحاسوب والعلاج الوظائفي وسط رهانات على دور كبير سيناط بها في الناحيتين الثقافية والاقتصادية.
وستقوم الجامعة على نواة مؤسسة أكاديمية تأسست قبل عامين، لكنها -بخلاف بقية المؤسسات الأكاديمية الأخرى - لا تحظى بأي دعم مالي إسرائيلي.
لكن القائمين على المشروع لم يكترثوا للتمييز العنصري من قبل السلطات الإسرائيلية وبادروا بجمع التبرعات من الفلسطينيين والعرب لتغطية نفقات إنشائها.
وأحد هؤلاء هو رجل الأعمال منيب المصري من مدينة نابلس في الضفة الغربية، الذي بدا فرحا جدا بمشاركته في وضع حجر الأساس لمشروع " فلسطيني واعد".
المصري الذي قدّم تبرعا ماليا سخيا للجامعة في الناصرة اصطحب معه حفيده الحامل لاسمه تأكيدا على وحدة الشعب الفلسطيني.
وعبر رئيس بلدية الناصرة المهندس رامز جرايسي أحد رعاة المشروع عن سعادته بـ"تحقيق حلم" راوده منذ ثلاثة عقود.
وأشاد جرايسي بمنيب المصري باعتباره "شريكا" لا داعما وحسب، واعتبره نموذجا يحتذى به في عمل الخير وبناء المؤسسات الوطنية التي تمنح الأمل والقوة للفلسطينيين في الداخل لمواصلة مسيرة البقاء والتطور في الوطن.
من جهته يؤكد رئيس الجامعة جورج قنازع أن القائمين على المشروع يصبون إلى تطوير رأس مال بشري وتحريك عجلة الاقتصاد، لافتا النظر إلى أن اختيار تاريخ 12.12.12 ليس صدفة بل جاء ليبشر بفجر جديد في الناصرة وسائر أراضي 48 من ناحية إنتاج المعرفة وبناء القيادات العربية بمختلف الميادين.
وهذا ما أكده سيادة مطران طائفة اللاتين في الناصرة الأب بولس ماركوتاسو الذي قال إن حيوية المشروع تنبع من كونه جامعة خاصة بالسكان الأصليين في البلاد وتبشر بمستقبل أفضل لهم ولكل الديار المقدسة.
واعتبر الشيخ عز الدين المناصرة الجامعة العربية مشروعا وطنيا مهما ينبغي أن تشارك فيه وتدعمه كافة الفعاليات الفلسطينية على أنواعها.
رجلا الدين المسلم والمسيحي عبرا عن قيمة الوحدة الوطنية داخل المجتمع الفلسطيني بتشابك يديهما وهما يشاركان في وضع حفنة من الإسمنت في أساس العمارة الجامعية الجديدة.
كما اعتبر عضو الكنيست عفو اغبارية قيام الجامعة انتصارا على اللاءات الإسرائيلية، ولفت إلى أن وزارة المعارف (التربية) في إسرائيل طالما كانت تحاول إحباط هذا المشروع الإستراتيجي خوفا من تحوله لمركز إشعاع فكري وسياسي وطني.
وقال منفعلا إنه فخور جدا بالمشاركة مع زملائه في قيادة الفعاليات السياسية التي لاحقت السلطات الإسرائيلية بكل المستويات حتى تم إنجاز أحد أهم المشاريع الإستراتيجية لفلسطينيي الداخل، رغم كل محاولات الطمس والقمع والتهجير.
يشار إلى أن نحو عشرين ألف طالب من فلسطينيي الداخل يدرسون اليوم في الجامعات الإسرائيلية وباللغة العبرية، فيما يدرس خمسة آلاف منهم في جامعات الأردن إضافة لعدد مشابه يدرسون في جامعات العالم.
وتمنت رئيسة مجلس الأمناء العالمي لدعم الجامعة العربية في الناصرة الناشطة سوزان دراينين أن تسد المؤسسة الأكاديمية الجديدة احتياجات فلسطينيي الداخل في مجال الدراسات العليا مستقبلا. ( الجزيرة.نت)