العلاج بـ"لسعات النحل".. طب بديل في غزة
المدينة نيوز - لم تستسلم "أم يوسف" لقرار الأطباء بعدم وجود "علاج" لطفلها الذي يعاني من مرض "شلل الدماغ"، وقررت أن تلجأ إلى "الطب الشعبي"، علّه يعيد البسمة لوجه ابنها العليل، ابن الأربعة أعوام.
حملت "أم يوسف" ابنها على كتفيها، وجالت به على المختصين، بالعلاج بـ"الأعشاب الطبية"، و"التدليك"، والطب الشعبي بأنواعه المختلفة، لكن دون أن تلمس أي جدوى من العلاج، وجلست في منزلها تنتظر حدوث أي جديد.
ويبدو أن الجديد قد حدث حينما نصحها صديق زوجها بعلاجه بـ "لسع النحل"، فقررت السيدة الغزية أن تجرب هذا النوع العجيب من العلاج، فتوجهت إلى عيادة العلاج بـ"لسعات النحل" بـ"غزة"، وانتظرت دورها على كراسي الانتظار بالعيادة المكتظّة بالمرضى.
ومع أول "لسعة" نحل، فوجئت السيدة الغزية أن ابنها بدأ يستجيب للعلاج، بعد أن كان يقضي أوقاته نائماً على ظهره غير قادرٍ على الحركة بسبب مرض "شلل الدماغ"، وأصبح يمشي ويضحكُ، وينفعل كما باقي الأطفال.
تقول "أم يوسف"-التي التقتها مراسلة وكالة "الأناضول" للأنباء في عيادة اللسع بالنحل:" بدأ علاج يوسف بلسعة واحدة في الجلسة، حتّى وصلت إلى سبعِ لسعاتٍ في الجلسة الواحدة".
وأكملت المرأة الثلاثينية التي فضلت عدم ذكر اسمها كاملاً والاكتفاء بكنية "أم يوسف": "ابني في طريقه للشفاء بإذن الله، وبدأ يستجيب للعلاج عن طريق أخذ لسعات في الرأس".
والشلل الدماغي هو اصطلاح لمجموعة من الاختلالات، تشمل الحركة، وشدة وقوة العضلات أو في وضعية أو وقفة الجسد، والتي قد تنتج عن خلل في نمو وتطور الدماغ.
وتكتظ عيادة العلاج بلسع النحل، الكائنة بالقرب من مخيم الشاطئ للاجئين شمال غرب مدينة غزة، بالعشرات من المرضي الذين وجدوا في سم النحل الذي يخرج بعد اللسع ضالتهم، بعد أن أعياهم انتظار الشفاء من الطب الكيميائي.
والمفارقة التي اكتشفتها مراسلة الأناضول أن المعالج ليس طبيبا، بل مهندس زراعي، ويدعى "راتب سمّور".
ويقول سمّور إنه عضو في الهيئة العالمية للعلاج بالنحل في ألمانيا.
ويضيف: "للنحل 6 منتجات فيها شفاء للناس وهي:" العسل، وغذاء الملكات، والشمع، وصمغ النحل، وحبوب اللقاح وأخيراً سمّ النحل".
ويوضح أن هذا ما يؤكده كلام الله تعالى في كتابه: "يَخْرُجُ مِن بُطُونِهَا شَرَابٌ مُّخْتَلِفٌ أَلْوَانُهُ فِيهِ شِفَاءٌ لِّلنَّاسِ إنَّ فِي ذَلِكَ لآيَةً لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ".
ويشرح سمور طريقة العلاج بلسع النحل قائلا إنه "يتم عن طريق برامج خاصة بكل مريض، حيث يتم لسع أماكن معينة في جسد المريض بترتيب معين وبطريقه معينة، وذلك حسب نوعية كل مرض ودرجة وشدة المرض، فيحتاج كل مريض لعدد من الجلسات وعدد من اللسعات مختلف عن الآخر حتّى يشفى".
ويشير سمور إلى أن لسعات النحل تشفي العديد من الأمراض منها "الروماتزم والروماتويد، والتهاب المفاصل، والتهاب الأعصاب، والخشونة، والدوالي، والغضروف، وآلام الظهر والمفاصل" بالإضافة إلى العديد من الأمراض الأخرى.
ويؤكد سمّور أنه نجح عبر لسع النحل بعلاج مرض "التوحد" عند الأطفال، وهو مرض لا علاج له علميًا.
وكان لـ"إرجوانة" موسى ابنةُ الثلاث سنوات، قصةٌ مع التوحد، حيث كانت تشتكي من وجود "زيادة كهرباء في الأعصاب"، مما يجعلها تصرخ وتبكي "كثيراً" –حسب والدتها-.
وتضيف والدة "إرجوانة" لمراسلة الأناضول: "بعد شهر من المداومة على زيارة عيادة العلاج باللسعات، لاحظت تحسن حالة ابنتي، حيث توقفت عن البكاء، والعصبية، وأصبحت تنفعل مع الأطفال، تندمج بينهم، تلعب وتقفز".
وتكمل: "إرجوانة تأخذ علاجها أسفل الظهر بلسعة واحدة من النحل".
وعن بدايات سمّور في استخدام "لسعات النحل" كعلاج بديل عن العلاجات الكيماوية، يوضح أن البداية كانت "ارتجالية" مع والده عام 1983، الذي كان يشكو من آلام في ظهره، حين اقترح على أبيه راتب أن يعالجه بـ"لسعات النحل" كما تعلّم في الهندسة الزراعية "أن للنحل لسعات تشفى الأمراض".
فبدأ سمور علاج والده دون برامج "علمية" يسير عليها، قائلاً: "كان والدي يشعر بالتحسن، وكنت أدون ملاحظتي على ورقةٍ حتّى تفيدني بالمستقبل"، منوهاً إلى أن أول برنامج علمي وضعه كان لمرض "الروماتوي".
ويشير سمور إلى أنه اعتاد على تربية النحل في مناحل خاصة به منذ عام 1980، مما ساعده في ممارسة مهنةِ "الطب البديل" بـ"لسعات النحل"، والتي تحتاج إلى عدد كبير من النحل حيث تموت النحلة بعد كل لسعة".