رسالة وزير الثقافة العراقي السابق أسعد الهاشمي المتهم بقتل نجلي نائب سابق إلى محاميه
المدينة نيوز - هذه رسالة مثيرة وجهها وزير الثقافة السابق الدكتور أسعد الهاشمي الى المحامي العراقي بديع عارف عزت، علماً أن الهاشمي محكوم عليه غيابياً بالاعدام بتهمة الارهاب واغتيال ولدَيْ النائب مثال الآلوسي، والرسالة هي الأولى من نوعها وتتضمن تفاصيل لم تنشر من قبل، حيث إنها تلقي الضوء على مسيرة وتصرفات عناصر في القضاء والأمن من الفاسدين والمرتشين والمتفننين في انتزاع الاعترافات بالتعذيب، لسنا في معرض الدفاع عن الدكتور أسعد الهاشمي، رغم يقيننا ببراءته من تهمة اغتيال المرحومين ولدي مثال الآلوسي، الا أنها تكشف الواقع المزري الذي وصل اليه القضاء العراقي وأجهزة الامن والتحقيق من حيث خضوعها للتأثيرات السياسية والحزبية وكذلك ممارسات التعذيب والرشوة المتفشية فيها.
وفيما يلي نص الرسالة
بسم الله الرحمن الرحيم
الاستاذ المحامي» بديع عارف عزت المحترم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بادئ ذي بدء أود ان اقدم شكري وامتناني لمواقفكم الوطنية والمهنية الصادقة وان يجعل الله الحق على لسانكم دائماً
الاستاذ المحترم
أرسل لكم ملخصاً عني وما وقع عليَّ من حيف وظلم وأترك لكم تقدير ما يمكن فعله
الاسم أسعد كمال محمد الهاشمي.
تاريخ الميلاد 13ــ2ــ1966 بغداد والاصول من الموصل.
الشهادات الجامعية
بكالوريوس في التخطيط والتنمية الاقتصادية جامعة بغداد.
بكالوريوس في الفقه الاسلامي جامعة بغداد.
ماجستير في الاقتصاد الاسلامي جامعة بغداد.
دكتوراه في فلسفة الشريعة جامعة بغداد.
المهنة استاذ مساعد في كلية العلوم الاسلامية جامعة بغداد ومكلف الخطابة في جامع فدائي الاسلام علي ابن ابي طالب في بغداد حي حطين لمدة ستة اشهر.
المؤلفات
يوسف عليه السلام مخططا اقتصادياً
الاسلام والعولمة الاقتصادية.
فقه الحسن رضي الله عنه عند الشدائد والفتن.
حوار الحضارات في المنظور الشرعي.
مارست مهنة التدريس كأستاذ في جامعة بغداد لسنين طوال ولم يتعرض لي احد ولم اتهم بشيء وما أن كُلّفت بحقيبة وزارة الثقافة ويشهد الله أني لم أكن راغباً بهذا المنصب، حتى اني قدمت استقالتي في اول اسبوع، وبعد ضغط من الاحبة، سحبت الاستقالة.
فيما أن اعلن عن اسمي كوزير حتى بدأت مواقع طائفية سياسية تشن حملة على كلّ من نُصب في هذه الحكومة، ومن ضمنهم العبد الفقير حيث وجهت اليَّ تهمة التسبب بقتل كل من توفي في المنطقة التي كنت اسكنها حي حطين حتى قبل احتلال بغداد ومن الطرائف انهم لم ينتبهوا الى أن أحد الاسماء الذي وجهت لي تهمة قتله هو عمي حميد رشيد الذي توفي قبل احتلال بغداد على فراشه وعمره ثمانون عاما وهو من الناس الصالحين او كما يقال في اللهجة العراقية من أهل الله .
وعندما بدأت مواقفي الثابتة في الوزارة امام من يظنون ان هذه الوزارة هي ملك لهم، ومن ضمنهم الوكيل الاقدم ………………. والذي سَحبتُ صلاحياته لانه صاحب شهادة مزوَّرة ويسرق الوزارة باسم صرفيات المأدبات الحسينية، ورفضت طلب رئيس الوزراء باعادته، واتضح انه تابع الى المجلس الاعلى وأعتقد أنه يستغل مثل هذه الصفة لأغراضه الخاصة عندها بدأ الاعداء يكيدون لي، واستخدموا الاستاذ مثال الالوسي كورقة ضغط عندها بدا يلوّح في وسائل الاعلام بأني من تسبب في مقتل ولديه، فذهبت انا والاستاذ ظافر العاني والأستاذ محمود المشهداني وتناولنا عنده طعام العشاء وكان استقباله حاراً وقمت بافهامه حقيقة ما يُكاد بنا وما يخطط لنا جميعاً وكان متفهما مقتنعاً بطروحاتي وببراءتي لما نسب اليَّ . ولكن عندما رفضت اعادة وكيل الوزارة، صاحب الشهادة المزورة بدأت عملية تنفيذ الخطة المبيتة ضدنا فأخذوا اثنين من عوام الناس أحدهم يعمل نجاراً والاخر بائعاً للاحذية، وبعد تنفيذ اشدّ واقبح انواع التعذيب ضدهما تم اجبارهما على التوقيع على اعتراف بانهما من نفذ عملية اغتيال ولدي الأستاذ مثال رحمهما الله ؛ واني والدكتور عدنان الدليمي وولده منقذ من خططنا لذلك هكذا لفقت التهمة ضدنا.. وما أن سمعت بذلك فذهبت بنفسي وهناك شهود على ذلك ذهبت الى السيد نوري المالكي فقلت له انا بين يديك فاذا كنت تعتقد أني من قام بارتكاب هذه الجريمة، فاقبض عليَّ، فكان جوابه متعجباً انا لا ارضى بمثل هذه المهازل، اذهب لبيتك ولن يتعرّض لك احد . ، فذهبت فعلاً الى داري واذا بي افاجأ بهجوم مسلح ليلاً على بيتي من قبل رجال الامن المسلحين، مما جعلني أعتقد أني مستهدف بشكل شخصي، وان براءتي لن تقدم ولن تؤخر، وان هناك مؤامرة متعمدة لتصفيتي أو تسقيطي. والغريب أني سافرت خارج البلد دون أن يتعرّض لي أحد، وفوجئت بتسهيلات قدمت لي على الحدود أثناء خروجي من العراق بشكل رسمي وكأنَّ الامور مخطط ومعد لها مسبقاً، فالهدف من التهمة والله اعلم هو ابعادي عن العراق، وتسقيطي سياسياً وتصفيتي.
