خطاب الأسد : نص مبادرة الحل وردود الأفعال محليا ودوليا " فيديو – محدث "

المدينة نيوز - خاص - علاء الدين طويل - قدم الرئيس السوري بشار الأسد مبادرة جديدة قال إنها كفيلة بإنهاء الأزمة وعودة الأمان في خطاب يعتبر الأول منذ حزيران الماضي ألقاه من دار الأوبرا وسط دمشق.

ووفق رؤيته يعرض الأسد مبادرة تتضمن ثلاثة مراحل من الملامح الرئيسية للتوصل لحل سياسي وإنهاء الأزمة.

في المرحلة الأولى يدعو الأسد إلى "وقف التسليح ووقف تمويل المسلحين من الدول الإقليمية وفي المقابل يتم وقف العمليات العسكرية للقوات السورية وإيجاد آلية للتأكد من التزام الجميع وضبط الحدود، مع ضرورة اجراء اتصالات مكثفة وعقد مؤتمر للحوار الوطني تشارك فيه كل القوى لإدارة شؤون البلاد".

أما المرحلة الثانية فيراها الأسد بـ "الخروج بميثاق وطني يتمسك بسيادة سوريا ووحدة وسلامة أراضيه وهو ما سيرسم مستقبل سوريا بكافة الأصعدة الاجتماعية والاقتصادية والسياسية ومن ثم يعرض الميثاق على الاستفتاء الشعبي ليتم تشكل حكومة موسعة ".

وشدد الأسد على ضرورة طرح الدستور على الاستفتاء الشعبي وبعدها تقوم الحكومة وفقا للدستور الجديد ومن ثم يتم اجراء الانتخابات الجديدة.

وفي المرحلة الثالثة أوضح الأسد :" تشكيل حكمة جديدة وفقا للدستور الجديد واصدار عفو عام عن المعتقلين مع الاحتفاظ بحقوق المدنيين الخاصة، واعادة تأهيل البنية التحتية في البلاد وتوفير الاجواء الأمنة وإعادة الإعمار والتعويض على المتضررين من الأحداث".

وأكد رئيس النظام السوري بشار الأسد أن ما يحدث في سوريا هو انتقام من الشعب الذي لم يعط القتلة "الكلمة المفتاح" من أجل تفتيت سوريا وأن معظم المقاتلين ضد بلاده الآن هم من يحملون فكر القاعدة المعروفة دوليا بإرهابها العالمي.

وأضاف الأسد في كلمة تلفزيونية ألقاها أمام حشد كبير من السوريين أن الذين " يسمونها ثورة وهي لا علاقة لها لا من قريب ولا من بعيد بالثورات، لأن الثورات تبنى على العلم لا على الجهل، وأن حفنة من المجرمين المستوردين ينتقمون من الشعب السوري".

و أشار الأسد إلى أن" سوريا أمام حرب بكل معنى الكلمة ، وأن سوريا تواجه حربا تستهدف سوريا عبر حفنة من السوريين وكثير من الأغراب"، مشيرا إلى أن "هكذا حرب تواجه بالدفاع عن الوطن ومزيد من إجراءات الإصلاحات لكن شرط أن يكون إصلاحا يأتي في إطار الأمان والسيادة".

وأضاف الأسد :" نلتقي اليوم والمعانات تعم سوريا ولا تبقي مجالا للفرح في أي مكان وعلى امتداد ساحة الوطن، وإذا كنا اخترنا الحل الأمني فهذا لا يعني أننا لسنا معنيين بوجود شريك سياسي لكننا لم نجد هناك أي طرف يرغب بأي حل سياسي".

وأكد الأسد :" لن نحاور دمى صنعها الغرب وتؤدي الأدوار التي تم كتابتها لها .. نحاور السيد لا العبد".

وأكمل الأسد حديثه :" كثيرون سقطوا في فخ ما تم تصويره لهم على ان الصراع هو صراع نفوذ أو كراسي، لكن الصراع بين الوطن وأعداءه، بين الشعب والمجرمين، بين الأمان الذي عشناه والخوف في النفوس الذي باتت سوريا تحياه".

