الباحث سليمان نصيرات : على المثقف الحقيقي محاربة التوجهات الايديولوجية

المدينة نيوز- قال الباحث سليمان نصيرات ان على المثقف الحقيقي محاربة التوجهات الايديولوجية والاثنية والعشائرية والجهوية والشللية، لأنها امراض اجتماعية تفتك بالمجتمع وعليه مهمة مكافحتها قولا وعملا وكتابة في انساق الادب والفن كافة .
واضاف خلال امسية نظمها فرع رابطة الكتاب الاردنيين في الزرقاء مساء الثلاثاء عن مستقبل الثقافة العربية، انه لا يمكن للمثقف ان ينحاز الى مذهب او جهة او اثنية او قبيلة على اسس سياسية ، مثلما ان الايديولوجي الذي يريد تنميط المجتمع وفقا لاطاره الايديولوجي ليس مثقفا .
وبين انه علينا التحدث عن المثقف الديمقراطي الذي يؤمن بالرأي والرأي الآخر والذي يتطلع الى العيش في دولة مدنية يتساوى فيها جميع المواطنين امام القانون.
واشار الى ان ثورات ما يسمى بالربيع العربي، اظهرت ان المثقفين العرب كانوا يلهثون وراء الاحداث ، فلم يتمكنوا من التنبؤ واستشراف المستقبل ، فيما ان بعضهم تمترس وراء السلطة .
ولفت الى ان الاشكالية التاريخية الكبيرة للعديد من المثقفين العرب هي عدم انحيازهم للديمقراطية والحرية ، كما ان المثقفين الذين انحازوا الى الفكر الشمولي فانهم انحازوا لما عرف بدكتاتورية الطبقة العاملة ، وهو مفهوم مناقض لأبسط قواعد الحرية .
واوضح الفرق بين المعارض المثقف والمعارض السياسي ، حيث ان المعارض السياسي يؤمن ان السياسة هي فن الممكن، بخلاف المثقف الذي يعتبر نفسه في موقع القيادة والمسؤولية للمجتمع والذي يستخدم الفنون الادبية لتغيير المجتمع للافضل، او الارتقاء بالذوق العام وقيادته نحو مثل عليا .
وذهب الى ان الحزب الواحد عادة ما يكون طريقا سريعا، يغري الجميع لأن يسلكوه، اذ ان المثقف الذي يؤيد حزبا واحدا هو غير مثقف، مبينا ان مخاطبة المجتمع يجب ان تتم من خلال لغة ديمقراطية وتطبيق نهج ديمقراطي يحترم جميع مكونات المجتمع، حيث ان الدولة المدنية هي الحل بالنسبة للمستقبل .
وفرق نصيرات ، بين المثقف والموهوب والمتعلم ، مبينا ان المعرفة غير المنظمة او التي لا توظف لهدف محدد تعتبر معرفة معطلة او قليلة الفائدة للفرد والمجتمع .
وعرف المثقف بأنه الشخص الذي خضع لعملية تعلم ينتج عنها تقوية قدراته العقلية لتعمل بشكل فعال في المواقف المعتادة والمواقف المتخيلة في الحياة الشخصية او بيئة النخبة والفضاء الثقافي، اذ يجب عليه ان يكتسب معلومات عامة ويحظى بقدرات عقلية عامة تمكنه من بناء المعرفة وامكانية نقدها ، اضافة الى قدرات لغوية تمكنه من اجراء اتصال فعال ، وقدرات عقلية تمكنه من تنظيم وتسهيل المعلومات .
وتبع الامسية التي ادارها الكاتب محمود ابو عواد وحضرها جمع من الكتاب والنقاد والشعراء والمهتمين بالشأن الثقافي، نقاش وحوار حول سبل الارتقاء بالثقافة العربية وتفعيلها .
(بترا)