جوبا تتهم الخرطوم بقصف أراضيها عشية قمة البشير وسلفاكير
المدينة نيوز - اتهمت جوبا مساء الخميس الجيش السوداني بقصف أراضيها وذلك عشية قمة مرتقبة بين الرئيس السوداني عمر البشير ونظيره الجنوبي سلفاكير ميارديت بأديس أبابا بدعوة من رئيس الوزراء الإثيوبي هايلي ماريام.
وقال الناطق الرسمي باسم حكومة جنوب السودان برنابا بنجامين إن "طائرة انتنوف تتبع الجيش السوداني قصفت منطقة (راجا) بولاية غرب بحر الغزال المتاخمة للحدود الشمالية".
وأضاف بنجامين أن "القصف أدى إلى مقتل وجرح مدنيين لم يتم حصر عددهم بعد"، مشيرًا إلى أن حكومته "تقدمت بشكوى رسمية لمجلس الأمن الدولي ضد الخرطوم".
وعن القمة المقرر لها غدًا الجمعة قال بنجامين إن "القصف لن يفضي إلى تأجيلها وإنها ستعقد في موعدها لحسم القضايا الخلافية مع الخرطوم باعتبار أنها ضرورية لاستدامة السلام بين البلدين وتنفيذ بروتوكول التعاون الموقع بينهما".
ولم يتسن الحصول على تعليق فوري من السلطات السودانية حول اتهامات الناطق الرسمي باسم حكومة جنوب السودان.
وزار رئيس الوزراء الإثيوبي كل من جوبا والخرطوم الأسبوع الماضي لحث الرئيسين البشير وسلفاكير ميارديت على تسوية خلافاتهما وتنفيذ برتوكول التعاون الذي وقعاه في أديس ابابا في 27 سبتمبر/أيلول الماضي ولم يدخل حيز التنفيذ حتى الآن.
ويشمل البروتوكول تسع اتفاقيات أبرزها وقف العدائيات وإنشاء منطقة آمنة منزوعة السلاح بعمق عشرة كيلو مترات في حدود كل من البلدين للحيلولة دون دعم أي طرف للمتمردين على الطرف الآخر وتصدير الجنوب لنفطه عبر أراضي الشمال.
ولكن الطرفين اختلفا حول كيفية إنفاذ الاتفاق الأمني الذي تشترط الخرطوم الالتزام ببنوده قبل تنفيذ بقية الاتفاقيات الأخرى وعلى رأسها اتفاقية النفط التي تحتاجها جوبا بشدة لإنقاذ اقتصادها.
وقال الناطق الرسمي باسم حزب المؤتمر الوطني الحاكم في السودان بدر الدين أحمد إن الحكومة السودانية جادة في تنفيذ برتوكول التعاون لكن على جوبا أن تلتزم ببنود الاتفاق الأمني وتكف عن دعم متمردي الحركة الشعبية قطاع الشمال وهم مقاتلين يحاربون الجيش السوداني في ولايتين متاخمتين للجنوب الذي انحازوا إليه في حربه الأهلية ضد الشمال ما بين عامي 1983 – 2005 رغم انتمائهم جغرافيًا للشمال.
لكن جوبا دائما ما تقول أنها قطعت صلتها التنظيمية بالحركة الشعبية بالشمال منذ انفصال الجنوب في يوليو/ تموز 2011 ولا تقدم لهم أي شكل من أشكال الدعم.
وتصف جوبا مطالبة الخرطوم لها بنزع سلاح مقاتلي قطاع الشمال بأنه مستحيل باعتبار أنها لا تستطيع أن تتدخل عسكريا في دولة أخرى.
ومن جانبه قال عميد كلية العلوم السياسية بجامعة الزعيم الأزهري السودانية آدم محمد أحمد أن الراجح هو فشل القمة لبعد المسافة بين الطرفين حيث تضع الخرطوم نزع سلاح قطاع الشمال كأولوية بينما تضع جوبا استئناف تصدير النفط كأولوية لإنقاذ اقتصادها.
ووصف آدم مطالبة الخرطوم لجوبا بنزع سلاح متمردي قطاع الشمال بأنها مطالبة غير عملية باعتبار أن جيش جنوب السودان ليس له القدرة العسكرية على نزع سلاح مقاتلي قطاع الشمال وتساءل: (الجيش السوداني أقوى من جيش الجنوب بمراحل ومع ذلك فشل في نزع سلاح المتمردين وهزيمتهم فكيف ينجز جيش الجنوب المهمة).
وأضاف أحمد أن الأفضل للخرطوم هو استئناف تصدير نفط الجنوب حتى يكون ارتباط الدولتين مبني على المصالح وبالتالي التمهيد للاستقرار.
ونبه إلى أن استئناف تصدير نفط الجنوب يحسن الأوضاع الاقتصادية بالشمال بالنظر إلى رسوم نقل وتكرير وتصدير النفط التي سيحصل عليها وتابع: يجب على الخرطوم أن تفهم أن ربط اقتصاد الجنوب بالشمال في مصلحتها ويمثل لها كرت ضغط قوي في المستقبل.
وعن مخاوف الخرطوم من أن تستثمر جوبا عائدات النفط لدعم المتمردين قال أحمد إن المتمردين ليس عصيا عليهم الحصول على دعم من جهات أجنبية أخرى وأن على الخرطوم أن تكتفي بضمان عدم دعم جوبا للمتمردين عبر آلية الرقابة المتفق عليها والتي ستتشكل من قوات من الطرفين لمراقبة الحدود.
وأوضح أحمد أن كل المؤشرات تدل على أن المسافة بعيدة بين الطرفين وأن القمة ستكون أقرب للمجاملة التي يتم استثمارها إعلاميًا دون نتائج على الأرض. ( الاناضول )