ووصف الأسد في خطابه المقاتلون بأنهم :" اغتالوا الكفاءات ليعمموا الجهل وهدموا البنية التحتية وكل الامدادات وتركوا المدنيين في عراء البرد وعتمة الليل"، مؤكدا على " أن الغيمة السوداء تحجب نور الشمس لكنها تمنح الحياة حين تمطر".

وشدد الأسد في خطابه إلى أنه :" لن تخرج سوريا من محنتها إلا بتحويل الطاقات السورية إلى حراك شامل ينقذ المنطقة والبلاد واسترجاعها اجتماعيا وسياسيا وأخلاقيا وأن كل مواطن مسؤول"، مؤكدا إلى أن سوريا ستحاور وتمد يدها إلى كل من يرغب في حل سياسي".

وأعتبر الأسد أن كل مبادرة خارجية تصلنا لا يتم النظر فيها طالما أنها لا تحفظ السيادة السورية واستقرار البلاد ، مؤكدا أن " الوطن يعلو ولا يعلى عليه"، مؤكدا إلى أنه " لن نتوقف عن ملاحقة الإرهاب رغم ما نعرضه في هذه المبادرة ووجه أفكاره لكل من يريد الحوار والاتفاق وانهاء الأزمة".

 وأكد الأسد أن " أي محاولة لزج الفلسطينيين في ما تشهده سوريا هي محاولة فاشلة وأن سوريا تلتزم بواجباتها تجاه ما تقدمه لهم،  وحيا الفلسطينيين الذين لم يعاملوا سوريا كفندق للاستجمام يغادره باختلاف الظروف".

شاهدوا  الخطاب بالفيديو :

ردود فعل داخلية وغربية على خطاب الاسد والكل يجمع على وجوب رحيله

  خاص - رائد ابو عبيد - اكد وليد البني المتحدث الرسمي بإسم الائتلاف المعارض ان المبادرة التي اقترحها الاسد تهدف الى قطع الطريق على اي حل سياسي قد ينتج عن الاجتماع الامريكي الروسي القادم مع المبعوث الاممي الاخضر الابراهيمي وهو ما لن تقبله المعارضة اذا لم يرحل هو ونظامه.

وفي سياق الردود على خطاب الاسد كتب وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ في تدوينة على موقع تويتر للتواصل الاجتماعي بأن بشار الاسد يمارس الرياء على شعبه وعلى العالم وكل القتلى والدمار من صنعه والوعود الجوفاء لا تغني ولا تسمن من جوع ولن تخدع احدا.

واصدرت كاثرين اشتون مسؤولة السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي بعد الخطاب بياناً اكدت فيه على وجوب تنحي الاسد من اجل الوصول الى حل سياسي للصراع في سوريا وقال متحدث باسم أشتون سنبحث بعناية ما اذا كان الخطاب يحمل اي جديد لكننا متمسكون بموقفنا وهو أن على الأسد أن يتنحى ويسمح بانتقال سياسي.

واعتبر احمد داوود اغلو وزير الخارجية التركي ان خطاب الاسد مجرد كلام لن يطبق وانه تكرار للوعود الفارغة مشددا انه يجب على المجتمع الدولي ارسال رسالة واضحة وحازمة للاسد ان لا يعيق وصول المساعدات الاغاثية للنازحين والمناطق المنكوبة.

وكان الاسد قد قدم حلا يقوم على وقف العمليات العسكرية من جانب المعارضة وان تلتزم الدول التي تدعم المسلحين بوقف التمويل ويتلوه وقف العمليات العسكرية من الجيش والقوات المسلحة التابعة للنظام ثم حوار ودستور وميثاق وطني وقوانين انتخابات واحزاب وادارة محلية جديدة وان يجري انتخابات برلمانية ثم تتلوها حكومة جديدة وان يتم عقد مؤتمر للمصالحة واصدار عفو عام واكد الاسد في خطابه ان مبادرة الحل تقتصر على معارضة الداخل وليست موجهة للمعارضة خارج سوريا.

وجاء الخطاب بعيدا عن توقعات المحللين بان الخطاب سيكون خطاب حل سيركز على خارطة طريق تعتمد على لقاء ما يعرف بجنيف 2.

ويأتي خطاب الاسد بعد ان اعلنت مفوضية الامم المتحدة السامية لحقوق الانسان بأن عدد الضحايا قد تجاوز الـ60 الفا في الصراع القائم في سوريا.