سكان مبنى يقررون التشارك في الطعام لتعزيز الروابط بينهم
تم نشره الثلاثاء 12 شباط / فبراير 2013 09:58 صباحاً
المدينة نيوز - قرر سكان حي رويهوفووري السكني الواقع في ضواحي العاصمة الفنلندية هلسنكي منذ أربعة أشهر خوض غمار تجربة فريدة من نوعها تقضي بتشارك بقايا الطعام، في مسعى إلى مكافحة هدره.
وتندرج هذه المبادرة في سياق مجموعة من المشاريع أطلقت خلال الأعوام الأخيرة لترشيد الاستهلاك.
وتضم خزائن القاعة المخصصة لتشارك الطعام، موادا غذائية على انواعها، من الجبنة واللحوم والفواكه والخضار، وصولا إلى المشروبات.
وكل قاطن في المبنى يدون الأطعمة التي أتى بها على دفتر علق على باب إحدى خزائن هذه القاعة التي يبقى معدل الحرارة فيها ست درجات طوال السنة.
وشرح يوكا بيلتونن البالغ من العمر 51 عاما "نسجل رقم شقتنا ونذكر إذا أخذنا الطعام أو جلبناه، ونترك تعليقا بسيطا في حال رغبنا في ذلك".
وينبغي أيضا تحديث صفحة على "فيسبوك" تستعرض فيها المخازين. وبما أن القوانين لا تتطرق إلى هذا النوع من التشارك، تستند التبادلات بين السكان إلى الثقة.
وكشف يوكا بيلتونن أنه "منذ الأسبوع الماضي، بات في وسع سكان المبنى ترك بقايا الأطباق المطهوة مع ذكر محتوياتها، لكي يحاسب صاحبها في حال أصيب أحد بالتسمم".
وقد أبصر مشروع مكافحة هدر الطعام النور منذ سنتين، وصاحب هذه الفكرة هو مصمم الأزياء هايكي سافونن (44 عاما) الذي كشف "كنت أتساءل لماذا لا نستحدث موقعا لتشارك الطعام على صعيد الأحياء أو المدن، من أجل تفادي الهدر".
وبغية تحقيق فكرته التي أطلقها على الانترنت، تعاون مصمم الازياء مع المعهد الفنلندي للأبحاث الخاصة بالأغذية الزراعية، فنجح في إقناع سكان الحي.
وأخبر هايكي سافونن "سار المشروع على خير ما يرام وشمل مئة شقة، مع فئات متنوعة جدا من السكان، من قبيل عائلات من الطبقة الوسطى وكبار في السن وطلاب".
ومن المرجح أن يتسع نطاق هذا المشروع في حي رويهوفووري، إذ أنه "من المحتمل أن يزداد عدد المشاركين في هذه المبادرة في الصيف"، بحسب يوكا بيلتونن الذي أقر بأنه "لا بد من التحلي بالواقعية. فالبعض لا يحبذ هذه الفكرة... وبعض السكان يأخذون الطعام في الخفية ولا يدونون أسماءهم، مثل كبار السن الذين يخجلون في بعض الأحيان من أخذ طعام الغير ويفضلون عدم ذكر أسمائهم".
لكن من الصعب معرفة ما إذا كانت هذه المبادرة قد سمحت بتخفيض تكاليف المشتريات الغذائية. ويبقى المهم في نظر صاحب هذه الفكرة أنها "تعزز الروابط بين السكان".