لأجل الأردن لا لأجلهم ...
المدينة نيوز - قياسا لأداء النواب ، واستنادا إلى مخرجات المجالس النيابية السابقة ، فأن نشارك بالانتخابات النيابية المقررة يوم الأربعاء ما بعد القادم لا يستحق منا تشغيل السيارة الخاصة أو حتى استقلال سيارة التاكسي التي ستوصلنا إلى مراكز الاقتراع المختلفة ، خاصة إذا شهدت المملكة أوضاعا جوية غير مشجعه على الخروج من المنازل ، فالحديث قد قال وقد صدق " لا يلدغ المؤمن من جحر واحد مرتين " ، فما بالهم أولئك الداعون إلى إشراك الغالبية العظمى من الناس بهذه العملية الانتخابية يطلبون منا أن نلدغ من نفس الجحر مرارا ، وهم أنفسهم – على غرار ما يجري اليوم - من كانوا ينادون بالنزاهة والشفافية لاختيار ممثلين عن الشعب بإرادة كاملة من أبناء هذا الشعب دون تدخل حكومي أو غيره .
إلا أنه وبوجود بصيص أمل – ولو كان بسيطا – على صدق النوايا ، وخوفا من أن نندم على حصول ما هو أسوأ مما نحن عليه اليوم ، ولأن البديل الوحيد لعدم إجراء الانتخابات النيابية في موعدها المقرر أو ما يليه بإسبوع واحد فقط في حده الأقصى , سيضطر الدولة وصاحب القرار إلى إعادة المجلس السابق – التزاما بالقاعدة الدستورية التي تمنع حل مجلس النواب لفترة تزيد عن الأربعة أشهر لأي سبب كان - وبهذه الحالة نكون قد وصلنا إلى نهاية الشوط الأخير من المباراة ، وقمنا رغما عنا بإعادة من ساهموا مساهمة بالغة في جر الويلات إلى هذا الوطن على عكس المطلوب منا تماما ، وخاصة في هذه المرحلة .
لا يوجد ما يمنع من إقامة الانتخابات النيابية القادمة في موعدها المحدد إلا أرادة الله ، وليس لنسبة المشاركين في هذه العملية أو عددهم أي تأثير على إفراز النتائج واختيار النواب على أساسها ، وبالتالي فإن عدم المشاركة في الانتخابات القادمة لا يقل شأنا ولا يختلف أصلا عن اختيار الشخص الغير مناسب ، فمن لا يختار الأفضل قام بشكل غير مباشر باختيار الأسوأ ، ولذلك ولأجل الأردن فقط لا لأجل هؤلاء المرشحين ، يجب علينا أن نشد الرحال إلى صناديق الاقتراع يوم الأربعاء المنتظر بكل ما أوتينا من همة وعزيمة واصرار ، في محاولة جادة منا لدفع دفة الإصلاح والسير في مركبته ، ولإعطاء أصحاب القرار فرصة أخيرة لإثبات حسن النوايا ، فالتغيير والإصلاح لا يأتي إلا من خلال مجلس النواب ، كما أن الفساد والتدمير لم يأت إلينا إلا من خلال النواب ومجالسهم السابقة . وإن تبين لنا أن هذه المرة كغيرها من المرات السابقة فإن الوصف الأجمل للحال ,, والقول الأمثل الذي يعبر عنه " على نفسها جنت براقش "