أطفال سوريا يبحثون عن الأمن في داخل الارض

تم نشره الإثنين 07 كانون الثّاني / يناير 2013 06:11 مساءً
أطفال سوريا يبحثون عن الأمن في داخل الارض

المدينة نيوز - إنه مشهد غريب بقدر ما هو محزن، ثلاثة أطفال في سنوات المراهقة الأولى، ينبشون الأرض بأيديهم وبالعصي التي يحملونها، بحثاً عن ملجأ يحتمون به من شبح الموت الذي يلاحقهم.

ففي الوقت الذي يفترض أن يستمتع فيه هؤلاء الأطفال ببراءتهم، يقومون بحفر ملجأ ليحميهم من قصف الطائرات التابعة لنظام الرئيس السوري، بشار الأسد، في منطقة قريبة من الحدود التركية، وتحديداً قرب مخيم "باب السلام"، الذي رفض استقبالهم.

محمد ظافر، أحد هؤلاء الأطفال أكد أن الملجأ الذي يقومون بحفره بأيديهم، سيكون مخصصاً "لحماية الأطفال من قصف الطائرات"، ورفض أن يقتصر الملجأ على ثلاثتهم فقط، بل أكد "سوف نقوم بتوسعته ليسع 20 إلى 30 شخصاً."

إن هذا المنظر يقف شاهداً على رحلتهم السريعة وغير الاعتيادية نحو مرحلة البلوغ، وبالرغم من أن هذه هي المرحلة التي يفترض بهم خلالها أن ينشغلوا بلعب كرة القدم أو اللهو، إلا أنهم مشغولون بحفر هذا الملجأ.

ويمكن لمحمد أن يحدد صوت الطائرات ويميزها عن صوت الأسلحة الرشاشة والقنابل المتعددة، ويقوم الصبية بإحداث ثقوب في جدار الملجأ، كي يتمكنوا من رؤية ما يحصل حولهم خلال القصف، فهذا الملجأ الطيني يحمل بصمات الأطفال الذين حرصوا على بناءه، ليمثل الحل الوحيد المتبقي أمامهم.

هذا هو الحال الذي آلت إليه حياة أكثر من ثمانية آلاف لاجئ سوري، قدموا نحو الحدود السورية - التركية، لكنهم لم يستطيعوا عبور الحدود لمنع السلطات التركية استقبالهم منذ ستة أسابيع.

وعلى الرغم من أن المسافة التي تفصلهم عن حياة أفضل، تقل عن مائة متر، إلا أنهم يبحثون عن الأخشاب والبلاستيك ليحرقوها بحثاً عن الدفء، ويجمعون الأعشاب سداً لجوعهم.

ويمكن رؤية مخيمات اللاجئين السوريين الآخرين في الأراضي التركية من هذه المنطقة، وأكثر من 80 في المائة من اللاجئين المتواجدين في هذا المخيم، تركوا حياتهم هرباً من الحرب، ليعلقوا بين الحياة الأفضل أمامهم.

ويزدحم المكان بالخيم البلاستيكية التي حمتهم من حر الصيف، لكن لا يتوقع أنها ستحميهم من برد الشتاء القارص، الذي يمثل ألد أعدائهم في هذا الوقت، إذ انتقلت عشرات العائلات إلى "الهناجر" التابعة لعدد من الشاحنات المركونة على الحدود، ليوفروا سقفاً يحميهم من البرد.

لكن أصوات المدرعات التي يمكن سماعها من على مسافة بعيدة، تجعل خيار الإقامة في هذا المخيم أفضل من العودة إلى الحرب القائمة على الأراضي السورية.

وأصابت شدة البرد عائلة عبد القادر حسن في وقتٍ باكر، إذ استيقظت العائلة في صبيحة أحد الأيام، ليكتشفوا أن ابنتهم سهام، تجمدت من شدة البرودة، ويقول والدها: "لقد دفنت ابنتي في القرية المجاورة، وشقيقتها تخاف الآن من البرد."

لكن البرد ليس الخطر الوحيد الذي يهدد حياة 200 عائلة في هذا المخيم، بل الدخان الناجم عن حرق البلاستيك للدفء، الذي ولد موجة من السعال الشديد، يمكنك سماع صداها في مختلف أرجاء المخيم.

ورغم أن اقتصاد أوروبا المزدهر لا يبعد عنهم كثيراً، إلا أن هذه هي طبيعة الحياة التي يمكن للعالم توفيرها لهؤلاء اللاجئين اليوم. ( سي ان ان )



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات