علمني والدي ...
علمني وجدي علمه بان احترام الكبير واجب والاقتداء به من المنطق وأخذ الحكمة منه حكمة بحد ذاتها ,وقال لي حينما قيل له بأن أصمت حينما يتحدث الكبار وأن أسمع أكثر من التحدث أمامهم ,فافيهم حكمة وخبرة حياتية قد تقيك غرور الشباب , وتوسع خطاك في فهم الحياة بشكل أعمق , وعلي أن أنتظر وأنتظر حتى يحين دوري في أن أتكلم , وقد يكون الانتظار عقودا من الزمن ليأتي دوري في التكلم ,وأن أكون ذلك المطيع والمطوع للمجتمع وعاداته وأسباره (كم اكره هذه الكلمه الاخيره ) ..... ,فهذه النظرة وليدة الازمنة التي عانت قلة الموارد وشح الخيارات ووجوب التقدم الى الامام بغض النظر عن الصعوبات ,هذه العوامل أظهرت لمصاحبيها ما يجب لتكون انسان "مقبولا " اجتماعيا ومتقدما بنحو جيد لامتلاك مكانة جيدة نوعا ما . وفي مقالتي هذه أريد أن أعرج على أمر بمناسبة حديثي عن التربية المجتمعية والاسبار التي قيدت قوة وقدرات الشباب وحبسها في بوتقة أقل من أن تسمى نشاط أو دور مجتمعي له احداثياته في صنع القرارت ,وكيف أن التربية والتي يراد منها صدقا مصلحتنا تؤثر سلبا بنحو يجعل من اكبر شريحة في المجتمع عبارة عن غطاء لعصرية الحدث بثوب كلاسيكي يقوده الحرس القديم , فنحن حقيقة نقاد في جيمع نواحي حياتنا , ولم نكن والى هذه اللحظه أصحاب آراء وأفكار حره مستقله وغير تابعه .
الامر هو ( الانتخابات ),فنحن نعلم بأن الشباب وبالعامية البحته "صبابين قهوه " لا أكثر في اجتماعات عشائرنا ومغالطاتهم الزائفه لاختيار الافضل لتمثيل الاقوى للعشيرة وهذا الروتين الفاشل في ترجمة الديمقراطية داخل العشيرة , وقد وصفني أحد الاصدقاء بللبرالي العشائري عندما أتحدث بهذه الطريقة عن خط سير الانتخابات عند عشائرنا ,ولكن أتوقع أن الامر لا يعلو عن استخفاف واضح بالقدرات والفكر لدى الشباب ,وقد يقال لي كالعاده "يا بني حكمة الكبار مطلوبه " ولكن أقول بان حاضرنا والعوامل المحيطة بنا قد تجعلنا قادرين على سد ثغرة الحكمة وذلك عن طريق القانون والانظمه وتطبيقها لانها وضعت من قبل خبراء وحكماء ,ولكن أن يقال بأن على الشباب تثمين كبر السن والخبرة وكفاح الحياة عندهم لنبقى في الصفوف ما قبل الاخيره "لان الاخيرة شرعا لنساء " وكأننا في اصطفاف لاقامة صلاة لله تعالى مع أن الشرع أولى لحافظ القرآن والصالح في دينه بأن يم ومن ثم كبير السن وتاتي النساء في الصف الاخير وقبله من يصغر سنا من الرجال ,فكيف لمجتمع يدعي تطبيقه لشريعة وأن جل عاداته من القران والسنه بأن يدفن طاقة شبابه في دائرة مغلفة تدور في فلك الطاعة والاحترام لكبير السن ,وانا لا اعني تقليل الاحترام معاذ الله أو تهميش لدور آبائنا واهلينا ممن ربوا وعلموا وأحسنوا ذلك فينا , بل بالعكس هو محاولة لاظهار ثمرة كفاحهم على الواقع ,وترجمة حقيقة لثمرة الخير التي تكمن فيهم ,فنحن نرى الاسماء التقليدية تعود الى الساحه من المرشحين وحتى قوائم الوطن قفز من كان هنا وهناك ليصبح قائم فيها , والشباب عبارة عن بضع اسماء قد تسمع بها بين هذه السيمفونية الكلاسيكية لمرشحينا ,الى متى سيبقى الشباب دون فكر واضح ودون انقياد ,واذا قيل بان المشكله تكمن في ضعفنا فالمشكلة اذن في قدوتنا وفي من يقودنا ويمثلنا ,فعلى الشباب أن يحصلوا على فرصة لفهم الحياة بطريقة تمكنهم من أن يكونوا مؤهلين للاستمرار والتميز .
فعلينا كشباب طموح ومتعلم أن نؤمن بضرورة التغير وما هي الى أعذار اجتماعية هشة اقل من ان تكون تحديات لنتمكن من الحصول على موقعنا الحقيقي فالايمان بالقدرات والتمسك بالمبادىء والقيم هو اكبر سلاح لاظهار من يستحق وتقديم الخير على الشر وصناعة الافضل لمستقبلنا .