المخيمات قلبت السحر على الساحر؟!
الموقف المشرف لأبناء المخيمات الفلسطينية في المملكة برهن للقاصي والداني وبشكل جلي انهم جزء لا يتجزأ من النسيج الوطني وأنهم جزء من مسيرة الاصلاح الشامل ولن يكونوا يوما الا في خندق الوطن ؛ كما أن وقفتهم الأخيرة في صد الجهات التي حاولت وتحاول زجهم بـ"مؤامرات على البلاد"،خدمة لأهداف وأجندات مشبوهة من أجل لي ذراع الوطن لتحقيق منافع سياسية غير وطنية.
لقد كانت المخيمات على مدار العقود السابقة ساحة عمل لجهات وحركات سياسية غير وطنية سعت مرارا وتكرارا على استغلالها وزجها في مؤامراتهم على الأردن وبث الفتنة ما بين أبناء الشعب الواحد غير أنهم فشلوا فشلاً ذريعاً لوعي وانتماء أبناء الشعب الواحد .
الذي يجب أن يدركه أعداء الوطن في الخارج ووكلائهم في الداخل ؛ ان ابناء المخيمات في الاردن شريحة مهمة من شرائح مجتمعنا الاردني لها نفس الحقوق وعليها نفس الواجبات وان انتماءهم وولاءهم للدولة الأردنية لا يعني على الاطلاق انتقاصا من ولائهم وحبهم لفلسطين ، ففي الأردن كلنا اردنيون ومن أجل فلسطين كلنا فلسطينيون؛ ففلسطين قضيتنا المركزية رضي من رضي وابا من ابا.
من أجل فلسطين امتزجت دماؤنا على ثراها الطهور في القدس وباب الواد واللطرون؛ كما امتزجت هذه الدماء على أرض الكرامة الأردنية، وفي السلم فقد امتزجت جيناتنا في تكوين اسرة اردنية واحدة متوحدة بنسب وصهر ومواطنة ومصير مشترك.
الدولة الأردنية لنا جميعا، وهذه الدولة ستنتصر بوحدتنا، وقد بشرنا الرسول الكريم ،عليه أفضل الصلاة والتسليم؛ بهذه الوحدة القائمة شرقي نهر الأردن؛ حيث جاء في إحدى روايات الحديث :" تقاتلون اليهود انتم شرقي النهر وهم غربية . فقال احد الصحابة في حديث صحيح : أي نهر يا رسول الله , قال : نهر الأردن .. "، وطالما أننا سنقاتل معا والقتال لن يكون الا من دولة قوية وان الدولة المقصوده هي الأردن وكون الرسول عليه السلام لم يقل انتم شمالا وهم جنوبا أو انتم جنوبا وهم شمالا فهذا يعني أن الدولة الأردنية ستكون الدولة الأقوى المحيطة بفلسطين، وبما أن الدولة لا تقوى الا بقوة ووحدة شعبها فهذه بشرى لكافة الأردنيين من شتى المنابت والأصول باستدامة وحدتهم ولحمتهم ومصيرهم وان دولتهم هي أرض الحشد والرباط، وعليه؛ فلا مجال لأي عابث أن يلعب على وتر التفرقة لأن السحر سينقلب على الساحر!!!.