بشار الأسد أحاط نفسه بجيل جديد يحضه على القتال حتى النهاية

تم نشره الأربعاء 26 كانون الأوّل / ديسمبر 2012 02:52 مساءً
بشار الأسد أحاط نفسه بجيل جديد يحضه على القتال حتى النهاية

المدينة نيوز - سلطت الانتقادات التي وجهها نائب الرئيس السوري فاروق الشرع مؤخرا إلى نهج الرئيس بشار الأسد في مواجهة النزاع في بلاده، الضوء على اختلاف بين "حرس قديم" يميل إلى تسوية، ومستشارين من "جيل جديد" يحيطون بالاسد ويحبذون القتال حتى النهاية.
ويقول كريم اميل بيطار، الباحث في معهد العلاقات الدولية والاستراتيجية (ايريس) في باريس، إن السلطة في سوريا "تتركز أكثر فأكثر بين أيدي عدد قليل من الاشخاص يحيطون بالاسد، وهم معزولون بشكل متزايد عن محيطهم ويبدو انهم اختاروا الهروب إلى الامام".

وبحسب محلل فضل عدم كشف هويته، تضم هذه الحلقة اشخاصا من الطائفة العلوية التي ينتمي اليها الاسد، اضافة الى آخرين من السنة والدروز.

ويشير هذا المحلل إلى أن المحيطين بالرئيس السوري هم شقيقه العقيد ماهر الأسد (44 عاما) الذي يتولى قيادة الفرقة الرابعة في الجيش السوري المسؤولة عن حماية العاصمة، واسماء الاسد قرينة بشار، وخاله محمد مخلوف (80 عاما) ونجله رامي (43 عاما) وهما رجلا اعمال يتمتعان بسمعة سيئة، ونجله الثاني حافظ مخلوف (41 عاما)، احد قادة الاجهزة الامنية في دمشق.

وينتمي كل افراد هذه المجموعة، الى الطائفة العلوية، باستثناء أسماء السنية.

كذلك، تضم هذه الحلقة شخصيتين درزيتين هما منصور عزام (52 عاما) وزير شؤون رئاسة الجمهورية منذ 2009، والمذيعة السابقة في قناة (الجزيرة) القطرية لونا الشبل.

كما يضاف الى هؤلاء العميد العلوي حسام سكر، وهو المستشار الرئاسي للشؤون الامنية، وضابطان سنيان امضيا اعواما طويلة في اجهزة الاستخبارات: اللواء علي مملوك (66 عاما) رئيس مكتب الامن الوطني، ورئيس جهاز الامن السياسي اللواء رستم غزالة (59 عاما) الذي تولى سابقا رئاسة جهاز الامن والاستطلاع التابع للجيش السوري في لبنان قبل الانسحاب منه العام 2005.

ويقول المحلل نفسه ان هذه المجموعة "هي التي تتخذ القرارات، وبشار هو بمثابة قائد الاوركسترا، ولا يستمع الا لهؤلاء الاشخاص الذين يدينون له في شكل كبير بصعودهم" الى المناصب العليا.

ويقول بيطار انه "في الجهة الاخرى، هناك الموظفون الكبار في الدولة، وجزء من هيئة الاركان العسكرية، وهم يدركون مثلهم مثل الشرع، ان ايا من النظام او المقاتلين المعارضين غير قادر على الحسم (العسكري) في شكل كامل. لذا، يأملون بتسوية متفاوض عليها، يتفادون من خلالها ازاحتهم في حال سقوط الاسد".

وفي مقابلة قبل نحو عشرة ايام اجرتها معه في دمشق صحيفة (الاخبار) اللبنانية المقربة من سوريا وايران، قال الشرع (73 عاما) الذي شغل منصب وزير الخارجية مدة 22 عاما، ان الاسد "لا يخفي رغبته بحسم الامور عسكريا حتى تحقيق النصر النهائي"، وحينها "يصبح الحوار السياسي ممكنا على ارض الواقع".

واوضح الرجل الذي يشغل منصب نائب الرئيس منذ العام 2006، ان الاسد "يملك في يديه كل مقاليد الامور في البلاد"، دون ان يمنع ذلك وجود "آراء ووجهات نظر" داخل القيادة السورية، لكنها لم تصل الى نقطة يمكن معها "الحديث عن تيارات او عن خلافات عميقة".

وبحسب الخبراء، يضم "معسكر" الشرع، وهو سني، امرأتين. الاولى هي بثينة شعبان (59 عاما) العلوية المقربة من الرئيس الراحل حافظ الاسد الذي عينها مترجمته الخاصة، قبل ان تصبح وزيرة للمغتربين في العام 2008 ولاحقا مستشارة للرئيس.

اما الامرأة الثانية فهي نجاح العطار (79 عاما)، وهي سنية شغلت منصب وزيرة الثقافة بين العامين 1976 و2000، وعينت لاحقا (2006) نائبة لرئيس الجمهورية.

وقال وزير سوري سابق ابتعد عن النظام بعد بدء الاحتجاجات المطالبة باسقاطه منتصف آذار/ مارس 2011، ان مجموعة الشرع وشعبان والعطار "تبدو مبعدة في شكل كامل عن اتخاذ القرارات، لاقتناعها بوجوب انتهاء الحرب بلا غالب او مغلوب، ولذا يتهمهم الآخرون بضعف الشكيمة".

وكان الصحافي الذي اجرى مقابلة (الاخبار) مع الشرع كتب ان الرجل "في الحدث، ولكن ليس في دائرة صنع القرار. اتصالاته قائمة مع بعض المسؤولين في البلاد، يتواصل مع الرئيس بين الحين والآخر".

وقلل وزير الاعلام السوري عمران الزعبي الاحد من اهمية تصريحات الشرع، معتبرا ان رأيه "هو رأي من آراء 23 مليون سوري، وسوريا دولة تحكمها مؤسسات وقيادات والرأي النهائي لها".

حتى في اوساط الطائفة العلوية التي تقود البلاد منذ اربعة عقود، خرجت بعض الاختلافات الى دائرة الضوء، لا سيما جراء سقوط العديد من ابنائها في القتال.

ومن هؤلاء اللواء علي حيدر مؤسس القوات الخاصة السورية، والذي وضع في الاقامة الجبرية وارغم على التقاعد في التسعينات من القرن الماضي لانتقاده توريث السلطة في سوريا، بعد اختيار الرئيس الراحل حافظ الاسد نجله بشار كخلفه المستقبلي اثر وفاة نجله الاكبر باسل في كانون الثاني/ فبراير 1994.

وبحسب نص يتم تداوله على مواقع الكترونية عدة، انتقد هذا الضابط ارسال الشبان للموت. وقال "لو ثمة هدف واضح (للنزاع الدائر) لما كان لدي تعليق، لكن لماذا تريدون ان يموت الشباب؟".(ا ف ب)



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات