لماذا تدخلت فرنسا سريعًا في مالي؟
المدينة نيوز - رغم مرور 22 يومًا على قرار مجلس الأمن القاضي بنشر قوات مسلحة في مالي لطرد المسلحين، وما شهدته تلك الفترة من "تلكؤ" في تنفيذه، جاء التدخل العسكري الفرنسي أمس الجمعة مفاجئًا وسريعًا بعد سيطرة الجماعات المسلحة على مدينة كونا الإستراتيجية، التي تفتح الطريق أمام احتلال المسلحين لكامل البلاد.
عندما سقطت مدينة كونا وسط مالي في أيدي الجماعات المسلحة مساء الخميس الماضي كان الوضع ينذر بالخطر لجيش مالي حيث تقع المدينة على بُعد 70 كم من موبتي أكبر مدينة جنوب منطقة شمال مالي، كما أنها تقع على طريق مدينة "سيفاريه" التي تحتضن قاعدة ومطارًا عسكريين وتقود إلى الطريق المؤدي للعاصمة باماكو، بحسب وسائل إعلام فرنسية.
وأمام انسحاب الجيش المالي من كونا ووقوع العديد من القتلى والجرحى، قررت الحكومة الفرنسية الاستجابة إلى طلب باماكو بالتدخل، فتوجهت سريعًا من دول إفريقية مجاورة خصوصًا تشاد وبوركينا فاسو، 8 طائرات هبطت في مطار سيفاريه، فيما توجهت مروحيات حربية أخرى للتحليق فوق كونا حيث فتحت نيرانها على الجماعات المسلحة.
وكان هذان المشهدان في كونا وسيفاريه يؤشران إلى بداية التدخل العسكري الفرنسي في مالي.
واندلعت طوال الجمعة معارك عنيفة حول مدينة كونا حيث شن الجيش المالي مدعومًا بمستشارين عسكريين فرنسيين وألمان هجومًا مضادًا لم يتوقف سوى وقت صلاة الجمعة، ولا تزال المعارك جارية وإن كانت كفة الجيش المالي تعلو تدريجيًا.
وعن طبيعة التدخل العسكري الفرنسي، أوضح وزير الخارجية لوران فابيوس، وفق وسائل إعلام فرنسية، أنه يعتمد بشكل أساسي على التدخل الجوي بناء على طلب الرئيس المالي ديو كوندا تراوري لصد زحف الجماعات المسلحة نحو الجنوب.
وأوضح أن الأمر بمثابة هجوم مضاد من الجيش المالي مدعومًا بقوات فرنسية برية وطائرات حربية لاستعادة مدينة كونا، ومنع تقدم القوات المسلحة التي تسيطر على شمال البلاد من الزحف نحو الجنوب.
وفي 20 ديسمبر/ كانون الأول المنصرم، تبنى مجلس الأمن الدولي قرارًا يوافق على نشر قوة مسلحة دولية في مالي لطرد الجماعات المسلحة التي تسيطر عليها، ولم يحدد أي جدول زمني لهذه العملية التي ستتم على مراحل.
وتتنازع حركتا تحرير أزواد وأنصار الدين النفوذ في شمال مالي مع تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي وحركة التوحيد والجهاد المنشقة عنه منذ أبريل/ نيسان الماضي، بعد استفادتهم من انقلاب عسكري أطاح بالرئيس المالي توماني توري وانسحاب الجيش النظامي من الشمال. ( الاناضول )