قال جارنا . . في القائمة الوطنية!!
لم يكن في حساباتي اليومية، ولا في منعطفات حياتي الفكرية، أن تحرمني الحكومة ومستشاروها من احتساء القهوة الصباحية في حديقة جارنا الذي غادر عالم السياسة منذ زمن بعيد، باحثا عن لقمة العيش اليومية، التي يجد صعوبة في إيصالها لفلذة أكباده ومنارة حياته.
ولأن الحكومات تؤمن بمبدأ العدالة، والأنصاف بين فئات الشعب، وأن معشر النواب ليس حكراً على الأغنياء، وتجار المال، والجاه، قدمت القوائم الوطنية لكل مواطناً باحثاً عن الشهرة، والعمل، وربما التكسب، وفتحت أبواب "سمسم" المغلقة طواعية في وجه عامة الشعب، لالتحاق بالقوائم العامة، بدون معايير ضابطة، يتم من خلالها إفراز مرشحون أقوياء يستطيعون أن يصلحوا الاعوجاج التي ترتب علينا من المجالس السابقة.
إذن جارنا طلب مني الصوت الانتخابي لكتلته المبعثرة أوراقها، التي لا يوجد فيها ذوق سياسي، ولا ريشة صحفي، ولا لمسة اقتصادي، ولا عالم فلكي. ولا حنكة فلسفي، ولا حتى فنان شعبي، لعل كشّاف الخبراء عند صانعي القرار السياسي، يضمه إلى المشروع الإصلاحي القادم، ويخطف إحدى البطاقات الوزارية الغير سيادية.
لم تعد مثل هذه القوائم العامة التي تمترس حولها جاري، وغيره من الطيبين الذين التحقوا بها طمعاً في دخول عالم النجومية ولو كان خاسر الرهان تمثل توجهات وطن مقبل على برامج إصلاحية تتغير من خلالها المعادلات الوطنية، وربما تطمس رؤوس الفساد إلى غياهب الجب السفلى، و تقود الوطن إلى شاطئ الأمان.
وفي النهاية لا أريد أن يفقد أبناء حيي جارا آخر يلتحق بقافلة القوائم الوطنية المترامية الأطراف، نحرم من خلالها الجلسات العائلية، والقهوة العربية التي تسود أبناء الحي، وبخاصة إننا في منتصف فصل ملتهب انتخابياً، وعاصف عربياً.