مقاييس لفحص المرشحين
في ظل اقتراب موعد الترشح للانتخابات البرلمانية المثيرة للجدل، بدأت قوافل الكتل الوطنية بالظهور تباعا وبدأت صورهم تعتلي الشاشات التلفزيونية، والمواقع الالكترونية والصحف الحكومية، الكل جاء وهو يحمل فانوس علاء الدين السحري ليخرج الوطن من محنته الاقتصادية الصعبة والآخرون استعانوا ببرنامج أوباما الانتخابي ليضفي لكتلته طابعا غربيا بامتياز.
أولى القوائم ظهورا توجت بقوائم الباشاوات الذين حكموا مؤسسات الدولة لفترة طويلة من الزمن، كان الوطن فيها يئن بقضايا الطاقة، والمياه، ومشاكل التعليم، والفوضى المجتمعية فضلا عن الواسطة والمحسوبية التي تماسست في مؤسسة خاصة أشرف عليها عددا لأبأس به من النواب السابقين الذين نراهم اليوم في القوائم الوطنية يحملون قناديل النجاة للوطن بوصفات سحرية ستظهر قريبا في برامجهم الانتخابية.
أثبت المواطن الأردني أنه لا يستطيع الحكم على مرشحه القادم في ظل الاصطفاف العشائري والمجاملات الودية بين الشعب فضلا عن طيبة الأردني الذي يأخذه صوت المرشح الناري في المهرجانات الانتخابية من وعيد وتهديد في محاسبة الفاسدين وتقديهم للعدالة، بالإضافة لتحرير القدس، وتهديد إسرائيل في عقر دارها كل ذلك يكون كفيلا للمواطن الأردني أن يقدم صوته على طبقا من ذهب لمرشحه المثير للجدل.
توصل أخيرا بعض علماء علم النفس لمقاييس تكشف كذب وزيف بعض الشخوص بعد خضوعه لفترة من الوقت للمقياس فضلا عن مقاييس تقيس تقدير الذات، والدافعية، والانتماء والصدق، والذكاء الاجتماعي، فكان لزاما على الهيئة المستقلة للانتخابات أن تستعين بمقاييس علم النفس لفحص المرشحين وبيان زيفهم، لأن الوطن لم يعد يحتمل نواب آلو ونواب المناسف والسهرات.