الأمين العام لاتحاد الجامعات العربية يحذر من استمرار هجرة الكفاءات العلمية والفنية

المدينة نيوز - حذر الامين العام لاتحاد الجامعات العربية الاستاذ الدكتور سلطان ابو عرابي من استمرار هجرة الكفاءات العلمية والخبرات الفنية المعول عليها في التخطيط للتنمية وإجراء البحوث العلمية والعمل على تطبيق نتائجها من الاردن والوطن العربي الى الخارج.

واشار خلال ندوة نظمتها الجمعية الاردنية للبحث العلمي مساء الخميس حول واقع البحث العلمي والتعليم العالي في الوطن العربي وادارها رئيس الجمعية الدكتور انور البطيخي ان هناك أكثر من 35 بالمائة من مجموع الكفاءات العربية في مختلف الميادين تعيش في بلاد المهجر مبينا انه وبحسب دراسة صادرة عن إدارة السياسات السكانية والهجرة في الجامعة العربية: فإن وقف الهجرة واسعة النطاق لرأس المال البشري من شأنه أن يوفر على الدول العربية المصدرة للكفاءات مليارات الدولارات.

وعزا هذه الظاهرة الى العديد من الاسباب ابرزها التوجه نحو التطور التقني والطلب المتزايد على الخبرات البشرية المؤهلة تأهيلا عاليا ً وتأخر الدول النامية عن مواكبة التطور والركب الحضاري ورغبة الكفاءات العلمية في التحرر من القيود والإجراءات المكبلة لحركتها في اكتساب المهارات والخبرات العلمية وانخفاض مستوى المعيشة في معظم الدول العربية بالنظر إلى مستوى الدخل الفردي وخاصة لدى الفئات العلمية والثقافية و وجود إغراءات مادية لدى الكفاءات العلمية والبحثية لا تتوفر في أوطانها وغيرها.

ودعا الى اهمية إيجاد فرص العمل اللائقة نفسياً واجتماعياً ومادياً لهذه العقول والكفاءات من خلال إنشاء مراكز البحث العلمي ومؤسسات التأطير التعليمي والتفكير ببرمجة استراتيجية لاسترجاع العقول المهاجرة تدريجياً وإعادة النظر في البرامج والخطط التربوية والتعليمية بشكل مضمون للخروج من محنة التعليم والدراسات العليا بما يتواءم مع متطلبات المرحلة والعمل على إعادة واسترجاع وتشكيل روح المواطنة وربط الفرد العربي بأرضه ومصير بلاده مما يرفع همم هذه الأدمغة للبذل والعطاء الفاعل و إنشاء شبكات اتصال قوية مع العلماء والمستثمرين في الخارج، الأمر الذي من شأنه أن يثبت لأكبر عدد من المغتربين أن هناك فرص مجزية كثيرة داخل بلدانهم الأصلية.

وقال ان هناك تدنيا في نسبة الانفاق على البحث العلمي في العالم العربي مشيرا الى ان نسبة الانفاق على البحث العلمي في العالم العربي حسب دراسات اعدت في هذا الاطار تبلغ 2 بالعشرة بالمائة من نسبة الانفاق العالمي في حين تنفق اسرائيل وحدها 7 بالعشرة بالمائة على البحث العلمي اي اربعة اضعاف العالم العربي تقريبا لدولة لا يصل عدد سكانها 2 بالمائة من العالم العربي وزاد انفاق الصين الى حوالي 9 بالمائة متجاوزا لأول مرة المانيا وبريطانيا في هذا الاطار بينما تنفق الولايات المتحدة الاميركية 35 بالمائة من الانفاق العالمي.

وقال ان احدى الدراسات تشير الى أن ما ينشر سنوياً من البحوث في الوطن العربي لا يتعدى 15 ألف بحث سنويا ولما كان عدد أعضاء هيئة التدريس نحو 55 الفاً فإن معدل الإنتاجية منخفض جدا في هذا الاطار علماً بأن الحد الأدنى لمعدل الإنتاجية المطلوب من الباحثين هو 2 بحث لكل باحث في كل سنة ويندر ان يتجاوز النشاط البحثي الفعلي لعضو هيئة التدريس، في الجامعات الخاصة وأغلب الجامعات الحكومية، بين 5 الى بالمائة من مهامه الأكاديمية، بينما يمثل 35 الى 50 بالمائة من تلك المهام في الجامعات الاوروبية والاميركية.

وفيما يتعلق بنسبة البحوث العلمية المنشورة دوليا، تصل الحصة العربية إلى 5ر0 بالمائة مقارنة ب 34بالمائة لدول الوحدة الأوروبية و31 بالمائة للولايات المتحدة.

وقال ان هذا الوضع لا يبشر بالخير بالنسبة إلى مستقبل الوطن العربي. فبالإضافة إلى ضعف إنتاجية الباحثين العرب فإن معظم البحوث العربية المنشورة هي بحوث غير علمية وغير تطبيقية تعتمد الملاحظة المباشرة والتجربة، أو بشكل أساسي هي بحوث إنسانية اجتماعية. وقسم كبير من البحوث العربية المنشورة، باستثناء بحوث العلوم الإنسانية، تنشر بالاشتراك مع باحثين أجانب." وتضمنت الندوة العديد من المداخلات التي ركزت في مجملها على اهمية دعم البحث العلمي وتوفير البيئة المناسبة للباحثين العرب لأجراء بحوثهم.(بترا)