ما لا تعرفه عن " جبهة النصرة "
المدينة نيوز - في تقرير من قلب سوريا أجرت مجلة التايم الأميركية مقابلة مع مسؤول في أحد فصائل المعارضة السورية الأخطر؛ "جبهة النصرة" وجاء في التقرير الذي ننقله إليكم .
المعلومات عن هذه المجموعة المحافظة دينيًا قليلة،. وانضباط جبهة النصرة وقوة مقاتليها جعلها محط إعجاب ومصدر جذب للمقاتلين، حتى العلمانيين منهم، بسبب الجرأة في هجماتها، فسعى الكثير من الشباب للانضمام إلى صفوفها.
أبو عدنان، عالم الدين والشريعة وأحد مسؤولي جبهة النصرة في مدينة حلب، يسخر من تسمية الولايات المتحدة للمجموعة بالمنظمة الإرهابية، "نعرف الغرب وأساليبه القمعية، واعتدنا بطش مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، وأكاذيب المجتمع الدولي، ووضع جبهة النصرة على لائحة الإرهاب ليس مفاجئًا ولا يعني شيئًا بالنسبة إلينا , لا تختلف إيديولوجيا جبهة النصرة عن غيرها من الجماعات الإسلامية في سوريا، مثل أحرار الشام ولواء التوحيد. يقول أبو عدنان: "غالبية المجموعات المقاتلة من المسلمين السنة، ولذلك فلا فرق بيننا، باستثناء نقطة وحيدة وهي أن جبهة النصرة تستقبل نوعًا معينًا من المقاتلين في صفوفها، وتهتم بالنوعية وليس بالعدد".
يضيف: "مثلًا نحن لا نقبل بالرجال المدخنين، ويخضع المقاتل لعشرة أيام من التعليم الديني للتأكد من فهمه للدين والأخلاق والتحقق من سمعته الطيبة، يليها 15 إلى 20 يومًا من التدريب العسكري المكثف"
ورأت تايم أن الولايات المتحدة جعلت من جبهة النصر عدوا علنيًا ما أدى إلى مفعول عكسي، إذ زادت شهرة المجموعة وجاذبيتها لكثير من الذين يشككون في نوايا الولايات المتحدة تجاه بلادهم.
من المعروف أن الحرب تفرض شراكات غريبة، لكن واشنطن أعلنت بوضوح أن هذه المجموعة أكثر خطورة من أن تتعامل معها. والمشكلة هي أن كثرًا في المعارضة السورية يعتقدون خلاف ذلك.
يقول زعيم المجموعة في حلب: "أميركا وصفتنا بالإرهابيين لأنها تقول إن بعض تكتيكاتنا يحمل بصمات تنظيم القاعدة في العراق، مثل القنابل والسيارات المزودة بالمتفجرات. لكننا لسنا مثل تنظيم القاعدة في العراق، نحن لسنا منهم".
وقامت التظاهرات الشعبية في سوريا يوم 14 كانون الأول (ديسمبر) الجاري تحت شعار "الإرهاب الوحيد في سوريا هو إرهاب الأسد"، فيما أعلنت عشرات من الجماعات المقاتلة على الملأ شعار "كلنا جبهة النصرة"، حتى أن قيادة المعارضة السياسية في المنفى أدانت التسمية الإرهابية.
أبو عدنان، مثله مثل عدد من المعارضين، يعتقد أن التسمية تكشف أن واشنطن ليست جادة بشأن إزالة الأسد. يقول: "أميركا تريد أن تقدم للنظام استراحة وفسحة من الوقت وفرصة للبقاء في السلطة طالما ما زال قادرًا على ذلك".
يتساءل: "كان النظام السوري يمارس الإرهاب لمدة عامين وأميركا لم تفعل شيئًا، فلماذا تحركت بسرعة ضد قوة مقاتلة على الأرض في سوريا، ووصفتها بأنها ارهابية؟ هل نسيت ما يفعله النظام؟"
يرى أبو عدنان أن الأقليات ليس لديها ما تخشاه من الدولة الإسلامية، "فالنبي، صلى الله عليه وسلم، كان أحد جيرانه من اليهود، من لم يَظلُم أو يشارك في إيذاء الشعب سيتمتع بكل حقوقه، على أن يؤدي واجباته أيضًا، لكن أولئك الذين تلطخت أيديهم بالدماء، سواء أكانوا من الأقليات أم لا، فلن نرحمهم".
ودافع أبو عدنان عن أشرطة الفيديو الأخيرة التي يظهر فيها أعضاء من جبهة النصرة يطلقون النار على موالين للنظام لا يحملون أي سلاح، فيقول:. وصفونا بالإرهابيين، لكن يبدو أنهم نسوا أن هناك نظامًا بأكمله روع الناس طوال 40 عامًا".
( وكالات )