الاردن يشارك العالمين العربي والاسلامي احياء ذكرى المولد النبوي الشريف
المدينة نيوز– يشارك الاردن العالمين العربي والاسلامي الاحتفال الخميس بذكرى المولد النبوي الشريف في الثاني عشر من ربيع الاول الموافق للرابع والعشرين من كانون الثاني .
فميلاد الرسول صلى الله عليه وسلم كان بمثابة اشراقة فجر جديد وبداية عصر التوحد والتوحيد وانطلاق سيرة لتاريخ نبي مرسل وعظيم انار الله به طريق البشرية بالحق وهداها الى الوحدانية الخالصة لله والشريعة العادلة ومكارم الاخلاق والفضائل الرفيعة.
وبهذه المناسبة العطرة التقت وكالة الانباء الاردنية عددا من علماء الدين الذين قالوا : إذا كان الرسول صلى الله عليه وسلم نعمة أنعم الله بها على البشرية ، فإنه حريٌ بنا حينما نتذكر النعمة نتذكر المنعم بها ونشكره عليها، وهذا الشكر يستوجب منا أن نتمسك بكتاب الله تعالى وسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم مصدقاً لقوله تعالى: { لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِّمَن كَانَ يَرْجُو اللهَ وَالْيَوْمَ الآخِرَ} .
عضو رابطة علماء الاردن ومساعد عميد كلية الدعوة واصول الدين في جامعة العلوم الاسلامية العالمية الدكتور يحيى زكريا قال ان ذكرى المولد النبوي الشريف محطة يتجدد فيها للأمة وللإنسانية معاني وخواطر جليلة، لقد عرفت البشرية بهذا المولد نموذجاً إنسانياً أثر في الوجود وترك تجربة حضارية رائدة .
وبين ان مولد النبي يذكرنا بمعان كثيرة وشاملة خاصة ونحن نعيش في مرحلة دقيقة من تاريخ الأمة المسلمة والعالم ، وفي ذكرى المولد نستحضر ذكرى النبي الشاب الذي يعتمد على نفسه في كسب عيشه ويحقق الكفاية المادية فيشتغل بالرعي والتجارة حتى لا يكون عالة على أحد، ونستذكر النبي الإنسان المنتمي إلى أهله وبلده فيساهم بأعمال بناء الكعبة ويساهم في رفع الخلاف بين قومه، ونستذكر الإنسان الذي يتطوع ويساهم في الخير ويكسب المعدوم ويعين على نوائب الدهر.
واضاف : في الربيع العربي ونحن جميعا نسعى نحو الاصلاح نستذكر النبي القائد والسياسي الفذ الذي يسعى لنهضة الانسان اينما كان وإصلاح الواقع يجد ويجتهد وهو يعرف بقوانين التغير ويحترف الخطاب الدقيق ويراعي اولويات التغيير ومراحله حتى لا يضيع الحق بالعنف وسوء الفهم فلما مكنه الله من خصمه لم يكن إلا صافحاً ومسامحاً .
الداعية الاسلامي الدكتور محمد نوح قال ان شبابنا اليوم بحاجة الى قدوة تقترب من الكمال وقد ارسل الله الينا نبيا ليبلغ في اطلاقه ذروة الكمال ، موضحا ( اننا لا نطرق بابا من ابواب الحياة الا ونجد فيه رسول الله قد بلغ من الكمال غايته ).
واضاف نحتاج الى قدوة في كيفية التعامل مع الزوجات رحمة ومداراة ومحبة ونحتاج الى قدوة في التعامل مع شبابنا همة وتحملا للمسؤولية وتدريبا ونحتاج لقدوة في التعامل عدالة وكفاءة ونهضة همم ونحتاج الى قدوة في التعامل مع الخصم والمعارض بالعدالة والانصاف ونحتاج لمن يفهم شرع الله لينجزه ويطبقه ليكون سببا لمحبة الدين ، كل هذا وجدناه في شخصية الرسول محمد صلى الله عليه وسلم وان كانت مصالح البعض تقتضي ان يغيب رسول الله عن الجيل الصاعد لان شمس الرسول اذا اشرقت في قلوب انطفأت معها شموع الاخرين .
مساعد الأمين العام لشؤون الدعوة والتوجيه الإسلامي في وزارة الأوقاف والشؤون والمقدسات الإسلامية الشيخ الدكتور عبدالرحمن إبداح قال ان ميلاد الرسول الكريم شكّل نقلة نوعية في تاريخ البشرية وان الاحتفال بهذه المناسبة الطيبة العظيمة هو بمثابة اعلان محب’ خالصة لرسولنا وحبيبنا محمد عليه الصلاة والسلام ومناسبة للتذاكر واخذ العبر والدروس..
واشار الى أن صفات الرسول العظيمة هي من دفع جميع العرب والمسلمين لمحبته، والله عز وجل ما أعطى الرسول من أعطية إلا أعطانا منها ومن أولها الصلاة على النبي محمد الذي كلما صلينا عليه مرة واحدة صلى الله علينا عشر مرات .
ودعا الدكتور إبداح المسلمين جميعا الى الاعتزاز بالنبي العظيم وبالدين الاسلامي الذي صنع الحضارة والتاريخ مبينا ان الاسلام هو دين الفطرة له رصيد بالنفس البشرية وهو شامل وصالح لكل زمان ومكان .
وقال في حياة الرسول الكريم عليه الصلاة والسلام عبر ودروس وخاصة في تعامله مع الأعداء قبل الأصدقاء فشجاعة الرسول العظيمة كان يصاحبها دوما الرحمة والحكمة مما مكنه من نشر الإسلام ورسالته العظيمة بين جميع الأمم.
استاذ التفسير وعلوم القران في الجامعة الاردنية وجامعة اليرموك الدكتور محمد المجالي قال ان ميلاد سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام هو ميلاد امة وكلما مرت هذه الذكرى نستشعر نعمة الله وفضله علينا بارسال نبي الرحمة والهدى الينا .
واضاف ان ذكرى المولد النبوي تشعرنا بطريقة او بأخرى بضرورة مراجعة حقه علينا بالتزام منهجه في الدعوة الى الله سبحانه وتعالى وفي استمرار الرسالة وفي متطلبات حبه انطلاقا من قوله الكريم " لا يؤمن احدكم حتى أكون أحب إليه من نفسه وأهله والناس اجمعين" موضحا ان المحبة اتباع وليست ادعاء .
وتساءل : لماذا لا نستدرك مواقفنا من الان بتجاوز الشكليات والروتين في تذكرنا لشخص الحبيب محمد عليه السلام ونترجمها الى اتباع حقيقي باتخاذه قدوة في شؤون حياتنا كلها لان عزتنا ونهضتنا لا تكون الا باتباع نهجه الكريم .
ودعا الشباب الى التفاؤل والمبادرة والعمل المبني على الامل وعدم الاستماع الى المعيقين للعمل والمتشائمين او الانجرار وراء الاهواء ، والمضي قدما بتوازن ووسطية وثبات في الخطى مستلهمين ذلك كله من شخصية الرسول صلى الله عليه وسلم .
( بترا)