هل الدين أفيون الشعوب ؟ .... نعم

تم نشره الإثنين 04 شباط / فبراير 2013 06:59 مساءً
هل الدين أفيون الشعوب ؟ .... نعم
ظاهر أحمد عمرو

أثارتني هذه العبارة لكارل ماركس و لكن ما خفف الصدمة هو انه ملحد و لا يؤمن بالاديان و ينكر ان لهذا الكون خالق قدير , علما ان المؤمن للوهلة الاولى يفاجأ بهذه العبارة و لكنني لاحقا تحققت أن هذه العبارة من وجهة نظره صحيحة و حقيقية .

عندما يُستبدل الدين الحقيقي السماوي " دين الله سبحانه و تعالى " و المتمثل بالقرآن الكريم و السنة النبوية الشريفة و القائم بعد الاعتقاد على العمل و الإنجاز و الإتقان حيث يقول الله سبحانه و تعالى " وَقُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ وَسَتُرَدُّونَ إِلَى عَالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ - التوبة:105 " بدين الحكام و الدين السياسي و المتمثل بمبدأ الغاية تبرر الوسيلة , و أصبح في كثير من الأحيان هو الكلام و الصفصطة و الدخول في علم الكلام و علم الفلسفة و علم البيانات و علم المفاوضات أكثر من العمل و الإنجاز , و نلاحظ أن اليهود هم أول من ابتدع المفاوضات حتى يضيعوا الحقيقة و هم في الوقت نفسه لم يوقفوا العمل مطلقاً و الكلام عندهم عن السلام كثيرا و كل العمل و الإنجاز لديهم هو الإعداد للحرب .

و لهذا قال ماركس كلمته أعلاه لأنه لم يرى الجانب الحقيقي في عصره لعظمة هذا الدين و قدرته على تنظيم الامور الدنيوية تمهيدا لصلاح الاخرة , و لكن ما هو ملاحظ أن هنالك بعض المشاهد الحقيقية رغم الكلام الكثير عند الأغلبية حول هذا الموضوع , و من المشاهد الجميلة التي أراها ما قام به رئيس الوزراء التركي " أردوغان " و القادم من رحم الفكر الإسلامي و هو تطبيق أخلاقه و مبادئه على الإنجاز و العمل و الإنتاج و الشاهد ما وصلت إليه تركيا اليوم .

و كذلك ما قام به " مهاتير محمد " في ماليزيا الذي حقق انجازا عظيما غير مسبوق في هذا العصر و هو ايضا ينتمي للفكر الاسلامي و لم يعرف عنه كثرة الكلام و إنما العمل و الإنجاز , إضافة إلى ما قامت به " حركة حماس" في غزة و هو خروجها من المفاوضات و الشعارات و البيانات إلى العمل و الإنجاز رغم قلة الإمكانيات و العراقيل الكثيرة أمامها .

و كلما زادت هذه المشاهد الحقيقية العملية عن الإسلام كلما وصلنا إلى إقناع الآخرين و هو أن هذا الدين ليس أفيون الشعوب و إنما الدين الحقيقي هو حياة الشعوب لانقاذها و اسعادها و نشر العدالة في صفوفها و تحقيق امنياتها و مطالبها .

و هذا ما حدث للفقراء و المساكين و العبيد في الصدر الأول للإسلام لأن هذا الدين ليس دين النخبة و لهذا شعرت تلك الفئات بمعنى الحرية و معنى العيش الكريم لأنهم كانوا يفتقدونها و حقيقة ان الفاقد للشيء يعرف معناه و طعمه بعد الحصول عليه فالعالم الغربي اليوم لا يعرف معنى الحرية لانه حاصل عليها .
لهذا فالدين الحقيقي هو القائم بعد العقيدة على العمل و الإنجاز و الإتقان , و هو المحرك الحقيقي للشعوب المستضعفة و الفاقدة للحرية و العدل و المساواة .



مواضيع ساخنة اخرى
الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية الإفتاء: حكم شراء الأضحية عن طريق البطاقات الائتمانية
" الصحة " :  97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم " الصحة " : 97 حالة “حصبة” سجلت منذ أيار لدى أشخاص لم يتلقوا المطعوم
الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع الملكة في يوم اللاجىء العالمي : دعونا نتأمل في معاناة الأمهات والرضع
3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار 3341طن خضار وفواكه ترد للسوق المركزي الثلاثاء - اسعار
الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن الدهامشة : الداخلية وفرت كل التسهيلات لقدوم العراقيين للأردن
العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا العلاوين: التوسعة الرابعة ستمكن المصفاة من تكرير 120 ألف برميل نفط يوميا
" الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار " الائتمان العسكري " : تمويل طلبات بقيمة 13 مليون دينار
العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا العيسوي يفتتح وحدة غسيل كلى بالمركز الطبي العسكري بمأدبا
الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي الصحة: مخزون استراتيجي للأمصال المضادة للدغات الأفاعي
بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان بالاسماء : تنقلات واسعة في امانة عمان
عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي عضو في لجنة الاقتصاد النيابية: بطء شديد في تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي
إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن إخلاء طفل من غزة لاستكمال علاجه بالأردن
تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام تسجيل 14 إصابة بالملاريا جميعها إصابات وافدة منذ بداية العام
ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي ملك إسبانيا : الأردن هو حجر الرحى في الاستقرار الإقليمي
الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة الملك : حل الدولتين أساسي لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة
الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات الهواري يؤكد أهمية ضبط العدوى لتقليل مدة إقامة المرضى في المستشفيات