إقبال على الشعوذة وعلاج الأمراض بالسحر في موريتانيا

تم نشره الأربعاء 30 كانون الثّاني / يناير 2013 01:56 مساءً
إقبال على الشعوذة وعلاج الأمراض بالسحر في موريتانيا

 

المدينة نيوز - ما زالت ظاهرة الشعوذة تحتفظ بمكانتها داخل المجتمع الموريتاني، حيث يرتفع الإقبال على المشعوذين للتداوي من الأمراض العضوية والنفسية.

ورغم تقدم الوصفات العلاجية الطبية فلا تزال فئة عريضة من الموريتانيين تنظر بعين الرضا والتقدير للوصفات الشعبية، التي تستخدم أصنافاً من الأعشاب والزيوت لعلاج الأمراض الشائعة، ويؤمنون ببعض العادات والمعتقدات كأهمية العقيق لدفع شر العين والحسد والتمائم لعلاج السحر والمس.

ولا تخلو مجالسهم من قارئات الطالع اللاتي يستعملن الودع والرمل لكشف الطالع فيقبل الناس عليهن لاستطلاع حظهم أو بهدف التسلية والفضول.

ويظهر تأثر الموريتانيين بهذه الطقوس في أحاديثهم وتعاملاتهم اليومية، وقد استغل المشعوذون تأثر الناس بهذه العادات للترويج للوهم والدجل وادعاء علم الغيب ومعرفة المستقبل والقدرة على إيجاد حلول ناجعة لكافة المشكلات الحياتية والعلاج من الأمراض المستعصية، ونتيجة لذلك ارتفع الإقبال على جلسات قراءة الحظ وبيوت المشعوذين والسحرة.

سماسرة المشعوذين

بائعات في احد الاسواق

تشكل الأحياء الشعبية والمناطق النائية على أطراف المدن مكاناً رحباً لممارسة الشعوذة وبيع لوازمها من أعشاب وزيوت وأحجار، وتقبل النساء خاصة الميسورات، على بيوت المشعوذين الذين يلجؤون لسماسرة لجلب الزبائن إليهم والترويج لخدماتهم وتأكيد تميزهم عن زملائهم في المهنة..

وبالفعل استطاع هؤلاء السماسرة نقل السحرة من الأوكار المظلمة إلى واجهة المجتمع وتقديمهم في صورة أنيقة ومحببة، ونشر أرقامهم الهاتفية ليتواصل الناس معهم وليجيبوا عن استفساراتهم وليتنبأوا بما سيحصل لهم في المستقبل.

وينفق الراغبون في الاطلاع على أنباء الغيب أموالا طائلة من أجل الحصول على استشارات العرافين والمنجمين الذين يقنعون ضحاياهم بأنهم قادرون على عمل السحر الأسود وطرد الأرواح الشريرة ورد عين الحساد وجلب الحظ والرزق الواسع، وإعطاء وصفات للشفاء من الأمراض وتحقيق السعادة والنجاح.

ورغم الأموال الطائلة التي يجنيها المتعاملون بالسحر والشعوذة والتنجيم فإنهم يفضلون الظهور بمظهر بسيط، ويتخذون من الخيم والأكواخ والبيوت المتداعية مقرا لعملهم، وتشتهر الأحياء الهامشية بوجود "الكزانة" و"الحجّاب"، وهما الاسمان اللذان يطلقهما الموريتانيون على العرافة والساحر، ويعرض المشعوذون في خيمهم التي تفوح منها روائح البخور وأدخنة حرق التعاويذ، أدوات الشعوذة من مساحيق وأعشاب وقرون حيوانات وودع وسبح وحيوانات محنطة وزيوت.

وإضافة إلى الأحياء الهامشية يتخذ بعض المشعوذين مقرات عملهم بالقرب من الأسواق الشعبية، حيث يمكن للراغبين في الاطلاع على أنباء الغيب الحصول على استشارات المنجمين، مقابل مبلغ مالي يختلف من منجم لآخر.

أحراز يبحث عنها المشاهير

إذا كان عامة الناس يذهبون إلى منازل العرافين فإن المشاهير يحرصون على جلبهم إلى منازلهم حفاظاً على سمعتهم التي قد تتضرر كثيراً بسبب علاقتهم بالعرافين، كما تحرص بعض العائلات على استضافة الدجالين والعرافين الذين يدعون علم الغيب وعمل السحر والقدرة على علاج الأمراض، ويقول ممادو با أحد الممارسين لهذه المهنة إنهم لا يترددون في الانتقال إلى منزل زبون مهم حاملين عدة العمل طالما أن الأمر يستدعي، ذلك حيث يصعب على بعض الزبائن الجلوس لانتظار دورهم وسط حشد من الناس.

ويشير إلى أن المنجمين يتفاوتون في خبرتهم وتمكنهم مما يسميه "سر الحرف" حيث إن غالبية العاملين بهذا المجال ليسوا سوى دجالين يستغلون معاناة الناس للنصب عليهم، بينما الأقلية هي التي تملك الخبرة والقدرة على مساعدة المحتاجين، إما بواسطة الرقية الشرعية لإبطال السحر ودرء العين والحسد ومعالجة بعض الأمراض أو باستخدام السحر الأبيض والأسود حسب حاجة الزبون.

وعن تكلفة الأحراز التي يقوم بإعدادها حسب حاجة الزبون يقول ممادو با "ليست باهظة الثمن كما يدعي البعض وتتباين تكلفتها حسب المواد المستعملة فيها، حيث هناك بعض الأحراز تحتاج إلى أحجار كريمة وعقيق أصلي، وأيضا حسب حاجة كل زبون حيث نقوم بإعداد مجموعة من "الأحراز" المفيدة في حل المشاكل كحرز "الهندية" وحرز "القفل" اللذين يستخدمان في الوصول إلى هدف معين كالحصول على وظيفة أو زوج أو إنجاب الأطفال" وتتراوح تسعيرة هذين الحرزين ما بين 40 و100 دولار".

ويضيف "هناك أيضا حرز للقهر وهو عبارة عن قارورة من المسك يتم وضع ثلاث إبر من زيوت وعطور بداخلها وتطلبه الزوجات لربط قلوب أزواجهن، وهو الأعلى تكلفة بين الأحراز، حيث يتطلب خبرة كبيرة ومواد وأعشاب يتم جلبها من مالي والسنغال".

تزايد أعداد الدجالين

يرجع الباحثون أسباب انتشار السحر والشعوذة إلى الجهل والفقر وغياب الوازع الديني واستفحال المشاكل الاجتماعية والاقتصادية، ويحذرون من تزايد أعداد الدجالين والعرافين الذين يجدون في هذه الظروف أرضية خصبة لاستغلال حاجة الناس وتكديس الثروات، خاصة أن بعضهم أصبحت له شهرة دولية ويتردد عليه الناس من أقطار مختلفة.

ومع تزايد ضغوط الحياة اليومية والصعوبات التي تواجه الإنسان ينفق المترددون على أوكار الشعوذة أموالا طائلة، اعتقاداً منهم أن الاتصال بعالم الجن سيمكنهم من تحقيق النجاح والسعادة والثراء، ليفاجأوا بعد فوات الأوان أن العراف الذي أهدوه كل ما يملكون ليس سوى نصاب محترف تطارده الشرطة والضحايا.(وكالات)



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات