هو الخليجي21، اليوم باليقين وبلا بأس..!
المدينة نيوز - أحمد إبراهيم - : "الخليجي21" أينما إرتاح في الإقليم هذا العام بين أشقاء التعاون الخليجي الأعضاء .. فهو الجسد وهم الأعضاء .. وإن ذهب الى العراق الشقيق..! .. فهو أيضا أكثر من عضو وأكثر من جسد .. لكن ما حققته الإمارات هذه المرة من إنجازات على أرض اللقاء، صفّقت لها الفضاء، ركعت لها القضاء، والمرجوّ لها البقاء (بإذنه تعالى).
حقّا أنها إمارات التأمير لا التآمر، إمارات الأخبار لا التخابر، أمرت الأرض فعمّرتها، أمرت القلوب فأسرتها، وفي المقابل كان على الجانب الآخر من الساحل هناك من يحرق الحرث والنسل إن أتته الأرض طائعة خصبة ذلولا، ويزجّ السجون والمقابر بالأجساد إن أتاه الإنسان خاضعا خجولا.!
أين الطريق إلى خليجي21.؟
أعتقد الإمارات وجدت الطريق بالإنسان الإماراتي و بالمركب الإماراتي، والطريق سيبقى معبّدا بالإسفلت الإماراتي طالما سيبقى اللاعب إماراتىُّ الدفاع والهجوم والحراسة، وفوق كل هذا طالما أتت الإمارات بالمدرب الإماراتي الأمين.!
اليوم الجمعة، يومُ الرّكلة J .. الخليجيون بالمواطنين والمقيمين والوافدين والسوّاح والزوار كلهم امام التلفاز في إنتظارها، لايهمهم كيف تبدأ الركلة، المهم كيف تنتهي، ولافرق إن إنتهت بركلة هجوم أودفاع او جزاء .. الكل في الإنتظار .. لكن قلمي لا يعرف الإنتظار، وقلبي رغم انه يخضع ويركع ويسجد للعلم، لكنّه لا يتفهّم مع القلم.! .. القلب ينبض: "إصبر ياقلم، إنتظر الركلة الأخيرة" .. والقلم هذا المتمرّد العاصي العنيد الجبّار يعصي ويعاند، يمضي دون كلل وملل، ولايستمدّ وقود الإرتزاق وإن نضب وقود الطريق، وسقط على الوجه مغمى من العطش والجفاف.!
خليجي21، بوابةٌ قد تشرق منها الإمارات بالأبيض الإماراتي وبشموس إماراتية ودون ان تطفأ الشمعة العراقية .. وإن حصل العكس، فلا حقد ولاحسد ولاعداء لأسود الرافدين، بل وندعو العراق الشقيق أن تطفأ بفرحة الكأس، أضواء القنابل والتفجيرات في بلاد الرافدين، وتعيد العراق الى عراق الرّى والزراعة، عراق المعادن: (معدن الرجال والمال)، عراق العلم والجامعات العريقة، عراق تعدد الحضارات والثقافات والديانات .. إهدأي يا بغداد التشنّج والتفجيرات، وتقلّدي بقلادة الأمن والأمان.
نحن في الخليج، ومنذ الشمعة الأولى للتعاون الخليجي قبل ثلاثة عقود، نكمل المسيرة يوما عن يوم بمقومات توحيد المواطن الخليجي، ذلك المواطن الذي قهر الصحراء، وحول الرمال الى الواحة الخضراء والأبراج الشامخة .. ولازلنا بشعارات هل من مزيد للتلاحم الخليجي بالتعاون والتكامل والإتحاد: بالعملة الخليجية الموحدة، الجواز الخليجي الموحد، والهوية الخليجية الواحدة للإنسان الخليجي الواحد .. فيا ترى يا المواطن العراقي: ماذا يمنعك انت تبق عراقي الشمال والجنوب، عراقي الشيعة والسنة، عراقي العرب والأكراد والتركمان؟ .. ترى ماذا جنيتم من عبادة الأوثان والأصنام؟ ثم وما ان سقط ذلك الصنم، إلاّ وأعدتم الشيطان إلى عرش العراق معبودا لجماهيركم..!
خليجي21، عساه مفتاحٌ لكل الأقفال المغلقة والعقول المغلقة، وتأشيرةٌ لكل الأسفار الممنوعة، وجوازُ سفر خليجي تفتح له كل الحدود المتأزّمة، والكأس عساه يُعمّر الدار ويُقرّب الجار، والكأس لانريده ديكورا على الرّف كلما دار عليه حول إنتقل الى رفوف أخرى.! نريده نبراسا ومتراسا للصفّ الخليجي بشعوب دول الجوار، وعسى الخليجي22 وما بعده يجرّ اليمن الشقيقة الى الصف الخليجي بدل إنشقاقها الى جنبويين وشماليين، حوثيين وسلفيين، ويجرّ الجارة إيران المسلمة الى الجوار السلمي والحوار السلمي وبالأخص مع الإمارات الحبيبة، بإعادة جزرها المحتلة بقوّة سلاح الشاه، وكنّا نأمل عودتها بسلام الإسلام.!
خليجي21، لايعني الكُرة ثم الكرة ولاشي غير الكرة.! .. الصين العُظمى لاتُدار مكائن مصانعها الضخمة من بكين إلى شنغهاي دون تزييتها بالزيت الخليجي من أبوظبي الى بغداد، ولا تتحرك أساطيل بواخرها وسفنها العظيمة في الأقاليم حاملة بما (صُنع في الصين) إلا بالديزل والنفط الخليجي، وفي المقابل هل سنرى في الخليجي22 ومابعده ، وبعد ركلات كًُروية ناجحة، بما نفتخر بــ:(صُنع في الخليج.؟).
وبقدر إفتخارنا اليوم بالأقدام الخليجية في الملاعب، سنفتخر غدا بالأيادي الخليجية بما وراء الملاعب .. لنرى الكُرة التي صنعتها (كُرويّة) ركلة القدم الخليجي في الملعب الرياضي، يكون قد صنعتها (بلاستيكية) اليد الخليجي الإنتاجي في مصانع (صُنع في الخليج).
أحمد إبراهيم (كاتب إماراتي)