النائب وخطورة المستقبل
بدأ العد التنازلي لخوض أكبر محفل وطني وأكبر استحقاق دستوري أردني يعد من أبرز العمليات الإصلاحية المفصلية التي ستقود البلاد إما الى بر الأمان وشاطىء هادىء أو أن تمر كما يمر السحاب بفصل الصيف لا بردا ولا سلاما ...
تباينت الرهانات على مجلس النواب المنتظر، كثير منها تقول بأن المجلس القادم سيؤول الى الدمار ويؤدي أيضا إلى فشل العملية الإصلاحية، وهناك رهانات أخرى يتفائل أصحابها بنجاح العملية الانتخابية وميلاد مجلس نواب قوي بمثابة غرفة إنعاش لإتمام عملية الإصلاح السياسي. (الملخص هناك متفائل وآخر متشائم) وليكن بعلمكم بأن المتفائل والمتشائم كلاهما يحقق النجاح فعلى سبيل المثال الذي اخترع الطائرة متفائل والذي إخترع البراشوت متشائم وكلاهما ساهم في توفير السرعة و الأمان للشعوب.
المواطن الأردني له الحق أن يتنبأ وأن يفكّر وأن يفسّر وأن يحلّل سياسيا وإقتصاديا بناءا على المعطيات ولكن ندائي إلى الشعب الأردني الأصيل وخصوصا في هذه المرحلة والتي أوشكت على الخلاص أن نفكّر جيدا بمن سيكون تحت قبة البرلمان بعيدا عن الأمور الخدماتية والترفيهية ومجاملات المناسبات وأن يصرخ وبصوت عال ويقول من هو النائب:
من الضروري جدا أن يختار الشعب ممثلا له في مجلس الأمة ذو مواصفات طيبة أبسطها أن يكون مع الوطن في السرّاء والضرّاء ... أن يمتلك شخصية قوية وسرعة بديهه نفاثة تفوق سرعة الحكومة ... وأن يكون همه الأول والآخر إرضاء الله في تقرير مصير البلد...
المشهد السياسي الأردني واضح للقاصي والداني ولا أعتقد بأن أحد يجهل ذلك.
الأردن عبارة عن بقعة باردة نوعا ما في محيط أحمر وساخن يحرق الحجر والشجر ... فكيف لنا ولمجلسنا المنتظر أن يحافظ على ديمومة الأردن وأن يمنع اللهب من أن يلتهم رؤوس أشجار مزارع الغور غربا ... وكيف لمجلسنا أن يوسّع الحفرة على الحدود الشمالية لكي يدفن النيران القادمة من الشمال التي حتما ستحرق زيتون الشجرة والطرة وإذا ما حدث ذلك لا قدّر الله فزيتوننا بخطر وزيته سريع الإشتعال واليرموك وسد الوحده لا تكفي عندئذ لإطفاء النيران....
كيف لمجلسنا ونائبنا أن يمنع نفط الشرق من الإشتعال فلا يوجد مياه تطفئه ولا يوجد واد يوؤده ولا جبال خضراء تخفّف احتراقه ؟؟ إلا إذا فكّر النائب والمجلس كيف يستخدم فلسفة أفلاطون وفرويد والمنحنى الديكارتي على الورق فهنا يستطيع النائب أن ينحني بالرسم البياني كيفما شاء وأن يرسم الوادي والسهول بما يميل تجاه مصلحة الوطن .. (ربما البعض يستغرب من هذا التشبيه ولكن فعلا بلد مثل الأردن لا تملك مقومات الدولة واستطاعت أن تكون في مقدمة الدول النامية بسياسة معينة فإنها بالعقل والسياسة ستبقى وأحيانا باللامنطق وأحيانا أخرى بالجدال المطوّل كما هو الملف السوري والعراقي في التسعينيات)
أخيرا النائب هو مصير الأمه والأمة في خطر وأنا وأنت جزء لا يتجزأ من الأمه فليكن صوتنا دائما يصبو الى رفعة الأردن وعزّته .... وفقكم الله في اختيار ممثلكم ... ودمتم ودام الأردن