وبعد ايام وانا في سوريا أتصل بي مدير مكتب ……… واخبرنا بأن آمر حفظ النظام يود اللقاء بكم فأرسلت مدير مكتبي فالتقى بآمر حفظ النظام ………. ومدير مكتبه …………. في سوريا، واذا بهم يخبرونه بأنهم هم من رتبوا التهمة لـ أسعد الهاشمي ، وأنني اذا اعطيتهم مئة وستون الف دولار فسيسحبون كل الاعترافات التي لفقت لي، واخبروه بانهم يعلمون بان اسعد الهاشمي بريء، ولكن الظروف اجبرتنا على تلفيق التهمة له.
فرفضت عرضهم وعادوا وقللوا المبلغ الى مئة وعشرون الف دولار ورفضت عرضهم، قائلا اذا كان هناك قضاء عادل فسيبرئني حتماً ، وفوجئت بعدها بمحكمة تعقد وتوجه الى بعض الشباب تهمة القتل، هم ومجموعة من الاسماء التي ذكرت، علماً أن أغلبهم خرجوا براءة فقد كانت المحاكمة عبارة عن مهزلة واستهانة بكل تاريخ القضاء العراقي حيث حكم على الشباب بالاعدام وبعدها حكم علي بالاعدام غيابياً. وبعد ثبوت آثار التعذيب الوحشي على الشباب اعادت محكمة التمييز القضية للتاكد من وجود التعذيب، واثبت الطب العدلي حصول التعذيب، ثم تعود القضية لتحال لنفس القاضي الذي حكمهم اولا بالاعدام، ليثبت حكم الاعدام مرة اخرى بحقهم، متجاهلا قرار الطب العدلي مستشهداً بما جاء في موقع براثا الطائفي ليثبت الحكم عليهم . والآن محكمة التمييز نقضت الحكم من جديد . مع ملاحظة مهمة أن هناك أكثر من قضية وأكثر من متهم في مقتل الشهيدين ولدي الأستاذ مثال الآلوسي ؟؟.
الاستاذ عارف المحترم
هذا ملخص لكل ملابسات القضية، يبقى أن أعلمكم ان الاستاذ مثال الآلوسي كان يردد بأن اسعد الهاشمي كان يدعو الى قتل الشرطة والجيش، علما اننا في نهاية عام 2003 عقدنا اجتماعاً برئاسة رئيس مجلس علماء العراق الشيخ الشهيد عبدالجليل الفهداوي خال اولادي والذي قتل من قبل جهة مجهولة أمام بيته في العامرية، وكان يحضر الاجتماع كبار العلماء واساتذة من جامعة بغداد ومن ضمنهم أنا، وأعددنا فتوى بضرورة دخول الناس في الشرطة والجيش، وعلى أثرها تم تهديدنا من قبل القاعدة ، فتركت منزلي وانتقلت الى مكان آخر… فهل يعقل أني من يدعو لقتل الجيش والشرطة، وأنا من شاركت في الفتوى بضرورة دخول الناس في الجيش والشرطة، وموجودة نسخة الفتوى الى الآن في ديوان الوقف السني ويقال نسخة منها في مكتب السيد ابراهيم الجعفري . وأوكد لك مرة أخرى ان أدين قتل أي مواطن كان بغض النظر عن جنسه ودينه وأعتبرها جريمة كبرى، سيحاسبه الله عليها في الدنيا والآخرة. وأن كل من فكر وخطط وساهم في قتل أولاد الأستاذ مثال الألوسي فهو قتل أبرياء مظلومين لا ذنب لهم وسيحاسبه الله عليها في الدنيا والآخرة، واني بريء من هذه التهمة الدنيئة ولقد أوكلت أمري لله. اخيرا اقول اذا احببتم ان توكلوا بالدفاع عن الشباب وعنا وهو دفاع عن الحق دفاع عن شرف القضاء العراقي الذي يراد له ان يدنس مع دعائي لكم بالحفظ والموفقية وان يجعل الله الحق على لسانكم دائماً… واخيرا تقبلوا منا فائق الشكر والتقدير والامتنان. " الزمان "