الأردن يوزع الكمامات على جنوده تزامنًا مع وصول دبابات قرب الحدود مع سوريا
المدينة نيوز - كتبت صحيفة المدينة السعودية أن الجيش الأردني في عمان أعلن حالة الطوارئ على الحدود الأردنية- السورية أمس الثلاثاء تأهباً لتطورات عسكرية كبيرة متوقع حدوثها في سوريا. فيما قال مواطنوان أردنيون لمراسل «المدينة» إنهم شاهدوا رتلا من الدبابات والمعدات العسكرية غير أردنية متجهة نحو الحدود الأردنية - السورية. وفي تطور لافت قام الجيش الأردني بتوزيع كمامات الغاز على عناصره أمس الثلاثاء. كما رصد شهود عيان الليلة الماضية السفير الأميركي في عمان ستيوارت جونز على الحدود الأردنية السورية في جولة غير معلنة حيث قام المسؤول الاميركي بزيارة بعض النقاط الساخنة على هذه الحدود. ولم تعرف بعد أسباب زيارة السفير الاميركي للمنطقة الحدودية حيث أعلنت السفارة الأميركية أن جونز سيقوم بزيارة مخيم اللاجئين السوريين في منطقة الزعتري المتاخمة للحدود السورية لتفقد أوضاع اللاجئين والاطلاع على الاستعدادات لإستقبال الأفواج الكبيرة من اللاجئين والمتوقع عبورها الأراضي الأردنية خلال الأيام القليلة الماضية. بينما رفض وزير الاتصال والاعلام الاردني سميح المعايطة التعليق على هذه الانباء.
وكانت صحيفة «هارتس» الاسرائيلية قد كشفت أمس الاول الاثنين أن طائرات شحن أمريكية تحمل عتادا عسكريا هبطت على الحدود الاردنية- السورية, وقالت إنه مع تصاعد المخاوف من استخدام اسلحة كيماوية من قبل النظام السوري, فإن هناك علامات كثيرة تشير الى استعداد الجيش الامريكي للتدخل السريع في سوريا، ويذكر أن وزير الدفاع الامريكي كان قد أعلن قبل أشهر أن بلاده أوفدت الى الحدود الاردنية السورية فريقا عسكريا مختصا بالاسلحة الكيميائية الى جانب المعدات وقوات ومستشارين بريطانيين وفرنسيين وكنديين تقدر بأكثر من ألف عسكري للتصدي لخطر الاسلحة الكيماوية، وكانت مناورات الاسد المتأهب بمشاركة 19 دولة عربية وأجنبية قد جرت مطلع العام الحالي في الصحراء الأردنية استعدادا لسقوط محتمل للنظام السوري.
سياسياً، وفي أنقرة، حث وزير الخارجية التركي أحمد داود أوغلو إيران على استخدام نفوذها «وتوجيه رسالة واضحة» إلى النظام السوري لوقف العنف ضد شعبه. وقال أوغلو للصحافيين «بدلا من انتقاد نظام (صواريخ باتريوت)، على إيران أن تقول كفى للنظام السوري المستمر في قمع شعبه واستفزاز تركيا من خلال الانتهاكات الحدودية». إلى ذلك، وصل جنود ألمان أمس الأول الاثنين إلى تركيا في إطار بعثة للحلف الأطلسي استعدادًا لنصب صواريخ باتريوت ألمانية في تركيا بغية حماية أراضيه من أ تهديدات سورية محتملة كما أكد مصدر دبلوماسي. ونقلت وكالة إنترفاكس الروسية للأنباء عن مصدر بحري قوله أمس الثلاثاء :إن روسيا أرسلت سفنا حربية للبحر المتوسط تحسبا لاحتمال اضطرارها لإجلاء رعاياها من سوريا». وقال المصدر إن مجموعة من خمس سفن من بينها سفينتان هجوميتان وسفينة صهريج وسفينة مرافقة غادرت ميناء في بحر البلطيق أمس الاول الاثنين في أوضح علامة على أن روسيا تقوم باستعدادات مؤكدة لإجلاء محتمل لرعاياها.
ميدانياً، نفذ الطيران الحربي السوري غارات جوية عدة على مخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين بعد ظهر أمس، بعد ساعات من سيطرة مقاتلين فلسطينيين وسوريين معارضين للنظام على أجزاء كبيرة من المخيم الواقع في جنوب دمشق.وترافق ذلك مع تواصل حركة النزوح الكثيف من المخيم إلى أحياء أخرى في دمشق وخارجها وإلى لبنان المجاور. فيما أفرج عن الصحافي الأميركي ريتشارد أنغيل الذي كان خطف قبل 5 أيام في سوريا مع أعضاء فريقه، وصرح أنغيل أنه كان محتجزا لدى عناصر من الشبيحة الموالين للنظام.
من جهته، قال المرصد السوري لحقوق الانسان في بيان إن «القوات النظامية نفذت عدة غارات جوية على مخيم اليرموك بمدينة دمشق (جنوب) رافقها تصاعد لسحب الدخان من المنطقة». وذكرت لجان التنسيق المحلية والهيئة العامة للثورة السورية أن قصفًا مدفعيًا وبالهاون استهدف أيضا المخيم. وأشار المرصد إلى تزامن القصف الجوي مع تعرض أحياء دمشق الجنوبية المجاورة للقصف من القوات النظامية واشتباكات عنيفة بين مقاتلين معارضين والقوات النظامية في حي التضامن. وكان مسلحو المعارضة السورية مدعومين من فلسطينيين من فصائل مناهضة للنظام السوري أحرزوا في وقت سابق تقدمًا واضحًا على الأرض داخل مخيم اليرموك، بحسب ما ذكر المرصد وسكان من المخيم.
وتتواصل الاشتباكات بين مقاتلين معارضين والقوات النظامية في ريف دمشق، لا سيما في داريا التي دخلتها القوات النظامية وتحاول السيطرة عليها.
كلها للقضاء على معقل مهم للمجموعات المعارضة تنطلق منه في هجماتها في اتجاه دمشق. كما تعرضت مناطق عدة للقصف المدفعي من القوات النظامية والقصف بالطيران. وقتل 23 شخصا في ريف دمشق هم 12 مدنياً و11 مقاتلًا معارضاً، ولم يعرف حجم الخسائر في صفوف القوات النظامية. وأحصى المرصد السوري لحقوق الانسان مقتل 82 شخصًا في أعمال عنف في مناطق مختلفة من سوريا الثلاثاء. وفي محافظة حماة (وسط)، انسحبت القوات النظامية السورية من عدد من المراكز والحواجز في ريف حماة الشمالي، وذلك بعد اشتباكات عنيفة مع مجموعات مقاتلة معارضة بدأت قبل أكثر من 48 ساعة، بحسب المرصد.
( المدينة السعودية )