فايز الطراونة يقود المرحلة القادمة...!!!
عاد إلينا دولة الدكتور فايز الطراونة رئيسا للديوان بعد أن نجح في إدارة ملفات الأزمات السياسية والإقتصادية والإجتماعية في فترة قياسية لا تزيد عن بضعة أشهر قضاها في الدوار الرابع رئيساً للوزراء ، وقد أثبت لنا فيها أنه رجل الساعة بكل المقايس ، فقد أدار ظهره لكل المطالب الشعبية ، وبدأ مشواره الإصلاحي على طريقته الخاصة : فلم يترك بابا إلا وأغلقه ، ولا حواراً إلا وعلّقه .
فهو رجل سياسي مخضرم أُعّطي القدرة على إدارة المرحلة القادمة عن طريق (الريموت)!! فقد أعاد القصر تفعيل دور الديوان ، وسلّم الطراونة الصلاحيات لإمتزاج ( بين قوسين ) رأي الكتل النيابية الجديدة !! ولتنفيذ بروتوكول جديد للتشاور مع تلك الكتل لتشكيل الحكومة الجديدة ، وتبعا لخبراتنا في أسلوب الطراونة في التحاور والتشاور وتوزيع المناصب نستطيع قراءة المشهد بسهولة ، فالتكتلات البرلمانية غير ناضجة بعد ، والتحالفات فيما بينها تتم على أسس شخصية ومصلحية . فهل يستطيع نواب يحملون برامج ورؤى مختلفة ومنقسمون الى نواب جدد ونواب عُتق مخضرمين لهم باع وخبرة في تنفيذ مصالحهم أن يتفقوا ؟؟؟... وإن إتفقوا فهل سيستطيعوا الإتفاق على شخصية الرئيس المنتظر ؟؟؟
فمن جهة يوجد أصحاب النفوذ والذين دخلوا البرلمان بمالهم القذر والفاسد ، همهم الحفاظ على مصالحهم . فما المانع من إستغلال أولئك ومواجهتهم بملفات جاهزة ومحدثة من قبل الأجهزة المعنية ، لمساومة هذا والتأثير على رأي هذا .
فمن المؤكد أنه قد تم تقسيم النواب الى فئات لمعرفة طريقة مخاطبتهم وكيفية التاثير عليهم!!
فمنهم *"المكسورة عينه أصلا " حيث أن الحصانة التي يحصل عليها طوال عمر المجلس ممكن أن تكون كافية لتصفية كثير من الملفات التي تلاحقه .
ومنهم *"الجاهز لِتُكسر عينه" بثمن بخس ، فالمال والمنصب هما جل إهتمامه ونهجه .
ومنهم *"من يريد البزنس فقط" وتسهيل وتيسير مصالحه من خلال المجلس لضمان الإستمرار لأعماله .
ومنهم *"من يريد المنصب فقط " فهو بالأصل ترشح للمجلس من أجل الشيخة وقد حصل عليها ولن يعنيه غيرها .
ومنهم *"من لا يعرف ويين الله حاطّه " (معهم معهم وعليهم عليهم) كافيه فَرَحاً أن يشاوره عليّة القوم .
وكالعادة *يوجد "نواب حريصون على مصلحة البلد" ولكن يمكن مساومتهم على بعض التعديلات التي نذروا أنفسهم من أجلها ، وهم يعلمون إستحالة تحقيقها كلها ومن أجل ذلك يكتفون ببعض ما يحصلون عليه من مصالح للوطن والمواطن .
وهذا ما سيكون الغالب على المشاورات الطراونية التي تجري الآن : ( اللي بتعرف ديتّه ... أقتله) .
فقد تنبه القصر الى الورقة التي إستغلها حراك الشارع في السنتين الأخيرتين وهي : لماذا يعين الملك رئيس الوزراء ؟ وجاء الرد الآن : أنتم عيّنوا رئيس الوزراء عن طريق نوابكم الذين انتخبتموهم على طريقتنا .
ولكن هل سيتغير شيئ ؟؟؟ طبعا لا...!!
فما الفرق بين أن يعين الملك رئيسا للوزراء وبين أن تعينه الأغلبية النيابية أوالتوافق النيابي إذا كان الرئيس مجرد موظف عام!! بمعاش ومخصصات وإمتيازات كبيرة ، ولكن بلا ولاية عامة ( أي عبد المأمور ).
فرئيس الوزراء القادم مهما كان فلن يكون له إنجاز يذكر أو يحمد عليه تماما كمن سبقه ، وأكبر دليل دولة الخصاونة حينما حاول الحيد عن الطريق ، وبالمقابل المعارض الشرس دولة عبدالله النسور حين مشى مع التيار.
بأختصار فإن المرحلة القادمة هي مرحلة فايز الطراونة سواءا أكانت برئيس إسلامي أم مستقل متفق عليه ، فكلاهما سيان !.
فالإعدادات والتوجهات للمرحلة القادمة لسان حالها يقول للمعارضة أن ( كفاكم ..... فالتغيير ليس بأيديكم)!!.
وبكل بساطة فقد إستطاع النظام خلخلة قاعدة الإخوان المسلمين عن طريق رجالات زمزم ، وأظهر للرأي العام الغربي أن الإسلاميين فازوا بأكثر مقاعد البرلمان ( الوسط الإسلامي ) مع أن أحدا منا لم يسمع بهم من قبل وهاهم يعلنون 17 مقعد لهم (بقدرة قادر ، ما شاء الله ، يعز من يشاء ويذل من يشاء ) والرأي العام الغربي يكفيه سماع كلمة مشاركة إسلاميين ليكون مؤشرا على الديموقراطية في بلادنا .
وبالنسبة لحراكات الشارع واليساريين بشكل خاص فقد وقعوا بفخ الإنتخابات وسيحتاجون لسنوات للنهوض من جديد .
وبالنسبة للدكتاتوريات النيابية فقد فقدت السيطرة على زمام أمور المجلس ودليلها إستقالة عبد الهادي ومن سيلحقه أو يتضامن معه .
أما في الغالب فسيكون الرئيس ذو توجه إسلامي لضمان تنفيس إحتقان الشارع إن حدث مجدداً ، وكون الحرس القديم هو من جاء به فسيكون له الذراع الأكبر لأسباب التدخل حين اللزوم ، فترتيب الأوضاع الداخلية والخارجية مؤقتاً قد أتاح قليلا من الإستقرار المعنوي وإعادة خلط الأوراق والذي ترجم بقوة بإعادة الطراونة رئيسا للديوان وقائداً للمرحلة القادمة ومسيراً لرئيس الوزراء القادم ، بمساندة التمثيل العشائري في المجلس الحالي مسبوق النظير لضمان ولاء العشائر ، وأعلان حالة الإنتصار على تمرد الشارع والإكتفاء بما قد وهبه إياه النظام ، ثم الإنتظار لما ستأتي به الرياح القادمة من الجارة الشمالية ، فسوريا على وشك التغيير ولا أحد هنا يريد المغامرة بإستقرار البلد وهذا ما يتجهز له النظام ويعد العدة له ، لذلك فالقادم من الأيام سيظهر لنا ما تخفيه الكواليس من إستعدادات وتغيرات وردود أفعال!!!.