الأسد "يفخّخ" النازحين بشبيحة مسلحين

تم نشره الجمعة 04 كانون الثّاني / يناير 2013 10:29 مساءً
الأسد "يفخّخ" النازحين بشبيحة مسلحين
الصورة من وكالة الاناضول

المدينة نيوز - يبدو أن النظام السوري الذي يدمّر سوريا فوق رؤوس أهلها والذي لم يوفّر شخصية مثل ميشال سماحة لاستخدامها في مخططاته الإرهابية تجاه لبنان، لم يوفّر الآن مأساة النازحين الهاربين من بطشه وإجرامه لاستخدامها وسيلة لتمرير مخططات إرهابية وإجرامية جديدة في لبنان.

وفي الوقت الذي كان وزراء حكومة "حزب الله" يشتبكون مع بعضهم في جلسة الأمس بسبب قضية النازحين، وبسبب تطاول السفير الأسدي في بيروت علي عبد الكريم علي على لبنان ومؤسساته الرسمية وشخصياته الوطنية، كانت "المستقبل" تطلع على تقرير أمني خطير مفاده أن "النظام السوري أرسل مجموعات مسلحة إلى لبنان تحت شعار النازحين لتنفيذ مهام لم تعرف طبيعتها، وهي انتشرت خلال الأيام الماضية في مناطق لبنانية عدّة في خيم ومقار انتشر فيها النازحون".
ويضيف التقرير أن "هذه المجموعات المسلحة المؤيدة للنظام السوري، وصلت إلى لبنان خلال هذا الأسبوع وتوّزعت في مناطق لبنانية عديدة عرف منها البقاع والشمال وكسروان وجبيل والبترون".وتزامنت هذه المعطيات مع حملة سياسية أطلقها رئيس تكتل "التغيير والإصلاح" النائب ميشال عون والسفير السوري في لبنان، ومع حملة "استباقية" بدأها وزير الدفاع فايز غصن الذي أعلن في تصريح أمس أن "هذا الواقع (تزايد عدد النازحين) قد يشرّع نوافذ أمنية يتسلّل منها بعض المسلحين والإرهابيين للدخول إلى لبنان والقيام بمحاولات للعبث بأمنه واستقراره".
كما ترافقت هذه المعطيات مع استدعاء رئيس المجلس السياسي للحزب "العربي الديموقراطي" رفعت عيد إلى سوريا اول من أمس، حيث التقى حسب مصادر واسعة الاطلاع بالعميد حافظ مخلوف.
وتساءلت أوساط سياسية عن أسباب وخلفيات هذا "الانتشار" تحت ستار النازحين، وعما إذا كان المقصود افتعال حوادث ذات طابع أمني لتبرير المطالب المرفوعة من قبل بعض قوى "8 آذار" إقفال الحدود في وجه هؤلاء، خصوصاً وأن عون تحدّث أكثر من مرة في الآونة الأخيرة عن وجود جماعات سلفية وإرهابية بين النازحين، محذّراً مما يمكن أن يفعلوه في منطقة الشمال تحديداً.
وذكّرت الأوساط نفسها بالحملة التي قادها في مطلع العام الماضي الوزير السابق ميشال سماحة في شأن "القاعدة" وبعض الجماعات الإرهابية الأصولية والتي واكبه فيها وزير الدفاع آنذاك، والذي أصرّ على وجود تلك "القاعدة" في عرسال، قبل أن يتبيّن بالجرم المشهود والاعتراف الموثّق بالصوت والصورة أن الحملة كانت مقدمة تحضيرية للمخطط الإرهابي الذي كلّف سماحة بتنفيذه من قبل الضابط السوري اللواء علي المملوك وقيادته السياسية، أي بشار الأسد شخصياً.
وفي رأي تلك الأوساط، فإن ما يجري حالياً تحت ستار النازحين، إنما المقصود به ضرب تلك الحالة الإنسانية ومنع لبنان من احتضانها ومساعدتها وإغاثتها وفق قدراته، كما بتفجير الوضع في الإجمال، تبعاً لهدف الأسد باستدراج الفتنة التي لم يستطع تفجيرها بواسطة مخطط سماحة-المملوك.
ولفتت الأوساط إلى أن وزير االطاقة العوني جبران باسيل، كان حذّر بالأمس وقبل جلسة مجلس الوزراء من أن قضية النازحين قد تفجّر لبنان بأكمله، "وتطيّر قانون الانتخابات والبلد كلّه".
الأوساط نفسها دعت رئيس الجمهورية والقيادات العسكرية والأمنية المعنية إلى إيلاء هذه القضية ما تستحقه من اهتمام مركّز ومتابعة دؤوبة، خصوصاً وأن المعلومات والمعطيات المتوفرة تبدو كافية للتحرّك وإجهاض المخطط الجديد للطاغية الدمشقي ضد لبنان واللبنانيين والنازحين الهاربين من بطشه وإجرامه.
مجلس الوزراء
وعقد مجلس الوزراء أمس في بعبدا جلسة "ماراتونية" استمرت زهاء ست ساعات، علمت "المستقبل" أنها لم تقتصر على موضوع النازحين السوريين، إنما تطرّقت ايضاً إلى الوضع الأمني وموضوع "الداتا" من جديد.
واستناداً لمصدر وزاري، فإن مجلس الوزراء وافق على الخطة الحكومية لمعالجة أزمة النازحين السوريين إلى لبنان، فيما تحفّظ الوزراء "العونيون" ومعهم الوزير نقولا فتوش عليها.
وأثار وزراء تكتل "التغيير والإصلاح" ملاحظات خلال النقاش تتعلق بالخشية من أن يتزايد عدد النازحين السوريين والفلسطينيين ليصل إلى مليون شخص إذا استمرت الأزمة وعبّروا عن "مخاوف من أن يبقى قسم منهم في لبنان في حالتي سقوط نظام الأسد أو عدمه" وحول كيفية معالجة هذه المشكلة خصوصاً "في غياب أي إحصاء رسمي لعددهم".
