طهران تحذر من «حرب عالمية» بعد نشر «باتريوت» في تركيا
المدينة نيوز - في اول رد ايراني على قرار الحلف الاطلسي (ناتو) نشر صواريخ «باتريوت» لحماية الاراضي التركية من الهجمات التي تتعرض لها من الجانب السوري، اعتبرت طهران ان هذا القرار «يمكن ان يسبب حرباً عالمية». ونقلت «وكالة انباء الطلبة» عن قائد القوات المسلحة الجنرال حسن فيروز ابادي قوله: «كل صاروخ باتريوت هو علامة سوداء على خريطة العالم... إنهم يضعون خططا لحرب عالمية وهذا أمر بالغ الخطورة لمستقبل الانسانية ولمستقبل أوروبا ذاتها».
وكانت تركيا قدمت طلباً الى الـ «ناتو» في تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي لنشر بطاريات «باتريوت» المصممة لاعتراض الصواريخ أو الطائرات، بعد محادثات بشأن كيفية تعزيز الأمن على حدودها عقب تعرض أراضيها لإطلاق نار متكرر من داخل سورية. وذكر الاميرال جيمس ستافريديس، احد القادة الاميركيين في الحلف الاطلسي في مدونته على الانترنت اول من امس الجمعة ان القوات السورية اطلقت صواريخ «سكود» وسقطت قرب الحدود التركية. ووصف ذلك بانه «مقلق جداً».
من جهة اخرى أعلنت مجموعة من المعارضين السوريين ممن سبق ان عملوا في مؤسسات الدولة تجمعاً جديداً اطلقوا عليه «التجمع الوطني الحر للعاملين بمؤسسات الدولة السورية». ويرأس هذا التجمع رئيس الحكومة السابق رياض حجاب الذي سبق ان انشق عن النظام في آب (اغسطس) الماضي. وكان اسم حجاب قد تردد لرئاسة حكومة انتقالية كان يتوقع تشكيلها خلال اجتماع «اصدقاء الشعب السوري» الذي عقد في مراكش هذا الاسبوع. وقال معاون وزير النفط السابق عبدو حسام الدين خلال مؤتمر صحافي في عمان إن التجمع الجديد يعبر عن حوالى 1,5 مليون شخص. وسيتخذ من العاصمة القطرية الدوحة مقرا له. واوضح ان هدف التجمع هو «حماية مؤسسات الدولة عقب سقوط النظام السوري». كما اكد دعمه لـ «الجيش السوري الحر» وقيادته الموحدة. ويضم «مجلس امناء التجمع» سبعة اشخاص هم رياض حجاب وأسعد مصطفى ورياض نعسان آغا وفاروق طه وطلال حوشان وإخلاص بدوي وعبدو حسام الدين.
الى ذلك، طالب وزير الخارجية السوري وليد المعلم مسؤولة العمليات الانسانية في الامم المتحدة فاليري اموس، خلال لقائها في دمشق امس، بان تقوم الامم المتحدة باعادة ترميم وبناء ما دمرته «المجموعات الارهابية المسلحة». ودعا الى رفع العقوبات الدولية المفروضة على سورية. وقال ان هذه العقوبات «هي المسؤولة عن معاناة المواطنين السوريين»، كما دعا الى ان تقوم الامم المتحدة بادانة العقوبات وان تطالب الدول بالغائها. واكدت اموس ان «مكتبها فى دمشق سيستمر في تقديم المساعدات الانسانية بالتنسيق مع الحكومة السورية».
وعلى الصعيد الميداني، قامت طائرات حربية سورية امس بقصف مواقع لمسلحي المعارضة في منطقة بيت سحم على الطريق المؤدي الى مطار دمشق. وذكر المرصد السوري لحقوق الانسان ان الجيش السوري خاض معارك عنيفة مع مقاتلي المعارضة في احياء جنوب دمشق وعزز قواته لاقتحام بلدة داريا المحاصرة منذ شهر. ووقعت معارك في مخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين في جنوب دمشق حيث دارت مواجهات بين مقاتلين معارضين من جهة وجنود نظاميين ومقاتلين فلسطينيين موالين للنظام من جهة اخرى. وذكر التلفزيون السوري الرسمي ان الجيش عثر على سيارة مفخخة تحوي الف كلغ من المتفجرات في حي برزة، شمال العاصمة. وفي ريف دمشق، تعرضت معضمية الشام لغارات جوية بحسب المرصد.
واعلن ناشطون معارضون في داريا انه لليوم الثامن والعشرين، تحاول القوات الحكومية الدخول الى المدينة، لافتين الى ان عناصر «الجيش السوري الحر» تمكنوا من صد هجماتها على جبهات عدة. واضاف الناشطون ان داريا معزولة عن العالم منذ 37 يوما من دون كهرباء ولا اتصالات ويعاني سكانها ايضا ازمة وقود للتدفئة.
وفي وسط سورية، اورد المرصد ان غارة جوية على مدينة الرستن التي يحاصرها الجيش النظامي منذ اشهر اسفرت عن مقتل عشرة مدنيين. " الحياة اللندنية "