عزيزي المرشح ..صوتي بعيد عن شواربك ...
مضت الأيام وها أنت تطل برأسك علينا من جديد ، تطوف أرجاء الوطن ريفه وبواديه مدنه وقراه ، ووصل الأمر فيك لتطبق مقولة حارة حارة دار دار زنقة زنقة ، تطرق أبوابنا الواحد تلو الآخر ، تبتسم بخبث في وجوهنا ، تتقمص دور شيخ الجامع وتخطب فينا بما لم يأت به خطيب قبلك ، وإن تحدثنا بالثقافة نراك فيها مرجعاً شاملاً ، وإن ذكرت الحكومة في مجلسٍ أشبعتها نقداً وربما شتماً وكأنك كبير المعارضين والأحرص على الشعب من نفسه لا لشئ سوى الظفر بصوت.
في الشارع ما أكثر أتباعك وأذنابك ، وفي الصحافة والتلفاز " قرفنا صورك" ، وإن صادفناك تفتح لنا ذراعيك لنا "وكأننا من بقية أهلك غائبين عنك من سنين" ، تطيل لسانك علينا بمديح قل نظيره، تحن علينا أفضل من أمهاتنا إذا علمت أننا بحاجة لخدمة ما ، تترحم على أجدادنا الذين ماتوا منذ عشرات السنين ،" وإن قبعت تحلف يمين طلاق إنك توصلنا للمكان الذي نقصده حتى لو كان على قريقرة ".
عزيزي المرشح ....
أتذكر حين ترشحت في الماضي ، عندما كنت للفقر رفيقاً وللدين عشيقاً ، تقطن بييت قديم في الحارة التي لم تعرف سواها مأوى لك ، أتعرف أبو سعدي صاحب البقالة الذي خصص لك دفترا باسمك ، أتذكر أنك ذو ثقافة متواضعة وكنت مثلنا مسخوط ابن مسخوط من شعب ساخط على أوضاعه الصعبة التي سببتها حكومات تغولت عليه بسببك ، حتما عزيزي ستذكر ذلك وخاصة حين جئتنا طالبا ثقتنا وراغبا في أصواتنا ومقسما على جعل جحيم عيشنا جنة تطيب له الأنفس ويشار إليه بالأصابع ، كان الجود منا سيد الموقف ، وكان الإحسان إليك سابق بالوصل من غير مقابل ، و الصناديق خير شاهد على حجم الثقة التي وضعناها فيك أنذاك.
وماذا بعد ..؟؟
حين نتوقف لحظة لنراجع فيها ما جئت به من شعارات لنقارنه بالإنتخابات السابقة وما قبلها ، ، نجد أنه نسخة طبق الأصل لا جديد فيها ، كذب وتدليس ووعود زائفة جعلتها شعارات لحملتك الإنتخابية وبعد الفوز بمقعد نيابي خلعتها كقميص مهترئ لتلبس قميص جديد يلق بجلوسك تحت القبة تزينه عبارات الثقة وموافق ومعك سيدي إبشر ...إعتبر الموضوع منتهي ......الخ
عزيزي المرشح ...
ما أن وضعت مؤخرتك على كرسي النيابة حتى نسيتنا وشطبت إسم الحارة من ذاكرتك ، فغابت أخبارك ، وانتقلت من بيتك إلى فيلا أو شقة فخمة في حي راقي ، نسيت الباص الذي أدمى قدميك وأنت تركض ورائه ومن بعده الكيا سيفيا ما غيرها التي "قرف" أولاد الحارة دفشها معك كل صباح لتصبح من أصحاب السيارات الفارهة ، وحتى جسدك النحيل تحول لجسد سمين ، وأصبحت من أصحاب الكروش المتدلية وكأنك إمرأة حامل في شهرها ، نسيت أبو سعدي وتعرفت على علية القوم .
عزيزي المرشح ...
ها هي الأيام قد مضت ورجعت إلينا تعيد نفس الكرة ، تكرر أسطوانات لطالما حفظناها عن ظهر قلب منك ومن أمثالك في مثل هذه المناسبات ، تلتزم أمامنا بنفس الالتزامات القديمة ، تدعونا لدعمك في تمكين الديمقراطية في المجتمع ومنع انحرافها عن مسارها الصحيح ، و تطلب منا دعمك لمحاربة أنواع الفساد الذي ينخر مختلف القطاعات بالبلد وأنت ستكون محامي دفاع عن رموزه ، وتحرضنا على الوقوف في وجه لصوص الوطن وأنت منهم ، وتتلو علينا منجزاتك ومشاريعك وتعزف على الوتر الحساس فينا وأنت سيكون شعارك اللهم نفسي وولائك الأوحد للدينار .
لا أملك إلا أن أقول أن صوتي وصوت من يؤيدني بعيد عن شواربك أنت وغيرك ، فمن منحك الصوت ووثق بك في الماضي لن يعيد الكرة من جديد ويمنحك إياه ، فالمؤمن لا يلدغ من الجحر مرتين .
وللحديث بقية ....