مجاعة وشيكة تنذر بتدفق سيول بشرية سورية إلى تركيا والعراق
المدينة نيوز - مع تفاقم الأوضاع الإنسانية في سوريا يوماً بعد آخر، تنشط الحركة عبر الحدود بين مناطق في غربها، وإقليم شمال العراق المتاخم.
أناس بالعشرات يهربون يومياً ويلجأون إلى مخيمات اللجوء بشمال العراق، فيما آخرون ارتأوا الاستفادة من الوضع عبر نقل كميات من الأغذية والسجائر على ظهورهم إلى الداخل السوري، وكل ذلك وسط تحذيرات من مجاعة قد تضرب السوريين اللاجئين بالمناطق الغربية غير الساخنة كما دمشق وحلب ودرعا وغيرها.
في منطقة تدعى (شلكي) وتقع على مسافة نحو 60 كم غرب مركز محافظة دهوك الحدودية العراقية مع تركيا، يشاهد كل يوم العشرات من الشبان والمراهقين وهم يحملون الأغذية والبضائع والسجائر على ظهورهم لنقلها إلى داخل سوريا سيراً على الأقدام، كما يتدفق القرويون من الجانب السوري إلى الأراضي العراقية لشراء حاجتهم من الأغذية والمحروقات.
كما تشهد المنطقة وصول المئات من اللاجئين السوريين إلى شمال العراق على شكل أفراد وأسر سيراً على الأقدام، أمام مرأى قوات "البيشمركة" الكردية "جيش شمال العراق"، التي تتساهل ولا تمنعهم.
وفي اتجاه معاكس، يقوم سوريون وعبر المنطقة نفسها بنقل مواشي وطيور الدواجن إلى العراق بهدف بيعها والاستفادة من ثمنها في تأمين احتياجات أخرى.
تلك الأنشطة البسيطة لنقل البضائع، لا تدفع بالمجاعة المقبلة قريباً جانباً، ولا حل سوى بإقامة معبر حدودي رسمي بين شمال العراق والأراضي السورية، ليتم نقل الأغذية والمحروقات بكميات تسد حاجة السكان هناك، هكذا يرى المعارض السوري الكردي المقيم في العراق، بهجت بشير.
بشير وفي لقاء مع مراسل وكالة "الأناضول" حذر "بشدة" من مخاطر حصول "مجاعة كبرى" في مناطق غرب وشمال سوريا، بسبب شح الأغذية والمحروقات، وعدم وصولها من تركيا والعراق، التي ذكر أن معابرهما الحدودية مغلقة أمام حركة تدفق البضائع إلى تلك المناطق التي شهدت نزوح أكثر من مليون نسمة من سكان المناطق الساخنة إليها.
وناشد بشير، عبر الأناضول، الحكومة التركية وحكومة إقليم شمال العراق، والحكومة العراقية، تقديم مواد الإغاثة بشكل عاجل للسكان في مناطق غرب وشمال سوريا، لأن المجاعة على الأبواب وستقع في غضون أيام قلائل" على حد قوله.
وأضاف أن "مناطق الحسكة والقامشلي والأجزاء ذات الغالبية السكانية الكردية في حلب والرقة، وبسبب الأمان النسبي فيها مقارنة بالمناطق الساخنة، شهدت تدفق أكثر من مليون سوري إليها من العرب والمسيحيين والأكراد من العاصمة دمشق وبقية المناطق الساخنة، وهو ما يؤدي إلى صعوبات جمة في حصول السكان على الأغذية والمحروقات".
وتابع قائلاً: "معلوماتنا المؤكدة تقول إن المجاعة ستقع في تلك المناطق خلال فترة أسبوعين إلى ثلاثة أسابيع، إذا لم تصل مواد الإغاثة إليها، وعندها سيهجر السكان مناطق سكناهم على شكل سيول وبالآلاف إلى أن يصلوا إلى الأراضي التركية والعراقية".
وكشف بشير أن "الصراع المسلح الدائر بين الجيش الحر والنظامي أدى إلى عدم وصول الكثير من مواد الإغاثة إلى المناطق الغربية، وأحيانًا تقع المركبات التي تنقل مثل تلك المواد في مرمى نيران الطرفين ما يمنع وصولها".
وفي ختام حديثه، أشار المعارض السوري إلى تشكيل الأحزاب المعارضة في غرب سوريا، لجنة إغاثة للتحرك على المنظمات والحكومات في أنحاء العالم لحثها على تقديم المساعدات للسكان هناك.
وكانت طائرات النظام السوري قد استهدفت مؤخراً بلدة "حلفايا" بريف حماة، عبر قصفها مخبزًا أثناء تجمع الأهالي أمامه للحصول على الخبز، الأمر الذي أسفر عن سقوط العشرات من القتلى.
في سياق متصل، أعلنت رئاسة إقليم شمال العراق الإثنين، أن معدل تدفق اللاجئين السوريين إلى الإقليم بات يزيد على 500 شخص يومياً، في حين وصل العدد الإجمالي لللاجئين إلى ما يزيد على 60 ألفاً.(الأناضول)