وأكّد المصدر الوزاري لـ "المستقبل" أن وزراء "التغيير والإصلاح" وافقوا على الخطة الحكومية "لكنهم تحفّظوا على صياغة بعض المفردات التي وردت فيها".
كتلة "المستقبل"
وكانت كتلة "المستقبل" النيابية أصدرت عقب اجتماعها الاسبوعي الدوري في بيت الوسط برئاسة الرئيس فؤاد السنيورة بياناً ربطت خلاله العودة إلى طاولة الحوار باستقالة الحكومة الحالية، معربة عن تقديرها "عالياً جهود ونوايا ودور رئيس الجمهورية ميشال سليمان على راس الدولة اللبنانية، وتمسكها بالحوار اسلوباً ونهجاً على ان يكون حواراً مسؤولاً يحترم ما تم الاتفاق عليه سابقاً ويبادر إلى البدء بتنفيذ ما اتفق عليه، ويحترم عقول اللبنانيين وتطلعاتهم إلى دولة عصرية قادرة وعادلة".
واعتبرت "أن سياسة الانكار والارضاء التي اتبعتها الحكومة اوصلت الاوضاع في البلاد الى ما أصبحت عليه، والحل الاكثر واقعية يكون، من جهة أولى، قيام الحكومة بتنظيم مؤتمر اقليمي دولي للمنظمات والدول المانحة لدعم خطة حكومية لبنانية من اجل اغاثة النازحين السوريين ومساعدتهم على تخطي ما يعانونه. ومن جهة ثانية، العمل على تحقيق انضباط صحيح لوجودهم في لبنان بشكل سليم وإنساني وذلك في تجمعات قريبة من الحدود اللبنانية السورية ولاسيما في ظل احتمال زيادة اعدادهم في المستقبل وسط ابتعاد افق الحل واستمرار تصاعد الصراع".
كما استنكرت "التصاريح والمذكرات الصادرة عن السفير السوري في بيروت لما فيها من تجاوز للأصول الدبلوماسية واعتداء على السيادة اللبنانية، وتستغرب الموقف غير المقبول لوزير الخارجية اللبنانية والصمت شبه الكامل لرئيس الحكومة تجاه هذه التجاوزات المرفوضة والتي أقل ما يمكن أن يقال فيها إنها تسترجع عهد الوصاية".
وأكّدت أنها "تتطلع بامل وايجابية لاجتماعات اللجنة النيابية الفرعية للتواصل، المنبثقة عن اللجان المشتركة، والتي ستعقد اجتماعاتها ابتداءً من الاسبوع المقبل في ساحة النجمة لمناقشة قانون الانتخاب الجديد، بعد ان تم توفير شروط السلامة الامنية بالحد الادنى لكي يتمكن النواب المهددة حياتهم بخطر الاغتيال والتصفية من الاجتماع والتحرك. والكتلة في هذا المجال منفتحة على التوصل الى قانون انتخاب يراعي هواجس جميع الشركاء في الوطن ويحافظ على عدالة التمثيل وشموليته وحرية الاختيار ومبدأ العيش الواحد والمشترك بين اللبنانيين وذلك بعيداً عن منطق سيطرة السلاح والمسلحين وأصحاب القمصان السود".
صقر
وفي رد على دعوة الأمين العام لـ "حزب الله" السيد حسن نصرالله للحكومة اللبنانية القيام بمفاوضات مباشرة مع الخاطفين والاتصال "بالدول الإقليمية الفاعلة" التي بمكنها أن تؤثر على خاطفي اللبنانيين في سوريا، قال النائب عقاب صقر " بكل تأكيد إن دور السعودية وقطر محدود أو غير مؤثر في قضية المخطوفين اللبنانيين، في حين ان للجانب التركي تأثيراً محدوداً في القضية وغير حاسم خاصة وان خاطف اللبنانيين يمتلك اجندة ورؤية خاصة لا يشاطره فيها احد لا في الداخل السوري ولا على مستوى الدول وهو ليس له دعم اقليمي حتى يكون هناك من يؤثر عليه".
وأضاف صقر في حديث لقناة "العربية" أمس " لكن اعتقد انه كان يجب على السيد نصرالله أن يتنبه إلى أن هناك دولة اساسية لها قدرة على إخراج اللبنانيين وهو النظام السوري الذي حاول 3 مرات قتل اللبنانيين من خلال استهدافهم بقصف مدفعي وفي المرة الثانية قصف منطقة البساتين التي وصل اليها اللبنانيون وفي المرة الثالثة عندما أغارت الطائرات على أعزاز بعد ورود اخبارية من لبنان وانتقلت الى النظام السوري".
أضاف "الخاطف اعطانا اخيراً أسماء لعدد من السوريين الموقوفين في سوريا والبعض منهم في لبنان، فلو تعاون النظام السوري مع الدولة اللبنانية على إخراج هؤلاء الموقوفين وهم ليسوا موقوفين بتهم جنائية بل بسبب الثورة، كان يمكن للنظام السوري أن يكون فاعلاً في إخراجهم، لكن باعتقادي أن هذا النظام لا يريد إخراج اللبنانيين بل القضاء عليهم لتحويل قضيتهم إلى قميص عثمان من أجل فتنة سنية شيعية يسعى لها نظام الأسد .إن حلفاء واتباع النظام السوري الذين يتغنون بأمجاده وعروبته وبطولته يستطيعون التأثير عليه في إخراج بعض السوريين لقاء الافراج عن اللبنانيين".

 



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات